أبدت اسرائيل مخاوفها من فوز الناشط الفلسطيني سعيد هدروس بالانتخابات البرلمانية السويدية التي يخوضها ضمن حزب يساري سويدي. وجاء هجوم الاعلام الاسرائيلي على هدروس بعد ان تم الاعلان عن نيته بخوضه الانتخابات البرلمانية من قبل الاعلام السويدي.
والناشط الفلسطيني من مواليد 15 ايار عام 1960 في مخيم برج الشمالي جنوب لبنان وأهله هجّروا من قرية لوبية قضاء طبريّا وحاصل على بكالوريوس من كلية الصحافة جامعة كارلوفا براغ التشيك وماجستير علوم إجتماعية من نفس الجامعة.
ويقيم هدروس في مدينة لاندسكرونا جنوب السويد ومنسّق المجموعة 194 في السويد التي لها حضور مرسّم في عدد من المدن السويدية ذات التواجد الفلسطينية وهي ناشطة في مجال الدفاع عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين حسب القرار 194.
ليست المرة الأولى
مراسل "بكرا" حاور سعيد هدروس الذي قال:" أنا مواطن سويدي وعضو في حزب اليسار السويدي وهذه ليست المرّة الأولى التي أترشح فيها إلى الإنتخابات وسبق في العام 2010 أن ترشحت لإنتخابات المجلس البلدي وحصلت على أعلى الأصوات وتصدرت القائمة، كما ترشحت في العام 2014 إلى إنتخابات المحافظة وبعد ان كنت الثامن على القائمة وبفضل الأصوات التفضيلية المباشرة إنتقلت إلى الموقع رقم 2. أما لماذا ترشحت فأنا أولا أمارس حقي في الترشح والإنتخاب ومن ناحية ثانية لكي أناضل من أجل الدفاع عن مصالح ومطالب الناس هنا عموما والأقليات خصوصا ثالثا لكي أمارس دورا أكثر فعالية وتأثيرا في الحياة المجتمعية والسياسية في السويد".
عن رؤيته، يقول:" رؤيتي أننا كأقليات نستطيع إذا ما أردنا أن نكون مؤثرين وفاعلين وأن نسعى إلى إندماج منظم وواع في المجتمع السويدي ومن أبوابه الواسعة المختلفة مثل الإنخراط في الحياة السياسية ووفي المعاهد والجامعات كما في سوق العمل وفي مجالات الثقافة المتعددة الجوانب لنبني مع شريكنا الآخر مجتمعا نموذجيا متعدد الثقافات وهذه الرؤية تنسجم وتتكامل مع الأهداف المتوخاة أيضا والتي بدورها تلتقي مع رؤية وأهداف الحزب الذي أمثله وهو حزب اليسار حيث مسألة الإندماج والآمان الإجتماعي ومحاربة الكراهية ضد المهاجرين والنضال ضد العنصرية والتضامن مع الشعوب المكافحة من أجل حريتها وإنعتاقها وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني والمساواة بين مكونات المجتمع وغير ذلك كلها قضايا كما تهم الآخر تهمنا نحن كأقليات أيضا".
عن الجالية الفلسطينية في السويد، يحدّثنا:" الجالية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من مكونات المجتمع الذي فيه نقيم لها ما له وعليها ما عليها، سوف نعمل من أجل أن يكون حضورها أقوى في مختلف المجالات وكذلك أكثر تنظيما وحيوية لأنها جالية مختلفة إلى حد ما عن الجاليات الأخرى من جانب القضية الكبيرة التي تحملها في مساندة نضال الشعب الفلسطيني من إحقاق حقوقه الوطنية المتمثلة في العودة إلى ديارة وحقه في تقرير مصيره بنفسه وفي غقامة دولته الوطنية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.لذكل أرى أن الجالية الفلسطينية يجب أن تكون جالية نموذجية أيضا لتستطيع تحمّل أوزار ما عاناه ويعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم تاريخي ما زال ماثلا حتى يومنا هذا.كل هذا يضع على الجالية مسؤولية تحشيد الرأي العام السويدي بأحزابه وبمنظمات المجتمع المدني الفاعلة لدعم وإسناد نضال الشعب الفلسطيني وبفعل هذا الجهد نحصد اليوم موقفا سويديا متقدما تمثّل في الإعتراف بدولة فلسطين وفي رفض قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة إسرائيل وبتفعيل النشاط السويدي في حملات فك الحصار عن غزة وهدم الجدار العازل وفي حملات المقاطعة لإسرائيل وكذلك للبضائع الإسرائيلية وتحديدا ما له علاقة بالمستوطنات".
تنافس اليمين واليسار
أوضح هدروس، انّ، الإنتخابات هنا تتيح المشاركة للجميع ويوجد تنافس تقليدي بين كتلتي اليمين أي الأحزاب البرجوازية المحافظة واليسار المتمثل بالحزب الإشتراكي أو الإجتماعي وحزب اليسار وكذلك الخضر. النسب بين الكتلتين متقاربة جدا ما يعقّد إلى حد كبير من إمكانية كل كتلة بتشكيل الحكومة,إلاّ بالتوافق مع إقرار الكتلتين بعدم التحالف مع الحزب اليميني العنصري تحت أية ظروف وهو الحزب الذي يحقق تقدما كبيرا للأسف مستفيدا من السياسات المتذبذبة والمتأرجحة للأحزب الكبيرة إن كان المحافظين أو الإشتراكي الإجتماعي. والنتائج كلها ستظهر مساء يوم التاسع من أيلول موعد الإنتخابات مع العلم أنه يحق للمواطنين المباشرة في الإنتخاب المبكّر والذي سيبدأ من يوم الثاني والعشرين من آب".
مأزق الحكومة الاسرائيلية
وأنهى كلامه قائلا عن قانون القوميّة:" أعتقد ان قانون القومية إن دلّ على شيء فهو يدل على عمق المأزق الذي تعيشة الحكومة الإسرائيلية والتي أصبحت عاجزة عن مواصلة السير بكذبة أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط لتتحوّل إلى دولة أبارتهايد.طبعا هذا لا ينفي حجم الصعوبات التي سوف يعانيها أصحاب الأرض الأصليين وتحويلهم بقرار عنصري إلى جاليات على أرضهم,من ناحية أخرى فإن هذا القانون يمسنا ويطالنا نحن أيضا حيث هو محاولة لقطع الطريق على حقنا في العودة إلى ديارنا.قرار أو قانون سيسقط آجلا أم عاجلا وهذا يفرض على الجميع في البلاد تعزيز نضالهم ليس العرب وحدهم وإنما اليهود أيضا وسنكون أيضا جزء من هذه المعركة المفتوحة تماما كما وقف العالم كله ضد الأبارتهاد في جنوب أفريقيا وأسقطها".
[email protected]
أضف تعليق