تقترب انتخابات السلطات المحلية، ويرتفع مع اقترابها منسوب السخونة والصخب التنافسي في الشارع، وفي الناصرة الصورة لا تختلف عن باقي البلدات، لكن الفرق أن المشهد النصراوي لا يشغل سكان الناصرة فقط، بل قسم كبير من أبناء المجتمع العربي في الداخل، وحتى في الضفة، حيث يقال أن السلطة الفلسطينية مهتمة جدًا بموضوع الانتخابات في الناصرة.

المرشحون حتى الآن

حتى الآن، علي سلام، رئيس البلدية الحالي، هو المرشح الأبرز والأوفر حظًا- وفق ما يقوله الشارع- لا سيما بعد أن استطاع انهاء بناء مبنى البلدية الجديد والانتقال إليه، واقتراب انتهاء اعمال البناء في المركز الثقافي الضخم بجانبه، حيث يتفاخر رئيس البلدية ورئيس قائمة "ناصرتي" بهذا الانجاز ليل نهار، لدرجة أنه وتحت شعار البلدية الضخم الذي تم نصبه بالأمس على المبنى الجديد، اضيفت عبارة "وعدتُ وأوفيت" وتحتها توقيع علي سلام .

ويعتمد على سلام في كل خطاباته وأحاديثه على الفارق الكبير الذي حققه في الانتخابات الماضية مقابل مرشح الجبهة آنذاك، رامز جرايسي، وهو رئيس البلدية السابق.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، المنافس التقليدي، اختارت بانتخابات داخلية قبل أشهر، الشاب مصعب دخان لينافس علي سلام بالانتخابات، ومصعب هو عضو بلدية سابق من المعارضة، وقد تم إقالته مع جميع أعضاء البلدية بعد افشال تمرير ميزانية هذا العام، وذلك بقرار من وزير الداخلية، الذي أبقى على رئيس البلدية في منصبه وأقال الأعضاء وعيّن مكانهم أعضاء آخرين.

وهنالك مرشح آخر، أعلن عن ترشحه قبل أكثر من عام، وهو رجل الاعمال رامي بزيع، ويعتبر نفسه مرشحًا مستقلًا.

فكرة المرشح التوافقي "بتروح وبتيجي"

في الناصرة، وفق هذه الصورة، فإن الكفة تميل لعلي سلام، وفق ما يقوله الشارع، لكن لا شيء في الانتخابات مضمون 100%، وفي حين تهدف جهات في المدينة لتغيير رئيس البلدية، ظهرت منذ أكثر من عام فكرة المرشح التوافقي، وطرحت عدة أسماء أبرزها رجل الأعمال وليد العفيفي، وهو رجل أعمال معروف، أحد أصحاب مجموعة العفيفي المشهورة، ورئيس جمعية الناصرة للثقافة والسياحة. ولكن الفكرة ضعفت وتلاشت نهاية العام الماضي، بعد الاعلان عن مصعب دخان مرشحًا للجبهة وتأكيده على أنه يعتبر نفسه المرشح التوافقي، والآن، وقبيل الانتخابات بشهرين ونصف الشهر، عادت الأحاديث في الشارع النصراوي حول فكرة المرشح التوافقي، وتحديدًا وليد العفيفي.

ما قصة الوثيقة الجديدة؟

بالأمس، أصدر مجموعة من الناشطين وثيقة فيها بعض البنود التي تدعو للحفاظ على الأجواء الايجابية في المدينة وعلى صيانة البلدية والبلد والحفاظ على الخط الوطني وما إلى ذلك، ولكن ليس هذا المهم بالوثيقة، إنما الأسماء، فقد خلت الوثيقة من أي اسم من ناشطي "ناصرتي" فيما ظهرت أسماء من الجبهة، كمصعب دخان والدكتور إياد جهشان، ومن شباب التغيير "أشرف محروم"، ووليد العفيفي بنفسه، وأيضًا المهندس أحمد الزعبي، الذي ترشح في الماضي لرئاسة البلدية عن الحركة الاسلامية ومؤخرًا اختلف مع رئيس البلدية علي سلام على موضوع وقف مسجد النبي سعين، والمرشح رامي بزيع، وآخرين ممن يعتبرون من أبرز الناشطين بالساحة النصراوية، وبضعهم كانوا من مؤيدي علي سلام ولكنهم اختلفوا معه، كلّ لسببه، ويدور الحديث في الشارع النصراوي أن هذا البيان هو بيان أولي قبل بيان إعلان ترشيح وليد العفيفي لينافس علي سلام مدعومًا من الجبهة، وشباب التغيير وجهات عديدة أخرى.

داخل الجبهة ليس هنالك إجماع تام على هذا الأمر إن كان صحيحًا، فمثلًا، الدكتور عزمي حكيم، وهو عضو سابق في بلدية الناصرة عن الجبهة، وناشط سياسي معروف، صرح بالأمس أنه لا يوافق على فكرة المرشح التوافقي، وأن فكرة دعم مرشح آخر فقط بهدف "إسقاط" علي سلام يعتبرها فكرة سيئة، وأنه يدعم استمرار مصعب دخان بالمنافسة، وسيصوت فقط لمصعب دخان.

تساؤلات ..

رجل الأعمال وليد العفيفي بالوقت الحالي متكتم ولم يعلن عن أي شيء، أي أنه ليس مرشحًا حتى الآن، وقد نشر أمس في صفحته العبارة التالية "كلما إزدادت التحديات إزداد الإصرار"، وليس بالضرورة أنها يقصد الانتخابات،  لكن مقربين منه أكدوا أنه سيعلن ترشحه، وأن الانتخابات في الناصرة ستكون حامية الوطيس، لا سيما وأنه – العفيفي- إذا ترشح، فإنه سيحصل على أصوات قوى عديدة، منها التي دعمت علي سلام بالانتخابات الماضية واختلفت معه بعد ذلك أو أنها ترى بأن العفيفي مناسبًا أكثر، إضافة لدعم مصوتي الجبهة طبعًا، فكيف ستكون الصورة في الناصرة، عاصمة الجماهير العربية؟ وهل ستقدر هذه القوى إذا اتحدت أن تهزم علي سلام؟ أم أن الدعم الكبير في الشارع النصراوي لعلي سلام لا يمكن أن يتأثر، وأن إنجازاته وخصوصًا مبنى البلدية الجديد ستنصبه رئيسًا للبلدية لدورة أخرى؟ اسئلة تدور وتطرح بين المواطنين في المدينة العربية الأهم والأعرق في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]