أُقيمت أمس فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة الأخيرة من شهر ذو القعدة بجامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، حيث قام بداية القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم بصوته الشجي مع الصلاة على النبي مما زاد أجواء إيمانية روحانية خاشعة.
وبعد رفع الآذان الثاني، ألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وإفتتحها بحمد الله سبحانه وتعالى والشهادة به وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى المصلين بتقوى الله سبحانه وتعالى وكان عنوانها (تضارب الموازين يؤدي إلى إختلال النتائج وتعارضها)، وقال: "البشر لديهم موازين متضاربة لذلك كانت النتائج في حكمهم على الأُمور أيضًا متضاربة في حين أن لو الميزان كان واحدًا فمن باب الضرورة أن يكون ما نتج عنها متساوية متناغمة متناسقة، قد تجد أُمة تعتبر شخصًا في تاريخها مقدسًا أو بطلًا قوميًا في حين أن بعض الشعوب العالم تنظر إلى نفس الإنسان على أنه قاتل ومجرم وسفاح، نفس الشخص هذه الأُمة أو جزء منها على الأقل يعتبرونه بطلًا قوميًا محررًا مجاهدًا مناضلًا في أُمور أُخرى في ذات الشعب يعتبرونه على العكس من ذلك".
وإستعرض فضيلته خلال الخطبة شخصيات في نظر شعوبها غير وفي نظر شعوب أُخرى نظرة مختلفة، ولفت عدم النظر من وجهة نظر واحدة.
وأضاف: "لماذا هذه النتائج؟، الميزان ليس متزن مع جميع البشر مع العلم أن الله سبحانه وتعالى قال ((والسماء رفعها ووضع الميزان))، أي ميزان؟، يوجد ميزان يتم وزن البشر، أول غرام يزين الإنسان هذا الغرام الأول في ميزان أي بشر لأي بشر آخر هو مدى منفعته للإنسانية كلما نفع البشر والإنسانية أكثر يكون في ميزان الله أثقل له وزن نوعي وليس كمي كلما إستفاد الإنسان من هذا الإنسان يكون في ميزان الله ثقيل".
وأشار إلى النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان نائمًا فنزل جبريل وميكائيل عند رأسه الشريف لوزنه فرجح النبي عليه الصلاة والسلام مبينًا الوزن النوعي والمنفعي، ورجح عليه الصلاة السلام بمحبته للإنسان برضاه بعطفه بوده ليس لقريبه فقط أو لمن آمن به فقط، وحث على التقرب للعدو، وأكد أن النبي عليه الصلاة والسلام ما أذى أحد قط وأول من أسس الإسلام الكوني والسلام العالمي بالقرآن الكريم عندما قال الله عز وجل ((وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا)) والميزان ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))، أتقاكم لكل خير ومن التقوى، والخير يجب أن يتعدى ليس فقط البشر بل الحجر والشجر والبهائم لذلك لا يوجد إنسان يرتكز على هذا الميزان إلا بالتالي يجب أن يكون حبه ونتيجته صحيحة.
وتابع: "إذا تم النظر للمرشح في الإنتخابات أو زعيم الحزب أو الطائفة أو الحمولة ولعب بالميزان سترى هذا الزعيم ملهمًا ولو أخطأ لأن الميزان ليس ميزان الله سبحانه وتعالى يوجد ميزان الحب الحمائلي الدموي القرابة الأرحام القومي الطائفي المذهبي لو إتحدت الموازين كلها من باب أولى أن تكون النتيبجة واحدة، ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)) أن يكون الميزان الله تعالى حسبك في حب ليس على فقط البشر بل على كل ما يدور حولك، إجعل ميزانك ميزان الله لا يكون تضارب ولا تعارض وعندئذٍ تشعر بالطمأنينة والسكينة والحياة الطيبة".
وفي الختام دعا الله سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب وييسر الأمر ويهدي القلوب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]