عقدت لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندرية صباح اليوم (الاثنين) جلسة لمناقشة أهداف الرضاعة
التي وضعتها وزارة الصحة.

خلال الجلسة تبين أن الهدف الذي وضعته وزارة الصحة هو الوصول إلى نسبة رضاعة 97% من الأمهات، فيما تشير المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة أن 90% من النساء يقمن بإرضاع المواليد مباشرة بعد الولادة، فيما أن 20% منهن يقمن بالرضاعة بعد ستة أشهر.

وقالت رئيسة اللجنة عايدة توما سليمان: "يدور الحديث حول عملية بدأت في المجتمع اليهودي قبل 10 سنين، وهي تبدأ فقط الآن في المجتمع العربي. الآن فقط تبدأ النساء العربيات بالتصور أنه لا بأس من عدم إرضاع الأطفال بصورة طبيعية. حتى الآن ألزمت المرأة بالرضاعة واتهموها عندما لم تقم بذلك، ولكن لم يتم تقديم المرافقة الكافية لها خلال عملية الرضاعة. وقد تحولت الرضاعة إلى أمر تقليدي بالنسبة للمرأة، وعبء لم يرغب المجتمع بتحمل المسؤولية عنه. لقد حولنا الرضاعة إلى مشروع وطني ولكن لم نقدم الدعم الكافي للمرأة".

وقالت عضو الكنيست ياعيل كوهين باران (المعسكر الصهيوني) والتي بادرت إلى الجلسة: "صحتنا وصحة أطفالنا هي أهم شيء. الرضاعة تشهد نوعا من التجدد، ولم يكن لدى جيلنا الكثير لتعلمه عن أهمية الرضاعة. والآن نحن نفهم مدى أهمية الرضاعة بالنسبة للكثير من المجالات. عندما ولدتُ ابنتي الكبرى نصحوني في أول ليلة قضيتها في المستشفى أن أنتقل إلى بدائل الرضاعة الطبيعية. من واجب جهاز الصحة إدراك توصيات وزارة الصحة والاستجابة لها".

وقالت الدكتور دينا تسيمرمان، عضو لجنة الرضاعة في وزارة الصحة: "تهدف لجنة الرضاعة إلى خلق بيئة داعمة للمرأة التي تختار الرضاعة الطبيعية. ومن المهم الفهم أن الرضاعة لا تتعلق بصحة المولود فحسب، إنما بصحة المرأة أيضا. وقد واجهت وزارة الصحة مشكلة تتعلق بتنفيذ وإنفاذ القانون في المستشفيات وفي مراكز رعاية الأم والطفل، وذلك على الرغم من قيام مدير عام وزارة الصحة بإصدار توجيهات واضحة حول موضوع الرضاعة. يجب أن يتم إعداد وتدريب كل الطواقم في مراكز رعاية الأم والطفل حول تشجيع القيام بالرضاعة. ويجب أن تتلقى كل امرأة المعاملة المناسبة والكاملة من الطاقم الطبي، دون أن تحتاج إلى صرف الأموال. وعلينا أن نحترم إرادة كل امرأة سواء كانت تريد القيام بالرضاعة أم لا".

ومن جهتها قالت ساغيت ليف، رئيسة "ليغا لا ليتشيه" (الحليب) في إسرائيل، وهي منظمة لمستشارات الرضاعة: "يجب أن تكون الرضاعة مهمة بالنسبة للأمهات، المجتمع والدولة بأسرها. الرضاعة مهمة بالنسبة للمجتمع بأكمله. أحيانا يجب علينا تصحيح عملية رضاعة لم تجر كما يجب بسبب وجود خلل في بداية الطريق بعد الولادة، وذلك لأنه لا يوجد ملاكات كافية في الدائرة لمستشارات الرضاعة ولا يوجد إرشاد كاف للطاقم".

وقالت غالي عتسيون من منظمات نعمات النسائية: "أنا مع رأي الأقلية هنا. أشعر أنه لا يتم احترام إرادة المرأة كما ينبغي. هناك نساء يخترن عدم الرضاعة. أنا بنفسي أرضعت أربعة أطفال ولكن بالنسبة لي، فإن كل شيء يتحول إلى هاجس ويتم دفعه إلى الأمام، هو غير سليم. لا يوجد خيار جيِّد واحد. هناك أيضا النساء اللواتي لا ينجحن في الرضاعة ويصلن إلى وضع الشعور بالاكتئاب بعد الولادة. لا بأس في تشجيع الرضاعة ولكن يحظر اعتبار الأمر كخيار وحيد لا بديل له. نشر رسالة ووضع هدف وطني في الوصول إلى نسبة رضاعة 97% يعني أن على كل امرأة تقريبا القيام بالرضاعة وهذا لا يحترم اختيار المرأة".

وقالت الدكتور شارون برانسبورغ، مديرة البنك الوطني لحليب الأم في إسرائيل: "هناك أيضا حق للمولود، كمولود عاجز، في الاستفادة من الصحة الجيدة. وزارة الصحة تزود الجمهور بمعلومات مهمة وتضع أهدافا بمنتهى الخطورة بالنسبة لصحة الجمهور. خلال الحمل تصدر وزارة الصحة تعليمات للأم بعدم شرب الكحول. هذه التعليمات تمس بحرية الأم، ولكن عدم إطاعة هذه التعليمات يتسبب في إلحاق الضرر بالجنين. وبالمثل، فإن عدم الرضاعة الطبيعية قد يضر الرضيع العاجز. وهناك مواليد يلقون حتفهم نتيجة الأمراض الناجمة عن عدم الرضاعة. السؤال الذي يطرح نفسه هو ليس الحديث حول أم طيبة أم شريرة. على وزارة الصحة تحديد الأهداف للنساء وأن تحاول تحقيقها".

وقالت رئيسة اللجنة عضو الكنيست عايدة توما سيلمان في نهاية الجلسة: "يحق للمرأة أن تختار الطريق الذي من خلاله تشعر بأن أموميتها تتحقق على أفضل وجه. هناك نساء يعانين من الشعور بالاكتئاب بعد الولادة ولا يمكنهن الرضاعة من الناحية الصحية. يجب مراعاة احتياجاتهن جميعا. يحظر علينا أن نحول المرأة إلى مزودة رئيسية لصحة المولود، وتحويل المولود إلى أداة تضع قيودا على المرأة. المجتمع الذي نعيش فيه هو مجتمع آخذ بالتطور ويبحث عن مساواة جندرية. على مدى سنوات تم استخدام الوظائف النسوية البيولوجية كأداة لقمع المرأة. هناك من يريد أن نقوم بالرضاعة الطبيعية بعيدا عن العيون، دون أن يرى أحد ذلك، ودون مراعاة ساعات العمل، ودون المساس بالحيز العام ولا يمكن إلا أن نستبعد ذلك. ومن جهة أخرى يوجد مقولة إن المرأة التي تقوم بالرضاعة الطبيعية خلال سنة كاملة هي "بدائية" – وهذا تطرف شديد يجب وضع حد له. وعلى وزارة الصحة عدم الاكتفاء بما يجري في المستشفيات إنما دراسة إجمالي النواحي الاجتماعية. على وزارة الصحة إلزام المستشفيات بتخصيص ملاكات مستشارات رضاعة وأن يعملن فقط كمستشارات رضاعة ويتفرغن لهذه الوظيفة فقط. وزارة الصحة حددت الهدف وعليها القيام بكل ما هو مطلوب لصالح تحقيق الهدف، والاستثمار بتخصيص الملاكات، إعداد الطواقم، والمبادرة إلى تنظيم حملات توعوييه ودية للنساء ومنحهن حرية الاختيار".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]