تواصل السلطات الاسرائيلية على قدم وساق أعمال التهويد في اراضي واسعة من قرية الولجة الواقعة الى الجنوب من مدينة القدس شمال غرب مدينة بيت جالا ومن بينها نبع "عين الحنية" الاثري ونحو ثلاثة آلاف دونم محيطة بها.

وعلم أن جهات اسرائيلية عديدة تسعى للقيام بهذه الأعمال ومن بينها بلدية القدس ودائرة الآثار ووزارة البيئة، والسياحة، والداخلية.

وتتمثل هذه الأعمال بحفريات ضخمة في انحاء مختلفة من الموقع بدعوى البحث والتنقيب عن آثار قديمة، وجراء هذه الاعمال فقد وضع الاسرائيليون لوحات كبيرة تفيد بذلك، وكتب عليها باللغات العربية والعبرية والانجليزية ”هنا تقام حفريات في منطقة تابعة لاورشليم القدس”، وهذا يدلل على ان النية تتجه نحو تهويد المكان وضمه لحدود القدس الكبرى، وبالتالي عزله عن محيطه ومنع المواطنين من الوصول الى هذا الموقع الاثري والسياحي الهام جدا، وسيتم نقل الحاجز العسكري عند مدخل قرية الولجة الغربي بنحو اكثر من ثلاثة كيلو مترات عن مكانه الحالي، وهذا من شأنه ان يلتهم آلاف الدونمات وجميعها من المحيميات الطبي"حديقة وطنية اسرائيلية" 

عية.

وقد انتهت مؤخرا الاعمال في موقع "عين الحنية" وجرى اغلاقه امام الزوار وزرع بالكاميرات من كل الجوانب ليصبح "حديقة وطنية اسرائيلية" حسب ما كتب على اللافتات، فيما يتواصل العمل في حاجز عسكري جديد يبعد نحو ثلاثة كيلو مترات من الحاجز القديم ليصبح احد المعابر المؤدية الى القدس، وليحظر على أهالي الضفة الغربية واهالي قرية الولجة الوصول الى موقع "عين الحنية" لانه سيكون ضمن حدود القدس، وبنقل الحاجز حسب ما يتوقع العاملين فيه الذين يعملون لصالح بلدية القدس، خلال مدة شهر من الآن سيتم تهويد نحو ثلاثة آلاف دونم اضافة الى موقع "عين الحنية" وهو احد عيون قرية الولجة، وهناك بركة صغيرة بجوار المكان الذي يسعى الجانب الاسرائيلي لإقامة متنزه فيه، ليتحول من متنزه غير رسمي الى رسمي.

وتعتبر "عين الحنية" من العيون المهمة جنوب القدس، وهي جزء من المشهد الطبيعي في وادي النسور، وهو الاسم الذي يطلق على تلك المقاطع من وادي الصرار التي تمر في المنطقة، بينما يسميه الاسرائيليون "وادي الزهور" ويمارس يهود متزمتون وهم عراة طقوس التعميد في عين الحنية، وعيون اخرى متناثرة في اراضي الولجة على جانبي خط سكة الحديد الواصل بين القدس-يافا، باعتبارها تحوي ماء بكراً نقياً، وهو ما يتوافق بالنسبة إليهم مع شعائر التعميد اليهوديّة.

”انتبه المكان مليء بالكاميرات”

وكشفت سلطة الآثار الاسرائيلية عن معالم لنبع "عين الحنية" الذي أقيم بجانبه كنيسة بيزنطية، بينما يتواصل العمل في الجدار الفاصل الذي تبنيه سلطات الاحتلال أعلى العين لتطويقها ومحاصرة ما تبقى من منازل أهالي الولجة، ويخشى المواطنون ان يكون عمل سلطة الآثار الاسرائيلية المتواصل مقدمة لتحويلها الى واحدة من “الحدائق الوطنية الاسرائيلية” كما هو حال عين يالو، الى الشرق من "عين الحنية". ويعج المكان بعشرات المستوطنين على مدار الساعة وقد ثبتت لوحات تقول ”انتبه المكان مليء بالكاميرات”، وهي اشارة للتحذير من أية عمليات مفترضة، وهذا الامر يضفي توترا شديدا للمواطنين العرب.

كارثة اخرى لاهالي قرية الولجة 

و قال خضر الاعرج نائب رئيس المجلس القروي في الولجة:" ان منطقة "عين الحنية" هي منطقة مطموع فيها من قبل قوات الاحتلال، وليس منذ اليوم وانما منذ العام 1948، وهذه العين تعتبر واحدة من ثلاثة عيون تبقت لاهالي الولجة، الاولى هي عين جويزة وقد جفت المياه فيها إثر عزلها من قبل جدار الفصل العنصري، اما الثانية فهي عين الهدفة وهي عين أضحت ضعيفة المياه ولم يتبق لنا سوى هذه العين، ولكن من الواضح ان هناك مخططا للاستيلاء عليها وخاصة بعد ان يستكمل الجدار من جهتها، وبالتالي فهي ستضم الى القدس الغربية ليس بعيدا عن قرية المالحة التي تضم اكبر حديقة للحيوانات ولا تبعد عن خط سكة الحديد سوى مائة متر هوائي، وهذه كلها اسباب ترجح ان يتم ضمها ما سيشكل كارثة اخرى لاهالي قرية الولجة المنهوبة اراضيها وخيراتها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]