قال مسئولون فلسطينيون رفيعو المستوى إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبلغ مسئولين مصريين خلال زيارته للقاهرة مؤخرًا عدم رغبته باستمرار "تدخل القاهرة في غزة"، قائلاً: "أنتم تلعبون بملعبنا وهذا ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية".

ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن المسئولين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم باعتبارهم "غير مخولين بالحديث" أن الثقة بين السلطة الفلسطينية ومصر باتت ضئيلة للغاية، وقد سئمت الأولى من تدخل القاهرة في غزة".

وأشار إلى أن المسئولين في القاهرة يبذلون جهودًا لمحاولة التوفيق بين حركتي حماس وفتح منذ يوليو الماضي، إضافة إلى مساعيها إلى التوصل إلى اتفاق هدنة بين "إسرائيل" وحركة حماس في غزة.

كما نقل عن مسئول بارز في حماس قوله إن "حالة اليأس الأمريكي حيال خطة صفقة القرن والرغبة في تحقيق الاستقرار في غزة أعطى الضوء الأخضر للقاهرة لتكون بمثابة وسيط، سواءً برغبة أو عدم رغبة الريس عباس".

وأضاف الموقع أن "ذلك المسعى المصري استمر على الرغم من التصعيد العسكري الإسرائيلي وتبادل إطلاق الصواريخ على جانبي قطاع غزة، وذلك خشية حدوث مزيدٍ من التدهور الذي قد ينتقل إلى مصر وإسرائيل".

المسئولين الفتحاويين الذين نقل الموقع عنهم أضافوا أن "مصر تمضي قُدمًا في الوساطة بين حماس وإسرائيل، لكن السلطة الفلسطينية ليست سعيدةً بذلك".

وأضافوا أن مصر وعدت منذ ذلك الحين بتجديد مساعيها بحيث تعمل على إبرام صفقةٍ شاملة تضم هدنةَ طويلة الأمد في غزة، ومبادلة أسرى بين حماس و"إسرائيل" وإتمام مصالحة بين الحركتين.

وكان القيادي في فتح جمال محيسن قال في تصريحاتٍ لإذاعة "صوت فلسطين" أمس: "أدعو هذه الأطراف العربية أن تترك القضايا الفلسطينية للقيادة الفلسطينية وتجنب دعم أي اتفاقيات ثنائية بين حماس وإسرائيل التي من شأنها تعزيز الانقسام، لذا لن يقبل أحد بتلك المحاولات".

ورقة ببصمات حماس

أحد المسئولين الذين تحدث إليهم الموقع البريطاني انتقد الدور المصري، قائلاً: "وفدنا الذي زار القاهرة مؤخرًا ألقى باللوم على المسئولين المصريين خلال مناقشة الورقة المصرية والمساعي المصرية لهدنة بين حماس وإسرائيل، متسائلاً: "أين العلاقة الاستراتيجية بين فتح والقاهرة؟ أهذا ما يفعله الشركاء تجاه بعضهم البعض؟".

وأضاف المصدر المسئول: "صحيح أن الورقة المصرية للمصالحة قدمتها القاهرة، لكنها حملت بصمات حركة حماس، وهو ما دفعنا للشعور بالخيانة".

وكان بيان لحركة (حماس) في الـ19 من الشهر الماضي قالت فيه إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ وزير المخابرات المصرية عباس كامل موافقة حركته على الورقة المصرية للمصالحة.

وأشار المصدر الفتحاوي إلى أن "مدير المخابرات المصرية عباس كامل أراد إحراز تقدم قبيل زيارته لواشنطن لتعزيز موقف بلاده ومشاركتها في صفقة القرن".

وقال المسئول: "من أجل تقزيم التدخل الأمريكي في القضايا الفلسطينية، كنا مضطرين إلى تقديم ردّنا على الورقة المصرية بعد عودة عباس كامل من واشنطن".

وأثناء زيارة وفد حركة "فتح" إلى القاهرة أواخر الشهر الماضي، والذي تضمن كلاً من رئيس المخابرات برام الله ماجد فرج والمسئولين في حركة فتح حسين الشيخ وروحي فتوح وعزام الأحمد، حملوا لعباس كامل رسالةً جاء فيها الاعتراضات التالية:

التوصل إلى اتفاق مع حماس قبل تقديمها إلى السلطة الفلسطينية ثم إرسالها إلى السلطة على أنها مقترح مصري.
التفاوض على هدنة طويلة الأمد بين حماس في غزة و"إسرائيل" دون تدخل السلطة.
العمل على إدخال الوقود والغاز الطبيعي ومنتجات التبغ وسلع أخرى ما يعني منع عائدات ضريبية لصالح خزينة السلطة.

وذكر مسئول فتحاوي لـ "ميدل إيست آي": أبلغنا المسئولين المصريين أن السلطة تدفع 118 مليون دولار إلى غزة شهريًا، فيما انخفض ذلك المبلغ إلى 98 مليونًا فقط، حيث كانت تلك السلع تزيد من واردات الخزينة لصالح غزة".

لكن القاهرة أعادت صياغة ورقتها وعرضت فيها على السلطة الفلسطينية أن تجعلها مسئولة عن جميع المؤسسات الحكومية في غزة كالإشراف على الأمن والضرائب والإيرادات.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]