تتزاحم صفحات الفيسبوك عامة وصفحات الحقوقيّين والمحامين خاصة بمنشورات داعية لإسقاط قانون القوميّة والمشاركة بالمظاهرة الكبرى يوم السبت المقبل في قلب تل أبيب.

وتجرى يوم السبت المقبل، مظاهرة قطريّة بدعوة من لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربيّة في البلاد للتنديد بقانون القوميّة.

مراسل "بكرا" اعدّ تقريرا عن دور المحامين العرب في مجابهة قانون القوميّة وهل تتوجبّ عليهم المشاركة أم لا؟

الدفاع عن الجهاز القضائي 

وفي حديث له، قال المحامي نضال عواودة لـبكرا:"
عند التطرق لقانون القومية علينا الفصل بين الممارسات والتشريع الاسرائيلي، من حيث الممارسات، كمحام وحقوقي، لا ارى اي تغيير، وللتوضيح سكن العرب في اي بلدة يهودية لم يكن متاحا سابقا، واليوم منع بسبب القانون، بل دائما انتزع العربي حقه بالسكن من خلال التوجه للمحكمة العليا والتي لا زالت تعد حتى اليوم هامش عملنا النضالي والحقوقي، عليه من حيث الممارسات الاسرائيلية، القانون ليس بجديد وغير مفاجىء، هو جاء للتأكيد على هذه الممارسات.

ما يقلق في الموضوع هو المحاولات الاسرائيلية المكثفة في الاونة الاخيرة لتقليص مساحة عمل واستقلالية الجهاز القضائي الاسرائيلي، فالقانون كشف بشكل واضح ان النوايا الاسرائيلية لا تستهدف العربي فقط وخفض مستوى نضاله، انما هنالك استهداف للجهاز القضائي، للثورة الدستورية التي بدأ بها قبل عقدين رئيس المحكمة العليا، القاضي اهرون براك، الثورة والتي قد نختلف مع مدى انصافها للفلسطيني لكنها التزمت ببعض القيم الحقوقية والدمقراطية".

وأضاف:" من هذا الباب، وبسبب هذه الهجمة، ارى ان هنالك اهمية ان يكون للمحامين العرب موقف، ليس بالضرورة دفاعا عنا كأقلية، انما دفاعا عن الجهاز الذي نتوجه له مطالبين "العدل"، قد يقول العربي ان هذا النضال ومواجهة القانون لا تعنيني، لكن من المؤكد ان هذا النضال يعني كل محامي بغض النظر عن هويته".

وأنهى كلامه قائلا:" كيف نترجم هذا الموقف؟ كيف نحوله الى مخطط عمل؟ هذا هو الدور المتوخى من المحامين العرب، دعوت زملائي الى اجتماع ضروري، كما ومن موقعي في النقابة بالتنسيق مع رئيسها الذي ابدى موفق مقبول بالنسبة للقانون اجتهد في محاولة للتأثير. ومن هذا المنبر ادعو الزملاء المحامين، يهود وعرب ودروز، للاجتماع واتخاذ الخطوات الملائمة المؤثرة ابعد من مشاركتنا في المظاهرة يوم السبت، لنتذكر ان عطلة المحاكم ستنتهي قربيا، ماذا يحدث لو قاطعنا المحاكم ليوم كامل؟! حان الوقت لنفكر سوية واؤكد ان النقابة ستكون داعمة حال صب في مصلحة المحامي واستقلالية القضاء".

انجاح المظاهرة 

بدوره، قال المحامي شاكر بلعوم - رئيس اللجنة الشعبيّة في الطيبة- لـبكرا:"
موضوع قانون القومية العنصري يجب التعامل به على عدّة اصعدة، الاول الصعيد الجماهيري والشعبي الذي يجب ان يحظى بقاعدة قوية من أجل التصدي له بنضال جماهيري مكثّف ومتكاتف والصعيد القضائي الذي بدوره يجب ابراز نقاط الضعف بهذا القانون وبنوده اولا من ديمقراطية الدولة وكونها لجميع مواطنيها وليس كما جاء بالقانون وايضا اعتبارها كحق لتقوير المصير فقط لليهود دون باقي المواطنين.وايضا بالنسبة لوضع اللغة العربية والصعيد الاخر هو التوجه للهيئات العالمية لفضح هذا القانون الأبرتهايدي وكسب المحافل الدوليّة والرأي العام العالمي".

خلُص حديثه بالقول الى انّ:" ونحن الان علينا التركيز والعمل على انجاح المظاهرة التي دعت اليها لجنة المتابعة ومن هنا أقول ان الوقت ليس بحاجة بان نبدأ بالمزايدات والتخوينات ومثل هذا الكلام كما نراه بالاونة الاخيرة على شبكات التواصل فكلّنا ابناء شعب واحد وكلنا نرى بهذا القانون بانه قانون عنصري وفاشي وعلى هذا علينا ان نتوحد بأنفسنا وقلوبنا وأرواحنا لكي ننجح هذه المظاهرة فليرى اليمين الاسرائيلي اننا جسد واحد وروح واحدة بأمور مثل هذه ".

دور جدي 

من ناحيته، قال المحامي رضا جابر لـبكرا:"للمحامين والحقوقيين العرب دور مهم في النضال ضد قانون القومية. اولا لانهم ثان اكبر مجموعة منظمة من الناحية العددية ( بعد المعلمين). وثانيا، لان لهم وظيفة في الحياة القانونية ويمكنهم تشكيل جسم ضاغط في تبنى تفسيرات تشدد وتضمن حقوق المواطن والمساواة. ثالثا، هم اكثر شرائح المجتمع يمكنهم ان يأخذوا دور توعية المواطنين لحقوقهم خصوصا اخطار قانون القومية".

وأنهى كلامه قائلا:" حتى هذه اللحظة لم يقم المحامون والحقوقيون العرب بدور جدي بأيّ من هذه المحاور وهم بذلك لا يختلفون عن التنظيم السيء والإرتجالي بكل مناحي نضالنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]