يتهرب كثيرون من إجراء الفحص الطبي قبل الزواج. وهناك من يلجأ الى الاحتيال بهدف الحصول على وثيقة تفيد بأنه قام به، أما الحجة التي تدفع الى هذا السلوك فهناك من يعتبر أنه إجراء روتيني لا جدوى منه، وهناك من يتذرع بضيق الوقت. كما هناك من يتهرب مــنه بدافــع الخوف من معرفة معلومات قد تفسد الزواج.

والفحص الطبي قبل الزواج يشمل الحصول على عدد من البيانات المهمة الى جانب عمل مجموعة من التحاليل المخبرية من أجل التأكد من عدم وجود أخطار صحية يمكن أن تؤثر في أحد الزوجين أو كليهما أو أولادهما في المستقبل. ويوصى المقبلون على الزواج بالقيام بالفحوص المخبرية فور التخطيط للزواج لتجنب الإصابة بالإحباط في حال كانت النتائج غير سارة.

وتضم الفحوص المخبرية تحاليل عدة تهدف الى إظهار مرض ما أو احتمال الإصابة به نتيجة انتقاله من طريق الجنس أو بالوراثة.


ويعد الزواج من أهم الأسباب التي تؤدي الى زيادة الإصابة بالأمراض الوراثية. وتكمن المصيبة الكبرى في هذه الأمراض في كون غالبيتها لا يمكن علاجها أو أنها في حاجة إلى عناية طبية مستمرة تتطلب تكاليف مرتفعة وتترك تداعيات اجتماعية ونفسية ومالية على الكثير من العوائل.

وتشير دراسات إلى أن زواج الأقارب يورث أكثر من 80 مرضاً، مثل الغالاكتوسيميا، والتخلف العقلي، وداء ويلسون في الكبد، وفقر الدم المنجلي، والتالاسيميا(أنيميا البحر الأبيض المتوسط)، وتكيس الكلية الذي يؤدى إلى الفشل الكلوي، والإجهاض المتكرر، والإعاقات المتعددة، وضمور المخ، ومرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، ومرض الأورام المتعددة بالقولون وغيرها.

وتحدث الأمراض الوراثية عند الأطفال نتيجة وجود جينات مشوهة في الأب أو في الوالدين معاً، وتكمن خطورة هذه الجينات في أنها لا تعطي عوارض ظاهرة على من يحملها من الأبوين إلا أنها تورث لذريتهم وتؤدي الى عواقب صحية خطيرة تلازمهم مدى الحياة، من هنا أهمية الفحص الطبي قبل الزواج للجميع، خصوصاً الأقارب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]