تنظم يوم السبت القادم مظاهرة قطرية والتي ستنطلق عند الساعة السابعة والنصف مساءً من ميدان رابين في مدينة تل ابيب وتُخْتَتَم في ساحة المتاحِف وتاتي هذه المظاهرة في اعقاب الاحتجاج على قانون القومية، في هذا السياق تحدث مراسل موقع "بكرا" لناشطين حول رايهم من ظاهرة رفع اعلام الاحزاب واعلام فلسطين ضمن هذه الاحتجاجات.

جميع الفلسطينيين ضد الصهيونية

استهل عمار ابو قنديل الناشط السياسي والاجتماعي والذي يشغل منصب عضو لجنة مركزية في التجمع الوطني الديمقراطي حديثه قائلًا: " انا بالطبع مع رفع الاعلام الفلسطينية ومن المؤسف ان يتحول ذلك الى محل للنقاش، ان قانون القومية هو تحصيل حاصل لدولة احتلال، دولة قامت على نكبة شعب اخر، هجرته وقتلت شعبه وهدمت بيوته، تستمر في حصار غزة، وفي توسيع الإستيطان في الضفة وتهدم في قلنسوة واللد وكفركنا، أي انها تستهدف كل وجودنا على طول فلسطين التاريخية وعليه شعارنا يجب ان يكون جميع الفلسطينيين في جميع مواقع تواجدهم في مواجهة الصهيونية، القانون كان متوقع، سبقه قوانين لا تقل خطورة منه، انه مفاجئ وصادم فقط لمن راهن على "اسرائيليته" وعلى إمكانية تحقيق المساواة والمواطنة ضمن الحدود والسقف الإسرائيلي، لذا الشعار الذي يجب ان نرفعه هو شعار رافض لهذا الكيان ككيان صهيوني ومناهض لصبغته الإستعمارية، وعندما ترفض عليك استعمال ادواتك التي بدورها ستحركك، نحن نواجه القانون بمشروع وطني فلسطيني واضح لا يخضع، يجب استخدام الادوات وعدم انزال الرموز والشعارات تحت اي مسمى.

واكمل قائلًا: " اذا راى أي مناصر لقضيتك ان قضيتك عادلة فلا يجب ان يرى ان التظاهر تحت هذه العلم خاطئًا، سن القانون لا يغير شيئًا غير انه يؤكد ان الدولة هي دولة استعمارية ترى في اللغة العربية والوجود العربي خطر وبالتالي عدم رفع العلم هو خضوع لهذا القانون وتكريس للسقف الإسرائيلي، انا ضد الشعارات المرفوعة بالمظاهرة لان مشكلتنا ليست بالمساواة بل بالصهيونية نحن لا نطالب برفعنا من مواطن "ب" الى مواطن "ا" انما علينا العمل والنضال من اجل حقنا التاريخي في الأرض والوجود بأدواتنا وشعاراتنا واعلامنا بدون أي تنازل، انا اواجه الصهيونية لذا اقول لليهودي الصهيوني انزع صهيونيتك وتعال كي تعيش في دولة لكل مواطنيها. نحن لا نقدس العلم او النشيد، لكن العلم يكتسب أهميته من خلال كونه يرمز الى شعب يسعى الى التحرر والتنازل عنه معناه انك تنازل عن حقك وهويتك وتاريخك وفي اقصى الحالات تناضل من اجل الحفاظ على اسرائيليتك بشروط المُستعمِر.

وحدوية

اما الناشط سعيد حواري من الشبيبة الشيوعية فقد قال: " المظاهرة الكبرى التى دعت لها لجنة المتابعة والاحزاب العربية هي مظاهرة وحدوية لكافة الجماهير العربية لتطلق صرخة موحدة ضد ما يسمى ب (قانون اساس القومية). مطلبنا اساسي وواضح، نريد الغاء قانون اساس القومية بناءًا على ما ينصه من بنود عنصرية وفاشية. يجب ان يقف شعبنا كله وقفة واحدة، هذه هي الصورة التي يجب ابرازها، لنترك كافة الرموز الحزبية جانبًا والتركيز على نضال مشترك عربي ويهودي ديمقراطي يطالب بابطال القانون العنصري الاقتلاعيمن.
اما في قضية رفع اعلام فلسطين فهذا العلم يمثلنا وسيبقى يمثلنا لاننا ابناء هذا الشعب ومن حقنا رفع العلم الذي يمثلنا. علينا الان ان نترك كل الخلافات السياسية وكل ما يمكن ان يفرقنا وننظر نحو انجاح هذه المظاهرة بالتجنيد لها لكي تكون جبارة كي تصل الرسالة الى نتنياهو وزمرته بان الجماهير العربية ليست لقمة سائغة في فم الفاشيين.

تحسين شروط العبودية


بدوره قال الناشط لؤي خطيب وهو يشغل منصب عضو المكتب السياسي لحركة ابناء البلد: " نحن في حركة ابناء البلد ننظر الى هذه المظاهرة تحت اطر تحسين شروط العبودية ضمن حيز دولة ابرتهايد، نحن معركتنا مع هذه المستعمرة لا تاتي بمنطلق معركة المساواة كي يتم تحسين شروط المواطنين انما ننظر الى هذا الكيان بمنظور انه سرق ارضنا وشرد اهلنا وعمل مرارًا على تشويه هويتنا الجماعية والغريب ان نخبنا السياسية يتوفقون مع المخططات التى تفصلنا عن انتدابنا الفلسطيني وتجعل صف النضال صف المساواة مع المستوطن السارق، من يرضى لنفسه التظاهر في ميدان رابين ويعرف مسبقًا انه تم الاتفاق على عدم رفع العلم الفلسطيني كي لا يتم استفزاز مشاعر جمهور المستوطنين رغبة منه في التذلل للاجماع الصهيوني والاسرائيلي وايضًا رضى على نفسه في نفس الوقت التظاهر تحت علم الاحتلال لا ندري كيف سيضع مستقبلًا بخطابه اسم فلسطينيته وعروبيته التى اسقاطها في مظاهرة تل ابيب.

هذه المظاهرة هي اعلان وفاة الهوية الجماعية للفلسطينين في الداخل وارتماءهم في حضن المؤسسه، ابناء البلد تعلنها بصراحة انها تستنكر ماهية المظاهرة وشعار المظاهرة واعلام المظاهرة، نحن شركاؤنا ليس اليسار الاسرائيلي انما ابن المخيم في جنين ونابلس, وانتدبنا الوحيد هو مخيماتنا ومدننا الفلسطينية ولا شيء غير ذلك، عمقنا هو عربي بامتياز فنحن اصحاب البلاد الاصليون وخطاب المساواة هو لمن يريد ان يضع نفسه في صف المواطنة الاسرائيلية. سقطت النخب السياسية في الداخل وسقطت معها المتابعة في امتحان الانتماء ولم يبقى في الوادي الى حجارته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]