تتزاحم صفحات التواصل الاجتماعي بالمنشورات والتعقيبات الغاضبة ازاء حادث الذي وقع أمس الثلاثاء في محيط الجامعة العربية الامريكية في جنين واسفر عن مصرع هزار كناعنة من عرابة واصابة اخرين. وتكرار حوادث الطرق على هذا الشارع وآخرها قبل شهر الذي تسبب بمقتل شابين من دبورية، وقد حصدت هذه الحوادث على هذا الشارع أرواح 6 طلاب جامعيين من الداخل، وعدد من الطلاب والمواطنين من سكان منطقة جنين وشمالي الضفة الغربية.

وشهدت الصفحات سجالاً حادّا بين روّاد الفيسبوك والطلبة الذين حاولوا تحويل الموضوع لحالة انقسام بين أبناء الشعب الواحد، الأمر الذي لاقى غضباً شديداً من الأطر الطلّابية والمحاضرين.

من يقتلون بحوادث الطرق فلسطينيون

محمد ابو علان دراغمة، وهو ناشط من طوباس قال: تراشق مرفوض قلباً وقالباً، ولا أساس له من الصحة، وهناك من يحاول استغلال حوادث الطرق على طريق الجامعة العربية الأمريكية لما هو أبعد من كونها حوادث طرق ناجمة عن أخطاء بشرية كما هي معظم حوادث الطرق.من يقتلون بحوادث الطرق فلسطينيون، نقطة وأول السطر، ولا أوصاف غير فلسطيني".

بدوره، قال رئيس اتحاد مجلس الطلبة بالجامعة - علي بلال كميل لـبكرا:" بداية على الطلاب عدم القيادة بسرعة متهوّرة وعدم حرق قلوبنا وقلوب أهاليهم، بإعتقادي ان السبب بحالات الوفاة هذه ليس الشارع، لأنه من المفروض ان تكون سرعة السائق حسب الشارع وظروفه والدليل على ذلك، الحادث الذي أودى بحياة الطالبين نزار درويش ورشاد ابريق قبل اكثر من عام فهو وقع على شارع من أفضل شوارع الضفّة"

عن تراشق الاتهامات بين الطلبة، يقول:" التراشق بسبب جهل الطلاب وبرأيي اصبحت مواقع التواصل الاجتماع مواقع لفرض العضلات فقط دون النظر وتقدير ما يسببه هذا التراشق من تفرقة ومشاحنات بين الطلبة".

وأنهى كلامه قائلا:" لن نقف مكتوفي الأيدي وسنعمل ما بوسعنا ونتواصل مع جميع الجهات لإيجاد الحلول المناسبة للحدّ من هذه الحوادث".

الاهواء الشخصية للسائقين هي السبب وراء حوادث الطرق 

من جانبه، قال طالب طبّ الاسنان (سنة رابعة) - محمود الشاعر من عرّابة جنين لـبكرا:"الاهواء الشخصية للسائقين هي السبب وراء حوادث الطرق ورسالتي للطلبة:" انتم اناس عاشرتونا و عاشرناكم احنا ولاد شعب عظيم و الارض مش للضفاوية، الأرض هاي النا كلنا فرجاء تعاملوا وانتم عليها باخلاقكم المعهودة ، لا تنظروا للقانون انه شيء لديكم القدرة على تجاوزه انظروا اليه على انه اساس كيان وجوهر اخوانكم بالضفة فمنذ متى وابن الناصرة وعكا وحيفا و المثلث و سخنين والسبع و غيرهم يرضى ان يدوس على كيان اخوانهم في الضفة؟".

وأضاف:" التقليل من حوادث الطرق يكون من خلال التوعية ومثال على ذلك: الحادث الذي اسفر عن مصرع رشاد ابريق ونزار درويش بحيث تم هناك مكان الحادث وضع اكليل ورد وعند المرور عنه يبطئ السائق بشكل لا ارادي وأيضا إجبار الحافلات والشاحنات والمركبات الكبيرة على سرعة معيّنة ولا ارى ان هناك حلول غير هذه، لأن ايّ حلول اخرى أراها ببعيدة المدى وتحتاج الى وقت كبير ولطلبلت وتصريحات بمعنى انّها ستظلّ "حبر على ورق".

عن تراشق الاتّهامات، يقول:" الاتّهامات هي بسبب انّنا كطلّاب عامة نكره بعضنا البعض، بمعنى انّ ابن جنين يكره ابن نابلس فيقلّل من شأنه وابن سخنين يكره ابن المشهد فيقلّل من شأنه وتراشق الاتهامات طبيعي لأن هذه طبيعة المجتمع الفلسطيني ولكن يجب احتواء الموضوع من قبل مجلس الطلبة او حتّى شؤون الطلبة".

وأنهى كلامه قائلا:" هناك حالة من الاستعلاء وانا شخصيّا تعرّضت له مرّة واحدة او مرّتين وبالمقابل اعرف 100 طالب من الداخل واتحدّث معهم دون مشاكل ودون طبقيّة واستعلاء والنظرة الاستعلائية هي فقط عند الجيل الصاعد طلّاب سنة اولى وسنة ثانية وربّما لقلّة الوعي ولعدم تطبيق القانون عليهم في الضفّة على العكس من الداخل بحيث يتم تطبيق القانون الاسرائيلي عليهم بصرامة".

يجب الا نتراشق مثل هذه الاتهامات"

بدوره، قال منسّق تجمّع المبادرة الطلّابي في الجامعة - يحيى السيّد لـبكرا:" يحاول بعض الطلبة في بعض الاحيان اتهام احد الاطراف في مثل هذه الظروف مما يسبب التفرقة بين الطلبة ، هذا الأمر مستفز حيث أن اصحاب هذه التراشقات يغضون النظر عن المشاكل او الاسباب التي أدت لهذه الحوادث ويبدأون بلوم جنسية صاحب الحادث ، مع العلم أن كافة الحوادث التي جرت حتى الان كانت ضحيتها طلبة من الضفة وطلبة من الداخل الفلسطيني فيجب الا نتراشق مثل هذه الاتهامات".

وأضاف:"بدورنا كمسؤولين في هذه الصفحات او المجموعات على صفحات التواصل الاجتماعي نحاول حذف التعليقات او المنشورات التي تؤدي الى التفرقة بين شعبنا الشعب الواحد ، كما نقوم بنشر منشورات توعوية او توضيح لاخر المجريات مما سيغير الفكرة الناتجة عن التراشقات السلبية".

وأنهى كلامه قائلا:" سبب نظرة الاستعلاء هو أن الطلبة أو اي شخص كان ينظر من زاويته للأمر او للأشخاص الاخرين ، فهو يعتبر بأن الزاوية التي ينظر منها هي الأصحّ في كافة الأحوال، مما ينتج عن ذلك نظرة استعلاء بين طرفيّ الحوار، فمثلاً يمكن لأحد الاشخاص ان يعتقد بأن الشخص المقابل له هو شخص عنصري فسيتصرف معه بناءً على فكرة العنصرية التي اتخذها، فلو اعتقد بأنه غير عنصري سيقوم بمعاملته بأسلوب افضل".

من ناحيته، قال المحاضر الجامعي د.فادي علّان جمعة لـبكرا:" ايّ حادث سير يقع في ايّ مكان بالعالم ينتج من خطأ بشري او سوء في المركبة او سوء في الطريق والغالبية تقع لخطأ بشري والسرعة هي جزء من الخطأ البشري وهناك قاعدة تقول: اذا اردت ان تصل مسرعا امشي ببطئ".

وزاد:" يجب ان يكون هناك مركز للشرطة، ليس فقط للمخالفات ونحن نريد شرطة تنظّم السير وترتّب الامور ومراقبة حركة السير من خلال دوريّات مختلفة فوجود نقطة للشرطة مهمّ جدّا في هذا التجمّع البشري الذي يضمّ الاف الارواح".

حول رسالته لطلبة الداخل، يقول:" هذا سؤال مستفز والموضوع صداه استفزازي جدا جدا وانا لم اسمع عن ان الحادث يختار ويفرّق . هذا موضوع عام وفكرة الحديث بتمييز قاتلة جداً ولا اتّفهم ان هناك طلبة جامعيين يتحدّثون بهذا الاسلوب ويميّزون بهذه الطريقة".

خلُص تعقيبه بالقول الى انّ:" ما اراه على صفحات التواصل الاجتماعي مقيت جداً وأشعر بتعب نفسي ومن غير المعقول خوض هذا النقاش بعدّ كل حدث، هذا عمل مرفوض وهذه جامعة الكلّ الفلسطيني والاحتلال يعاملنا كجسم غريب أصلا... لماذا نريد ان نكون غريبين على بعضنا البعض؟ هذه جامعة الكل الفلسطيني ومن يريد ان يكون جزء من الكلّ الفلسطيني أهلا وسهلا فيه ونرحبّ فيه".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]