أظهر بحث أكاديمي أًجري بالشراكة بين الباحث زئيف كريل ، العامل في دائرة كبير خبراء الاقتصاد في وزارة المالية ، ومريان تحاوخو ، من معهد "أهرون " للسياسات الاقتصادية في المركز الأكاديمي المتعدد المجالات بهرتسليا – أن معظم الفوارق والفجوات في الدخل بين الاسر اليهودية والعربية نابع من فوارق الثقافة (مستوى التعليم) والدخل لدى الرجال العرب ، خلافاً للاعتقاد السائد بأن مشكلة الدخل الرئيسية في المجتمع العربي تكمن في المعدلات المتدنية لعمالة وتشغيل النساء العربيات .

ويشير البحث الى ان معدل دخل الاسرة اليهودية غير المتشددة بالتديّن يبلغ (22) ألفاً و (800) شيكل شهرياً (3،6 ألف دولار ) بينما المعدل لدى الاسرة العربية (10) الاف و (900) شيكل (الفارق – 109%). وفي هذا الاطار ارتفع الفارق بالاجور بين الرجال اليهود غير المتشددين بالتدين وبين الرجال العرب – من 52 % عام ألفين الى 58 % مؤخراً .

فوارق في الثقافة ومستوى التعليم

ويظهر البحث أيضاً أن 56% من الفوارق والفجوات بالدخل نابعة من الفوارق والاختلافات بالأجور ، بمعنى أن هذه المعضلة تميّز الرجال بالأساس (حيث ان نسبة عالية من النساء معطلات عن العمل ) – بينما 44 % فقط من الفوارق نابعة من عدد وكمية ساعات العمل للأسرة (لنفس السبب – وهو أنّ نسبة عالية من النساء معطلات عن العمل ) .

ويتبين كذلك أن معدّل أجر الرجل اليهودي غير المتشدد دينياً ، المتراوح عمره في الثلاثينات ، قد بلغ عام 2015 معدل (9،13) ألف شيكل ، بينما بلغ المعدل لدى الرجل العربي (7،8) ألف شيكل – بفارق (2،5) ألف ، أي نسبة 60%.

ووفقاً للبحث – فان 43% من الفوارق بالأجور بين الرجال اليهود غير المتشددين دينياً (أي: من غير الحريديم ) – والرجال العرب ، تعود الى الفوارق الواسعة في الثقافة ومستوى التعليم . وأفاد البحث في هذا السياق بان 37% من النساء العربيات اللاتي تتراوح اعمارهن ما بين 24-20 عاماً يدرسن في مؤسسات التعليم العالي (بينما كانت النسبة عام 2009 حوالي 30%) ، في حين تبلغ النسبة لدى نفس الفئة من الرجال العرب -16 % فقط .

التسرب من المدارس

وبالمقابل ، يشير الباحثان الى النسبة الفائقة (25%) من الأكاديميين العرب الذين درسوا في المعاهد الاجنبية ، دون الاشارة الى نسَب وأعداد الطالبات من بين هؤلاء . ومن بين أسباب هذه الظاهرة حسبما يحللها البحث :الصعوبات الجمة التي يواجهها الطلاب العرب للالتحاق بالكليات "المرغوبة" كالطب والصيدلة (في اسرائيل) ، وخاصة ما يتعلق منها باللغة العبرية وامتحان البسيخومتري.

ويشير الباحثان بشكل خاص الى أن نسبة التسرّب من المدارس الثانوية في المجتمع العربي عالية جداً : حيث تبلغ نسبة الطلاب الذكور المتسربين 13% ، والطالبات – 8% ، بينما تبلغ هذه النسبة لدى اليهود غير المتشددين دينياً – 1% فقط.

ويستنتج البحث ان الفرد الذي ينهي الدراسة الثانوية يكسب أجراً أعلى : اذ يتبين أن خريج الصف الثاني عشر ( دون الحصول على شهادة البجروت - التوجيهي) يحقق أجراً أعلى ممّن تسرّب من المدرسة بنسبة 14% ، بينما يحقق الحاصل على شهادة "البجروت" أجراً أعلى بنسبة 25 %.

وعن ذلك قال رئيس معهد "أهرون "- البروفيسور تسفي اكشتاين ، ان الغرض الرئيسي للنهج والسياسات في مجال تأهيل الرجال العرب – يجب ان يتركز في وضع حد لظاهرة التسرب من المدارس الثانوية ، وأشاد في هذا السّياق بالانجازات التي حققها المجتمع العربي الدرزي في المجال التعليمي (نسب النجاح العالية بامتحان البجروت )"ويجدر بجهاز التعليم العربي أن يتعمق في دراسة الخطط والبرامج التي تتبعها المدارس العربية الدرزية وبفضلها تتحقق مستويات فائقة من النجاح ، لتطبيقها وتعميمها على جميع المدارس "- على حد تقييم البروفيسور اكشتاين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]