شارك عشرات الالاف من المواطنين العرب وعدد كبير من اليهود في المظاهرة الكبرى التي نزمتها لجنة المتابعة العليا، في تل أبيب مساء أمس احتجاجا على سن قانون القومية العنصري.


ورفعت الأعلام الفلسطينية في المظاهرة، مما أثار بعض الجهات اليمينية وبعض وسائل الاعلام العبرية، حيث حرضوا على هذه المظاهرة بشدة، كما ورفعت بعض الاعلام الاسرائيلية من قبل ناشطين يهود شاركوا في المظاهرة كتسجيل موقف ضد قانون القومية.

وترأس خبر المظاهرة كل الصحف الإسرائيلية صباح اليوم.

وانطلقت المسيرة من ميدان رابين حتى باحة متحف تل أبيب حيث أقيم المهرجان الخطابي بعرافة د. مها كركبي - صباح. 

وأجمع المتحدثون على ان مظاهرة تل أبيب هي وسيلة للهدف وهو اسقاط قانون القومية.


بركة: رسالة للجميع .. ولأخوتنا المعروفيين

في كلمته قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة:" إن رسالة الجماهير في مظاهرة تل أبيب واضحة، وهي إلغاء قانون القومية العنصري الذي سنّه "الكنيست" الإسرائيلي، مشددا على أنه قانون يشكل خطراً على الشعب الفلسطيني وعلى حقه في تقرير المصير. وأضاف بركة "أن هذا القانون يشكل خطراً أيضا على حياة 1.5 مليون فلسطيني في الداخل الإسرائيلي، ويشكل تحدياً كبيراً لهم ولحياتهم، مشيرا إلى أن تلك المظاهرات ليست لتقديم احتجاجاً على هذا القانون إنما بداية لمعركة طويلة لإلغائه، مؤكدا أنه لن يهدأ للفلسطينيين البال حتى يتم شطب هذا القانون من سجل القوانين".
وقال بركة :" ليس هنالك تشريع او قانون في العالم يفرق بين مواطني الدولة، وحتى في التاريخ فقد شهد مثل هذا القانون فقط في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر وفي جنوب افريقيا حتى سقوط الأبرتهايد، ولكن اليوم في يومنا هذا فلا قانون مثال لقانون القومية العنصري".
وقال بركة في رسالة الى أبناء الطائفة الدرزي قائلا :" اخوتنا المعروفيين الأحرار، لقد فرقونا عندما فرضوا عليكم التجنيد الإلزامي وجمعونا عندما ارادوا منعنا من وجودنا، وعليه اقول لكم البيت يجب ان يلتم مجددًا والبلاد اشتاقت الى اهلها سويةً".

إيلوز: نريد قانونا للجميع 
وفي خطابها، المحاضرة في الجامعة العبريّة، إيفا إيلوز تحدثت عن هجرتها من المغرب إلى فرنسا، وكيف عوملت بمساواة في فرنسا، وقالت: عندما قدمت لإسرائيل عام 1991، اعتقدت أنها دولة عدالة، رغم الأخطاء، وكانت هناك محاولات للسعي للعدالة. اليوم، حكومة إسرائيل تنازلت عن حتى محاولات أن تكون دولة عادية، وكما في إسرائيل، في فرنسا، أيضًا، هناك انقسام بين معسكرين. ولكن في فرنسا انتصر معسكر العدالة، قبل 200 عام بعد تنازل الإقطاعيين عن امتيازاتهم وهذا ما غيّر العالم. نريد قانونا للجميع، لا قانونا يمنح امتيازات لمجموعة، إنني أطالب معسكر المركز أن يقف إلى جانب معسكر المساواة والعدالة، وأن يساند العرب في إسرائيل للنضال على مكانتهم. ونحن نقف معكم في معسكر المساواة، هذه أمسية تاريخيّة فيها يقول العرب واليهود لن نعيش في مجتمع أسياد وعبيد. وأنا اتنازل عن الامتياز الذي منح لي كيهودية، نحن نعلن أننا نؤمن بالمساواة بين البشر لبناء مجتمع يسعى للمساواة والسلام، وهذه فرصة للخروج من اليأس الذي يسيطر على العرب واليهود، إن اليأس يخدم نتنياهو.

غنايم: رد واضح على من ظن أننا سننسى

اما في كلمته قال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، مازن غنايم :" كثيرون من أبناء شعبنا راهنوا على ان الجماهير فقدت ثقتها بقيادتها ولن تلبي النداء بالمشاركة في المظاهرة ، وهذا الحشد الكبير هو رد واضح على من ظن اننا سوف ننسى او نتناسى قضيتنا.
وقال غنايم :" لأول مرة تكون مثل هذه المظاهرة الصاخبة خارج قرانا ومدننا العربية، ويدل اننا لن نرفع الراية البيضاء ولا مرة في حياتنا.

فرّو: الدروز ليسوا مرتزقة، لكن القيادة الدرزية تتصرف وكأنهم كذلك

المؤرخ قيس فرو قال في كلمته: أن الأمر عُرض وكأن الدروز هم فقط من مُس بهم في هذا القانون، هو عرض مشّوه ومقصود. وهو الجانب الذي يخدم الدولة وبعض تجار السّياسة، وكأن الدروز لا علاقة لهم بالعرب الذين يعارضون القانون، وكأن الحقوق مرتبطة بالخدمة العسكرية، وهذا دخلنا لحوار هل نحن " مرتزقة"؟ ثم جاءت اقتراحات نتنياهو حول التعديل وسط مدائح للطائفة الدرزية، والتخفيف عن الضغوطات على الطائفة الدرزية، وكذلك شدّد بينيت على محاولة إيجاد حل للدروز. وأنا أقول للدروز إن عروضًا كهذه في السابق لم تأت بأيّة نتائج. شكّل قانون القومية صفعة لكل من قبل بالتسويات التي طرحت تباعا لأبناء الطائفة، وهذا القانون جعلهم يتساءلون هل تحولنا إلى "مرتزقة"؟ ثم تأتي ادّعاءات أن لا تخلطوا بين السياسة وبين الخدمة العسكرية، وهذا واقع يتكرّر. وأذكركم بقضية مصادرة الأراضي من أعوام السبعين، وما جاء بعدها من وعود وهذه الوعود تتكرر، وهي مجرد سياسة فرّق تسد، لفصل الدروز عن عمقهم العربي، أنا أقول إنّ القيادة الدرزية، وبدل أن تطالب بحقوق متساوية تتصرف وكأن الدروز "مرتزقة"، وأنا لا أقول إنّ أبناء الطائفة المعروفية "مرتزقة"، وإنما تتصرف القيادة الدرزية وكأنهم كذلك. على أن نسعى إلى مواطنة متساوية للجميع، فالحلول الجزئية لا يمكن قبولها. وأحذر أبناء الطائفة الدرزية من حلول جزئية وربط الحقوق الطبيعية بالمواطنة بالخدمة العسكرية.

شوكين: نتنياهو يسعى إلى إيصالكم إلى اليأس فلا تمنحوه هذه الفرصة، مارسوا حقكم في الانتخاب
بينما قال صاحب امتياز صحيفة "هآرتس"، عاموس شوكين، إنّه قبل 70 عاما قامت إسرائيل، التي عرّفت نفسها كدولة يهودية، تعطي حقوقا متساوية لكل مواطنيها دون فرق بين نوع أو بين الأشخاص. هنا، اليوم، هناك اختلاف حول هوية إسرائيل وطريقها ولكن مقابل حكومة تحرض ضد مواطنيها. علينا أن نكون موحّدين كي نضمن ديموقراطية ومساواة كأساس لكل شيء، لذلك أنا هنا اليوم.
وأضاف شوكين: دولة إسرائيل، كما قال رئيس الدّولة، مركبة من أربعة أسباط: عملانييّن، متديّنين، حريديم وعرب متساوين في الحقوق. قبل 27 عامًا سن قانون حرية الإنسان وكرامته، لكنّ اليمين المتطرف لم يتقبل تعريف المحكمة لقانون حرية الإنسان وكرامته. إن "قانون القوميّة" يعرف الدولة كدولة يهودية ولا يأتي على ذكر المساواة، ودون أي ضمان للمواطنين غير اليهود، والهدف واضح ألا يتمتّع المواطنون غير اليهود بحقوق متساوية، إن العنصرية الواضحة غير مقبولة، وإن ميثاق الاستقلال ضمن المساواة، لن تكون ديموقراطية تفرق بين مواطن وآخر، بما فيها الحق بالمسكن والاستيطان. إنّ نضالنا ليس فقط على حقوق العرب بل هو نضال على الديموقراطية في إسرائيل، وكل مواطن إسرائيلي تعني له الديموقراطية عليه أن يناضل وألّا يتوقف حتى يلغى هذا القانون.
ووجه رسالة للعرب قال فيها: نتنياهو يسعى إلى إيصالكم إلى اليأس فلا تمنحوه هذه الفرصة، مارسوا حقكم في الانتخاب.

بركة يحيي عشرات آلاف المتظاهرين وجهود إنجاح مظاهرة تل أبيب

*بركة: المظاهرة بحجمها وزخمها جعلت نتنياهو وعصابته ينفلتون بتحريض أشد

*هذه المشاركة التي عملنا عليها ليل نهار، أثبتت أن جماهيرنا لا يمكنها أن تهدأ في وجه الاستبداد الصهيوني

*نحيي الحشود الضخمة من القوى الإسرائيلية التي شاركت في المظاهرة، وهي تعرف تماما عناوينها وموقفنا

*بركة يتوجه الى جماهير شعبنا ومركبات المتابعة للعمل على استكمال عريضة النصف مليون ضد قانون القومية



وجه رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، التحية الكبيرة لعشرات آلاف المتظاهرين من جماهيرنا العربية، وأيضا من القوى الإسرائيلية الديمقراطية، التي شاركت في مظاهرة "المتابعة" في تل ابيب" ضد قانون القومية الاقتلاعي العنصري. كما حيّا الجهود غير العادية، التي بذلتها طواقم عمل من الأحزاب، وحيّا تجند عشرات السلطات المحلية العربية من أجل إنجاح المظاهرة. ووجه شكل شكر خاص لوسائل الإعلام التي تجندت في مضامينها للتجند الشعبي للمظاهرة، ومن ثم تغطية أحداثها.

وقال بركة، إن هذا حدثا غير عادي، ونستطيع القول، كما اعترف كثيرون، أننا أمام حدث تاريخي، لقد راهنوا على سبات جماهيرنا، أو على تراجع جاهزيتها للنضال، فجاءت هذه المظاهرة، التي في الحقيقة فاقت كل توقعاتنا الأولية، لتعطي الجواب: أن جماهيرنا لا يمكنها يوما أن تتجاهل الاستبداد والظلم الصهيوني، الذي سجل ذروة جديدة، بقانون اقتلاعي عنصري وقح يعربد على العالم.

وحيّا بركة آلاف الناشطين اليهود في الشارع الإسرائيلي، الذين شاركوا بزخم كبير في مظاهرة لجنة المتابعة العليا، وهم يعرفون جيدا عنوان المظاهرة المطالب بإلغاء القانون كليا. وهم يعرفون جيدا خطابنا السياسي. ووصولهم ومشاركتهم تعني تضامنا واضحا، وشرعية طبيعية لموقفنا. وحيّا بركة جمعيات المجتمع المدني، ومراكز حقوقية وسلامية، التي نشطت هي أيضا من أجل منح زخم أكبر للمظاهرة.

كما حيّا بركة، بوجه خاص، الجهود الجبّارة التي بذلت من أجل إنجاح هذه المظاهرة، إذ وظفت طاقات غير عادية، من كواد أحزاب، عملت على مدار الساعة، للتنظيم القطري ومنها كوادر حزبية ومجتمعية، نشطت بين الناس. كما وجه بركة تحية خاصة الى اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ومنها إلى عشرات السلطات المحلية، التي التزمت بقرار التجند لانجاح المظاهرة. وأثنى على دور وسائل الإعلام التي تجندت بمضامينها لدعم المظاهرة، ومن ثم تغطيتها.

وقال بركة، حقا أن المظاهرة فاقت كل توقعاتنا الأولية، التي كانت متواضعة، إذ تحدثنا عن مشاركة آلاف، وهذا ما جعلنا نقرر أن المظاهرة ستنتهي في ميدان أصغر بشكل كبير من الميدان الذي انطلقنا منه. لنرى أن عشرات الآلاف بقيت في الشوارع المحيطة ولم يكن بالإمكان دخولها، ولكن هذا أيضا مشهد يؤكد على ضخامة المظاهرة.

واضاف بركة قائلا، إن المشهد الرائع الذي رسمناه سوية في تل أبيب الليلة الماضية، جعل بنيامين نتنياهو وعناصر عصابته، ينفلتون بتحريض يعكس حضيضهم، لينضم إليهم من يسمون أنفسهم "قيادة معارضة"، على شاكلة تسيبي ليفني، ورئيس حزب "العمل" آفي غباي.

وأضاف بركة قائلا، إن مظاهرة تل أبيب لم تكن انطلاقتنا الأولى ضد قانون القومية، إذ سبقها نشاط ميداني تعبوي ساهم في تجنيد الناس للمظاهرة، ولكنها شكلت لنا اختبار لفحص جاهزية شعبنا، ومنها ننطلق أيضا الى نشاطات على مختلف المستويات. فهذه المظاهرة أن ترفع الهدّة لاستكمال جمع نصف مليون توقيع ضد قانون القومية الاقتلاعي العنصري، ونحن مستمرون في الفعاليات الميدانية. والشهر المقبل، مع استكمال التحضيرات الضرورية، سيكون لنا نشاط على مستوى الأمم المتحدة والهيئات الدولية والعالمية، لنحاصر المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية، وسياساتها الاقتلاعية العنصرية.

ونهاية لبداية أكبر، أقول، يا شعبي يا عود الند، إنا باقون على العهد، كأننا عشرون مستحيل في اللد والرملة والجليل.




 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]