مع إقتراب الإنتخابات للسلطات المحلية في تشرين الأول القادم، أرى لزامًا علي التنبيه إلى عدد من الأُمور التي يمليها علي ضميري على إعتبار أنني كنت منذ سنوات بعيدة وما زلت واحدًا من الناشطين المهتمين في هذا المجال الحيوي.
لقد قلنا دائمًا أن الإنتخابات ليوم ونحن معًا دومًا دوم، هذه واحدة من القواعد التي يفترض أن تأخذ مكانتها لدى الجميع، فنحن أُخوة وأبناء بلد واحد قبل الإنتخابات وينبغي أن نبقى كذلك بعد الانتخابات.
فيما يلي أطرح ما أراه مناسبًا من وجهة نظري وحرصًا على الأُخوة والمحبة بين الجميع:
أولًا، أُود أن أُشير أن المنافسة الحامية في العادة على مقعد الرئاسة، هذه المنافسة تبقى مشروعة ومقبولة ما دامت تتحرك ضمن الأخلاقيات العامة والمتعارف عليها، وغني عن القول أن الرئاسة التي تتحلب لها الأرياق هي تكليف وليست تشريفًا، كما تُردد منذ سنوات دون أن يعمل الكثيرون بهذه القاعدة الذهبية، وهنا أتوجه إلى أبناء بلدتي خاصة مناشدًا إياهم التروي في إنتخاب الشخص المناسب في المكان المناسب، لا أُطالب بأن يكون الرئيس الذي ننتخبه إلهًا أو نصف آلهة، وإنما أُريد أن نكون متأكدين من أنه قادر وبإمكانه التقدم بحياتنا خطوة.
ثانيًا، يأتي بعد إنتخابنا للرئيس المناسب أن نتروى في إنتخابنا للعضوية، لا سيما وأن هناك منافسات كثيرة ومتعددة، فكل شخص أو مجموعة تمتلك سلطة ما على عدد مناسب من الأصوات، عادة ما تسارع لتشكيل قائمة لخوض الإنتخابات واضعة أمامها أهدافًا محددة، إما تُحظى بنصف الأصوات أو أكثر، وإما أن تُحظى بعضو واحد تمكنها الظروف الإنتخابية العاصفة في العادة من أن تناور على أعلى المناصب في إدارة السلطة المحلية، نائب رئيس أو قائم بأعمال الرئيس، أو حتى التمكن من إدارة قسم هام في السلطة المحلية.. لا اريد أن أُشير إلى قسم ما حتى لا أفهم خطأ.
ثالثًا، علمتنا التجارب الإنتخابية السابقة للسلطات المحلية العربية في بلادنا أن مصير الإنتخابات عادة ما يتقرر بأمر من هذه العائلة أو تلك.. العائلة الأكبر في البلدة. أما في المدن، فأن الأمر يختلف نوعًا ما، إذ ينتقل أمر القرار إلى أيدي الأحزاب والطوائف، ما أُود قوله في هذا الأمر هو أنه إذا لم يكن هناك بُدٌ.. يفترض أن نختار الشخص المناسب القادر والمعروف بعطاءه وتفانيه في خدمة بلدته وأبنائها، وأُشير هنا إلى أن من ننتخبه كعائلة أو كمجموعة متضافرة يفترض أن يكون مثقفًا وذو شخصية مناسبة لإدارة الحكم.
رابعًا، إن من يريد الفوز في الإنتخابات عليه ألا يأتي على حساب هدم أخلاق شعبنا ومحاولة منع الآخر من النقد بل عبر بناء جيل يتفاعل مع قضاياه بصورة حضارية وتجنب التجريحات الشخصية والإبتعاد عن كافة سلوكيات العنف قولًا وفعلًا وإلى الرقي في أساليب الحوار والنقاش والنقد بما يحافظ على إحترام أهل بلدهم وعلى عراقة هذه البلد ومكانتها.
خامسًا، إن من يخوض الإنتخابات لمصلحة بلده فعلًا يحرص كل الحرص على أخلاقيات هذه البلد طوال فترة حملة الإنتخابات.
سادسًا، إن إختيارك يكون بصوتك فمن حقك الإختيار، إختاروا من يوصلنا إلى بر الأمان نحو بلد لكل أهله نحو محبة وأُخوة نحو عزة وكرامة نحو تطور وإزدهار.
وأخيرًا إنني أُناشد الإخوة المهتمين بالشأن الإنتخابي المحلي التحلي بالروح الرياضية وعلى الأجواء الودية وعدم التشنج، كما أُناشدهم تقبل الآخر، فمثلما يحق لي أن أخوض الإنتخابات وأبذل كل ما لدي من مجهود للفوز وتحقيق الأهداف يحق لك أن تبذل مثلما أبذل من مجهود وأن تسعى من أجل الفوز.
إن تقبل الآخر المختلف والعمل بضمير وإحترام هو الوسيلة الناجعة لتمرير يوم الإنتخابات بأمن وسلام والعودة بعد الانتخابات إلى الحياة اليومية.. أُخوة وأبناء بلد واحد وهدف واحد وهو مصلحة وخدمة أبناء بلدنا ككل.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]