صادقت الهيئة العامة للكنيست، بعد منتصف الليل، على قانون القوميّة اليهودية بتأييد واسع من غالبيّة اعضاء الكنيست عن الائتلاف الحكومي.

بدأ التصويت على بنود القانون مع الساعة الثانية عشر ما بعد منتصف الليل واستمرّ حتى الثالثة فجراً.

وصوّت 62 عضو كنيست مع القانون فيما عارضه 55 عضو وامتنع عضوان عن التصويت.

تجدر الاشارة الى ان هذا القانون لاقى معارضة شديدة من قبل الحقوقيين ولجنة المتابعة النوّاب العرب.

يجب ان يكون موقفنا بحجم الحدث

من جانبه، قال المحامي رضا جابر لـبكرا:" صراعنا مع الحركة الصهيونية منذ اعلنت عن نواياها في اقامة دولة إسرائيل على انقاض شعبنا هو على السؤال: من يملك هذا الوطن؟ الجواب يحدد الحقوق والواجبات ويحدد كل نواحي الحياة.

قانون القومية يقول بوضوح الوطن هو ملك لليهود فقط ونحن موجودون بوطن اليهود وباذن منهم. مواطنتنا في الدولة ليست مرتبطة بكوننا اصحاب الوطن او حتى شركاء في الوطن بل بسبب " سماح" اليهود لنا بميزات المواطنة فقط. يستطيعوا ان ينزعوها ويغيروها متى شاؤوا وكيفما تتفق مع كون اليهود اصحاب الوطن. القبول بقانون القومية هو قبول بكوننا ضيوف مؤقتين بوطنا. هذا ليس شيئا رمزيا بل يتعلق بحياتنا هنا، بوجودنا وتطورنا هنا.
اسرائيل تتغيير بعمقها اتجاهنا ولا يمكن ان نتعامل مع هذا التغيير بجدية فاننا نجازف بحياتنا ووجودنا".

وتابع:" لذلك يجب ان يكون موقفنا بحجم الحدث. مثلا اقترح بان يتم تقديم استقالة جماعية للاعضاء العرب في الكنيست لتكون رسالة واضحة بالنسبة لما لهذا القانون من مخاطر".

وأختتم كلامه قائلا:"الاستقالة في هذه اللحظة ستحدث ازمة دستورية ببقاء الكنيست مع 105 اعضاء فقط ويمكن ان يتم حل الكنيست وعدم التقدم في تشريع القانون. يجب فحص الاحتمالات القانونية لخطوة كهذه".

قانون يؤسس دولة الابرتهايد

وعقبّ المحامي خالد دغش على قانون القوميّة قائلا:" المصادقة على قانون القوميّة كان تحصيل حاصل، خاصةً وانّ بنيامين نتنياهو يتحضر للانتخابات القادمة وعادة ما يتحضر للانتخابات بالتحريض على الجماهير العربية.واضح أنّ القانون عنصريّ ويؤسس دولة الأبرتهايد والتفرقة العنصرية إلا أنّ ابعاده أكبر من ذلك بكثير فهو مُكمل لما يرغب اليمين بفرضه، قتل حل الدولتين وفرض حل الدولة الواحدة وتشريع الاستيطان".

وأردف:" اليمين الإسرائيلي لا يفكر بالمواطن العربي. واكثر من هذا، وإن كان يظهر أنه يستهدف المواطن العربي إلا أنّ هذا ليس الهدف الأساسي له، هو يفكر فقط في السيطرة على الحيّز، فرض هيمنه على الحيّز، فرض الرواية الإسرائيلية، والتحضير إلى المستقبل القريب. برأيي، الصراع في إسرائيل اليوم ليس بين العرب واليهود، قانون القومية هو صراع في البيت الإسرائيلي الداخلي، أي مستقبل متوقع لإسرائيل، اليسار يحاول أن يجر إلى الحلول السلمية والتسوية السياسية، وفي المقابل اليمين يحاول فرض واقع جديد".

وأختتم كلامه قائلا:"الخطر ليس بغياب اللغة العربية كلغة رسمية، بكل الأحوال القانون لن يؤثر على استعمال اللغة العربية، والخطر ليس بمنع العرب من السكن في البلدات الجماهيرية، وكأنه يسمح لهم بذلك اليوم؟! الخطر الحقيقي أنّ أي حل سلمي مستقبلي تم الحكم عليه بالإعدام، وهذا ما يرغب اليمين به".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]