مؤسسة عبد المحسن القطان واحدة من أهم المؤسسات الثقافية الفلسطينية إن لم يكن أهمها وهي تمضي بمثابرة لافتة في خدمة الثقافة للجميع وتعزيز المناعة الوطنية من خلال مشاريع ومبادرات في الوطن والشتات آخرها المركز الثقافي الجديد في رام الله.

وافتتحت المؤسسة مركزها الثقافي الجديد بحفل استقبال تلاه افتتاح معرض" أمم متعاقدة من الباطن "  وفي المساء قدم الفنان بشارة الخل ومجموعة من الموسيقيين حفلا موسيقيا شمل عملا  جديدا يدعى " مشاهدات " عبارة عن مقطوعة من ثلاثة فصول لكل فصل أربعة مشاهد متصلة أو منفصلة.علاوة على مكاتب العمل  وقاعات الاجتماعات  والأنظمة والمرافق المساندة  يحتوي المبنى على عدد من المرافق العامة التي تستجيب لحاجة المؤسسة  كونها تجمع في طبيعة عملها ما بين تقديم الدعم وتنفيذ البرامج والمشروعات. ويشمل المركز الثقافي الجديد مكتبة ليلى مقدادي القطان  التي تناهز مجموعتها حوالي 30 ألف كتاب في التربية والثقافة والعلوم الاجتماعية إضافة  للعشرات من قواعد المعلومات. وهناك أيضا قسم خاص للأطفال  يجاورها صف تجريبي لتدريب المعلمات والمعلمين وغرفة لإنتاج المصادر التربوية. وقد افتتحت المؤسسة مركزا ثقافيا جديدا في حي الطيرة في رام الله بحضور مهيب بمشاركة وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو ومجلس أمناء وموظفي المؤسسة وحشد من المثقفين والدبلوماسيين والضيوف الأجانب. كما شارك  المهندس الإسباني خوان بيدرو دونييري الشهير  من أشبيليا ( إحدى مقاطعات الأندلس) الذي صمم المبنى وأشرف على تنفيذه فريق من 22 مهندسا إسبانيا  بالإضافة  لفريق مهندسين فلسطيني.

يقوم المركز الثقافي الجديد في حي الطيرة- رام الله وهو أول مبنى أخضر سجل لدى هيئة المباني الخضراء الفلسطينية فهو مبنى صديق للبيئة في تصميمه والمواد المستخدمة في بنائه وفي علاقته مع محيطه البيئي. وقال المهندس الإسباني خوان بيدرو إن التصميمات أخذت بالحسبان الاحتياجات العملية للمركز  والرغبة بالتميز وملائمتها للبيئة العربية. ويشيد  وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو بمؤسسة عبد المحسن القطان ومشاريعها الثقافية الوطنية الراقية التي تقدم خدمة لا تثمّن لزيادة مناعة الشعب الفلسطيني. مؤكدا أن الثقافة حصن منيع وخط الدفاع الأول وبخلاف السياسة والجغرافيا فهي لا تخضع للحصار.

اهمية المركز 

 وقال أستاذ الحقوق والفلسفة دكتور رائف زريق عضو في مجلس أمناء مؤسسة القطان والمهتم بالشأن الثقافي  إن هذا المركز يكتسب أهميته لعدة عوامل. ويوضح زريق أنه في ظل تراجع السياسة الفلسطينية والفعل السياسي الفلسطيني تعود الثقافة لتأخذ دورها المركزي بصفتها الحاضن الأكبر والأسبق والأشمل للهوية الفلسطينية التي تستطيع رغم موازين القوى المختلة لصالح إسرائيل أن تثبت حضور الشعب الفلسطيني كشعب مبدع ومنتج. وأضاف" ثانيا وفي ظل الانشقاق السياسي والحزبي وواقع التجزئة الذي يقسم الفلسطينيين بين فلسطينيي الداخل والضفة وغزة واللاجئين والشتات يبرز مشروع عبد المحسن القطان بشكل عام وهذا المركز الثقافي بشكل خاص بكونه مشروعا ثقافيا جامعا لكل الفلسطينيين أينما كانوا". وخلص رائف زريق للقول " وأكثر تعبير مجازي لهذا الالتقاء هو التقاء الجبل بالبحر حيث يطل المبنى من على تلال رام الله على يافا البحر". ويعتبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد المحسن القطان عمر القطان " أن هذا المبنى الجديد للقطان في رام الله  هو قبل كل شيء  مكان للحرية والحوار والتأمل ومساحة للإبداع  والبحث وبيت لكل جهة فلسطينية مهما كانت خلفيتها ولكل فلسطيني مهما كان رأيه، بيت مضياف يرحب بأصدقاء فلسطين العرب والدوليين ومكان منفتح على شتى الأفكار والابتكارات الجديدة ".

ويتابع عمر القطان إنه لما كان هذا المبنى هو أحد أهم ثمار عمل مؤسسة القطان في مجالي الثقافة ولتربية منذ أكثر من عشرين عاما " فإننا نرى فيه نموذجا للجهد الجماعي وللإتقان والطموح الذي بإمكان الفلسطينيين التحلي به رغم المصاعب والتحديات".

تجارب الماضي 

من جهته يرى مدير مؤسسة  عبد المحسن القطان في رام الله  زياد خلف أنه في هذا المبنى الجديد تم الاسترشاد في تصميمه بتجارب ماضية انطلاقا من متطلبات عمل المؤسسة ومسار تطوره  واحتياجاته والأهم من ذلك تطلعات المؤسسة على المدى البعيد. موضحا أنه تمم مراعاة الحاجة بأن يكون المبنى صديقا للبيئة  ويعرب عن اعتزازه بكونه الأول الذي سجل لدى المجلس الفلسطيني الأعلى للأبنية الخضراء. ويخلص خلف للقول إنه في الوقت الذي نرى فيه هذا المبنى محطة لتطوير وتعزيز برامج وفعاليات القطان  والانطلاق بها لسائر أنحاء الوطن  نرى فيه أيضا مساحة للتعاون وبناء الشراكات وللعمل مع كل من يشاركنا حلمنا ورؤيتنا بمجتمع معرفي يتسم بالعدل والحرية والتسامح  ويتبنى الحوار ويقدر العلم والفن والأدب وينتجها  وذي حضور عالمي فاعل". ويشمل برنامج الفعاليات الثقافية في العمارة الجديدة حتى نهاية العام تشكيلة غنية جدا من الفعاليات المكثفة أغلبيتها الساحقة مجانية منها المعارض الفنية،الأفلام،مسرحيات،ندوات أدبية،مناظرات وحفلات تكريم وغيرها. حاليا ومنذ اليوم الأول لتدشين المقر الجديد للقطان في رام الله تمت استضافة عدة معارض أبرزها معرض " أمم متعاقدة من الباطن " وهو معرض فريد تمتاز أعماله بكثير من الخلق والابتكار والبعث على التأمل والتفكير والحوار. كما يشمل أيضا معرضا يجمع معروضات علمية تفاعلية طورها استوديو العلوم في المؤسسة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]