نفى بروفيسور مصطفى عصفور، الفلكي وخبير الهزات الأرضية، ان الهزتين الارضيتين اللتين وقعتا صباح اليوم الأربعاء، في منطقة طبريا تشكلان مؤشرا على هزة أرضية اكثر قوة، وانما هي ناجمة عن التفاوت في الحركة الجيولوجية للألواح التي تشكل الشق السوري الافريقي.

وقد حدد بروفيسور عصفور في حديث لموقع "بكرا" بدقة ساعة ومكان وقوة الهزتين اللتين وقعتا صباح اليوم، وقال ان الهزة الأولى التي وقعت نحو الساعة الخامسة صباحا، كان مركزها على مسافة 7 كيلومتر شمال طبريا أي 31 كم شمال مدينة الناصرة، على عمق 15 كم في باطن الأرض وكانت قوتها 4.1 على سلم ريختر لقياس الهزات الأرضية. اما الهزة الثانية التي جاءت قبل بضع دقائق من الساعة السابعة صباحا، فكانت قوتها 4 على سلم ريختر، ومركزها 8 كم شمالي طبريا، وحدثت على عمق 2 كم تحت الأرض الأمر الذي أدى الى الشعور بالهزة في العديد من المناطق المحيطة بمركز الهزة.


الشق السوري الافريقي


وأكد بروفيسور عصفور، ان سبب الهزة الأرضية يعود الى التفاوت في سرعة الحركة الجيولوجية للألواح الصخرية التي بدأت قبل 25 مليون سنة، وهي اللوح "سيناء" الغربي، مع اللوح العربي "الأردن – الشام" حيث تتحرك هذه الالواح بسرعة متفاوتة الأمر الذي أدى الى حدوث الشق السوري الافريقي "موزمبيق – جبال طوروس" والذي يمر بالعقبة والبحر الميت وطبريا وسوريا ويستمر شمالا الى تركيا، ويبلغ طوله 6 آلاف كيلومتر. في هذا الشق يحدث تزحزح بمقدار 3 سم في السنة، وهو شق فعال حسب مقاييس رصد الهزات الأرضية، ومن خلال الماضي نستطيع ان نتعلم بأن بعض الهزات تكون قوية في فترات معينة، كما حدث في أيار عام 1927 حيث وقع زلزال مدمر بقوة 6.3 درجات على سلم ريختر.
لذلك يتوقع العلماء ان تحدث هزة أرضية تزيد قوتها عن 6 درجات على سلم ريختر، بمعدل كل 80 – 100 سنة.


لا احد يستطيع التنبؤ بالهزة المدمرة


وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه الهزات الصغيرة تشكل مؤشرا أو إنذارا لاقتراب الهزة المدمرة، أجاب بروفيسور عصفور بالنفي، وقال "ليس هنالك أي وسيلة تكنولوجية ولا مؤشرات علمية يمكن من خلالها التنبؤ بقرب هزة مدمرة. هذه قضية شائكة جدا لا يمكن التنبؤ بها قبل حدوثها. اما عن الهزات الارتدادية التي تعقب الهزة المركزية فتكون أقل قوة دائما، ولا نتوقع ان تعقب الهزة المركزية هزات أكثر قوة".
وحول إمكانية ان يكون لمستوى بحيرة طبريا علاقة بحدوث الهزات الأرضي قال بروفيسور عصفور، ان الامر ممكن جدا وقد تنعكس الهزات الأرضية على مستوى البحيرة، ولو كان مركز الهزة في باطن البحيرة لربما أحدثت أمواجا بارتفاع نحو متر، لكن لا نستطيع ان نعتبرها أمواج تسونامي لان البحيرة صغيرة ومستوى المياه فيها ضئيل قياسا مع البحار والمحيطات.
وجدير بالذكر ان المنطقة شهدت في الماضي القريب بعض الهزات الأرضية التي كانت قوتها نحو 5 درجات على سلم ريختر ولم يشعر بها المواطنون في حين شعر معظم سكان الشمال بالهزتين صباح اليوم. وعن ذلك قال بروفيسور مصطفى عصفور، ان الشعور بالهزات الأرضية يتعلق بثلاثة عوامل أساسية هي:
1. عمق الهزة الأرضية: فكلما كان مركز الهزة الأرضية قريبا من سطح الأرض (القشرة) كلما كان الشعور بها أقوى. بمعنى اننا يمكن ان نشعر بهزة بقوة 4.5 على سلم ريختر على عمق 10 كيلومتر في باطن الأرض أكثر من هزة بقوة 6 ريختر، تحدث على عمق 100 كم في باطن الأرض.
2. المسافة: أي البعد عن مركز الهزة الأرضية، فسكان الشمال مثلا يشعرون بهزة بقوة 4 على ريختر مركزها في طبريا، أكثر من هزة بقوة 6 ريختر مركزها في ايلات او في افريقيا.
3. العامل الزمني: يلعب العامل الزمني ومدة استمرار الهزة الأرضية دورا في الشعور بها وفي الأضرار التي قد تنجم عنها. فبعض الهزات تحدث لمدة 4 ثوان وبعضها تكون 7 ثوان، وقد تصل الى 10 ثوان وتعد مدمرة جدا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]