في مقابلة مع صحيفة محلية حاول وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف اختصار المشهد الحالي والموقف الإيراني حيال التطوّرات الأخيرة .

وأكّد ظريف في مقابلة مع صحيفة " إيران " أن بلاده وصلت إلى نتيجة أن الأوروبيين لا يسعون إلى الحفاظ على الاتفاق النووي داخل الاتحاد الأوروبي فقط، إنما يقومون بمساعٍ جادة في هذا الاتجاه خارج الاتحاد أيضاً من خلال محاولة إقناع الدول المستوردة للنفط الإيراني بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية، وإقناع الدول التي لا تستورد النفط من إيران أصلا بشراء النفط الإيراني، لكنه أشار إلى أن الإجراءات الأوروبية لم ترتق إلى المستوى الذي تطمح إليه إيران بعد لكنها تسير في الاتجاه الصحيح.

وتطرّق ظريف إلى استلام إيران خمس طائرات تجارية من شركة ATR الإيطالية، معتبراً ذلك مؤشراً إيجابياً على المساعي التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي للحفاظ على الاتفاق النووي، مؤكداً أن العقوبات الاميركية التي شملت قطاع الطائرات تظهر طبيعة الإدارة الأميركية التي لا تحترم حقوق الإنسان وتعمل ضدّه.

وحول المفاوضات الإيرانية مع مجموعة 4+1 الرامية إلى البحث عن آليات عملية لاستمرار الاتفاق من خلال الحفاظ على المصالح الإيرانية، أعرب ظريف عن اعتقاده أن إيران ستحصل على الضمانات اللازمة لبقائها في الاتفاق النووي.

السياسة الأميركية تعاني من تخبّط واضح

وحول دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسؤولين الإيرانيين إلى التفاوض المباشر من دون شروط مسبقة، اعتبر ظريف أن السياسة الأميركية تعاني من تخبّط واضح ظهر بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي مايك بيميو عقب تصريح ترامب مباشرة، واضعاً عدّة شروط للتفاوض مع إيران، وهذا ما اعتبره ظريف مؤشراً على حال التناقض وعدم الانسجام الذي تعيشه الإدارة الأميركية، مُجدّداً القول بأن الثقة بهذه الإدارة مفقودة بعد انسحابها من الاتفاق النووي ومن اتفاقات الدولية أخرى.

أما في ما يتعلّق بالتهديدات الإيرانية الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز رداً على تهديد الرئيس الأميركي بتصفير صادرات النفط الإيرانية بحلول الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، أشار ظريف إلى أن "إيران تسعى بشكل مستمر إلى الحفاظ على أمن المنطقة ووحدتها وإلى حُسن الجوار ومن هذا المنطلق تسعى إلى ترميم العلاقة بينها وبين السعودية والبحرين والإمارات وهي ترحّب دائماً بالحوار، لكن على الأميركيين تحمّل عواقب أي عمل يقومون به باتجاه تصفير صادرات النفط الإيرانية مع أن هذا الأمر غير ممكن عملياً " .

وحول التسريبات التي تحدّثت عن وساطة عُمانية بين إيران وأميركا، أشار ظريف إلى وجود رسائل بين البلدين تنقل عبر بعض الدول كسويسرا التي ترعى المصالح الأميركية في إيران وسلطنة عُمان، مؤكّداً في الوقت ذاته عدم وجود حوار مباشر إيراني أميركي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]