تشير الأدبيات والمراجع الطبية الى ان كثيراً من النساء الحوامل يشتكين خلال فترة الحمل من هبوط وتراجع في الذاكرة والقدرة على التركيز، وتُعرف هذه الظاهرة بما يُسمّى "غباء الحمل".

وأظهر بحث أجرى في اسرائيل ان الضرر الذي يصيب الذاكرة ينجم من التعب والضغط والارهاق، وهي امور تتميز بها فترة الحمل، ولا ينجم عن أي ضرر في الدماغ.

وقد تبيّن من أبحاث سابقة حول هذه الظاهرة ان الحالة الفيزيولوجية الجسمانية ببنرأة تتغير أثناء فترة الحمل.

ويظهر هذا الأمر على شكل تغيّرات في الهرمونات وفي طاقة القلب التي ترتفع بنسبة 50% في الاسبوع السادس من الحمل – وعلى شكل تغيرات جسمانية نتيجة تضخم الرحم. وكان الاعتقاد السائد انه نظراً لهذه العوامل والظواهخر، فمن المحتمل حدوث تغيّرات في اداء ووظائف الدماغ، فتنشأ الظاهرة المسمّاة "غباء الحمل".

ما بين "غباء الحمل" واكتئاب ما بعد الولادة

ومؤخراً أجرى الخبراء في مستشفى "سوروكا في بئر السبع بحثاً طبياً علمياً، أظهر نتائج تتناقض مع الاعتقاد الذي كان سائدا بخصوص ظاهرة "غباء الحمل"

وقد شمل البحث (120) سيدة حامل، من خلال معاينة وفحص ما اذا كانت هنالك صلة بين "غباء الحمل" واكتئاب ما بعد الولادة، وعرضت نتائجه واستخلاصاته في مؤتمر دولي حول "طب الام والجنين" عقد في تكساس بالولايات المتحدة.

وأجرى الباحثون في بئر السبع اختبارات للنساء الحوامل المشمولات بالبحث لفحص حالتهن الادراكية، وذلك بواسطة برمجة محوسبة، كما طُلب من كل واحدة من هؤلاء النساء الاجابة على قائمة من الاسئلة حول فقدان الذاكرة او تراجع القدرة على التركيز أثناء الحمل، وكذلك حول الاكتئاب ما بعد الولادة.

وأظهرت نتائج البحث ان 20% من النساء المشمولات فيه صرّحن عن تراجع في الذاكرة والتركيز، لكن البرمجة المحوسبة لم تُظهر هذا التراجع. وصرّحت 33% من النساء بأنهن عانين من الاكتئاب ما بعد الولادة، ولكن النسبة المتعارف عليها في الأدبيات والمراجع الطبية تتراواح ما بين 10% - 15% .

وكان اللافت ان هذه الفئة من النساء اللاتي صرّحن باصابتهن باكتئاب ما بعد الولادة – قد صرّحن من خلال اجاباتهن على قائمة الاسئلة بأنهن عانين كذلك من تراجع وهبوط في الذاكرة، بينما نتائج الاختبارات الادراكية التي اجريت لهن – أقل بشكل واضح بالمقارنة مع النساء اللاتي لم يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]