تزداد في الفترة الاخيرة ظاهرة الطلاق بالمجتمع العربي في اسرائيل لأسباب العديدة. ويصل شهريّا الى المحاكم الشرعية المختلفة في البلاد العشرات من القضايا.

وفي تعقيب له، قال المتخصّص بشؤون العائلة والقضايا الشرعيّة - المحامي سرور محاميد لـبكرا:" بالإمكان تفادي وقوع حالات الطلاق بعدم الاسراع بتقديم الدعاوي بالمحاكم الشرعية والشكاوي بالشرطة بشكل سريع ودون التروي وحسب الحاجة الملحة ، بالامكان ايضًا التوجه للاصدقاء او اقرباء ومحاولة حل الاشكال الحاصل بشكل فوري وعدم ترك الامر لفترة زمنية طويلة واقصد هنا ايام او اسابيع ، عدم اقحام الاولاد بالخلافات والتمسك بهم ومنعهم عن الاب او عن الام كل من موقعه ، وهناك امور كثيرة".

عن اسباب الطلاق، يقول:" أسباب الطلاق والنزاع والشقاق في الوسط العربي في البلاد هي كثيرة ومتعددة وللاسف طرأ ارتفاع على استحكام النفور والبغضاء بين الازواج بالسنوات الاخيرة وهذا الامر يتنافى ومقاصد النكاح من عشرة ومودة ورحمة وثقه وللأسف نسبة الطلاق تزداد بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة ، نعم فعلا للأسف اقولها بكل صراحة الاستعمال السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي يؤدي بأغلب الاحيان الى حدوث الطلاق والانفصال".

حول الطلاق، يقول:" الطلاق يعد من الظواهر الخطيرة التي تنخر في جسد مجتمعنا وهو لا يقل خطورة عن ظاهرة العنف ، ساذكر لكم قسم من هذه الاسباب التي تؤدي الى الطلاق وذلك من خلال عملي في هذا المجال القضايا الشرعية وشؤون العائلة ، كما ذكرت انفًا فان شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكيه تعد من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى الطلاق حيث الشك واستعمال وسائل التواصل الإجتماعي بالشكل السلبي ،وعادة ما تتسبب وبشكل كبير جداً في تنامي حالة الشك والاتهامات بين الزوجين، مما يجعل الطلاق أحد الحلول التي يُقدم عليها أحد الطرفين ...عدم التكافؤ المالي والاجتماعي وهذا احد اهم اسباب الطلاق وهو الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي بين الزوجين ، وعادةً ما يُشكل هذا التباين هوة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تجسيرها بسهولة، فيكون الطلاق هو الحل ، عدم التكافؤ يؤدي إلى اختلافات عديدة على الأولويات والاهتمامات والطموحات بين الزوجين، وعدم الوصول إلى نقطة التقاء واتفاق بين الطرفين قد يُنهي الحياة الزوجية مبكراً".

عنصر اساسي في العلاقة الزوجية

أكمل محاميد كلامه قائلا:" الحب هو من اهم العناصر الاساسية للعلاقة الزوجية فغياب الانسجام وفقدان الحب والذي يعد من أهم العناصر الأساسية والرئيسية لبناء العلاقة الزوجية،يؤدي غيابه وكذلك غياب الانسجام، إلى إحداث شرخ غائر في تلك العلاقة بما يمهد الطريق للطلاق الحتمي ، غياب الحوار وسرعة الانفعال ، عدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الزوجين يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات وتكثر اسباب الطلاق.ويؤدي ذلك إلى فجوة في التواصل بين الزوجين، فقد يكون للزوجة أو للزوج أسرار خاصة يخفونها عن بعضهما وهذا قطعا أمر غير مستحب في العلاقة الزوجية حيث أنها علاقة مبنية على الصراحة والوضوح، وعدم الالتزام بذلك يزيد من الفجوة والبعد فيما بينهما.ولسد هذه الفجوة يجب أن يحرصا على التواصل والتحاور الدائم وليس أي حوار بل الحوار الذي يعمل على تقليل الفجوات وتقريب المسافات بينهما وزيادة ثقتهما ببعضهما، حيث نجد بعض الأزواج يعانون من عدم فهم كل منهما للآخر والسبب في ذلك هو عدم القدرة والافتقار إلى طريقة الاتصال المناسبة فيما بينهما. ولتعزيز التواصل بينهما يجب أن يتشاركا في الأفكار والمشاعر والرغبات فعدم العمل على سد تلك الفجوة سوف يزيد من عمق البعد بينهما وقطعا يكون الطلاق هنا أمر طبيعي ، تدخل الاهل ، سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين هي من اكثر اسباب الطلاق شهرة. فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته تؤدي إلى الطلاق بشكل مباشر ، العنف وتحكم الازواج، العدوانية سواء كانت لفظياً كالسب، والإنتقاد الدائم، والسخرية اللاذعة، أو جسدياً كالضرب، هي عدوان ينزع الحب والإحترام من العلاقة الزوجية ويجعله أقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة وهو من اسباب الطلاق المنتشرة في مجتمعاتنا".

تطرّق محاميد الى الخيانة الزوجية قائلا:" الخيانة الزوجية هي احد اهم اسباب الطلاق في المجتمع، لأنها تُمثل شرخاً عميقا في هذه الشراكة التي تُبنى على الأمانة والإخلاص والثقة. وتصبح الضربة القاضية لأي علاقة زوجية هي الخيانة، فالخيانة يستحيل مغفرتها من قِبَل الطرف الآخر وحتى لو حدث ذلك وتجنب الزوجان الطلاق فستكون حياتهما أشبه بكابوس مدمر ، عدم التوافق في العلاقة الحميمية… احد اهم اسباب الطلاق هو عدم التوافق في العلاقة الحميمة بين الزوجين. فعدم التوافق هذا عادة ما يكون المسبب الرئيسي لأسباب الطلاق الأخرى بل ويؤججها أيضاً".

وأنهى كلامه قائلا:" اتمنى التوفيق لجميع الازواج وان يعملوا كل ما في وسعهم لايجاد حل للخلافات الزوجية بطرق سلميه توافقيه بينهما والعمل وفق الاية الكريمة " فامساك بمعروف او تسريح باحسان ".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]