شارك عدد من الشخصيات الرسمية إلى جانب العشرات من نشطاء المقاومة الشعبية والمتضامنين، اليوم السبت، في فعالية إسناد ودعم لبدو تجمع الخان الأحمر شمال شرق محافظة القدس، المهدد بالترحيل والهدم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت الفعالية تحت عنوان "أنقذوا الخان الأحمر"، بدعوة من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، واستهلت بالنشيد الوطني الفلسطيني، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.

مساندة أهالي التجمع

وفي كلمته ممثلا عن الرئيس محمود عباس، أكد نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول أن تعليمات القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس، واضحة فيما يتعلق بمساندة أهالي التجمع ودعمهم بكافة الطرق والوسائل لتثبيت صمودهم على أرضهم في وجه المخططات الرامية إلى ترحيلهم.

وأوضح أن صمود بدو عرب الجهالين وثباتهم يبعث بالطمأنينة أن كل تلك المخططات ستفشل، مثمنا في الوقت ذاته صمود أهالي قرية العراقيب وأم الحيران بالنقب، الذين يعيشون ظروفا حياتية قاهرة وصعبة ويتعرضون لممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر العالول أن وجود البدو وثباتهم في أراضيهم، وبإرادتهم الصلبة والقوية يشكلون عقبة أمام الاحتلال ومخططاته، التي تستهدف مدينة القدس، وتنفيذ مشروع مخطط E1 الاستيطاني.

مرحلة جديدة 

من ناحيته، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، إن المعركة في تجمع بدو الخان الأحمر تدخل مرحلة جديدة وأكثر خطورة، فالاحتلال يعمل منذ سبعين عاما على تهجير التجمع من أرضه.

وأشار إلى أن الاحتلال هدم على مدار العامين الماضيين ألفي منزل في المناطق المصنفة "ج"، وتم إعادة بنائها بالكامل، مضيفا أن ما يحدث اليوم في تجمع الخان الأحمر مسألة مختلفة كونها تتمثل بتهجير وترحيل الفلسطينيين مرة أخرى بعد تهجيرهم إبان نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967.

وأضاف عساف أن الاحتلال يريد تهجير ما يزيد على 370 ألف مواطن في 255 تجمعا بدويا في المناطق "ج" التي تشكل ما نسبته 60% من مساحة الضفة الغربية.

وتطرق إلى القوانين التي يشرعها الاحتلال والمخالفة للقانون الدولي، التي يشرعن فيها هدم المدارس والمساكن، ومصادرة الألواح الشمسية والكرفانات للتضييق على المواطنين وترحيلهم، تمهيدا لتنفيذ مشروع تقسيم الضفة الغربية والبدء بعزل مدينة القدس وضمها وتهويدها.

وتابع أن أهالي الخان الأحمر لا يدافعون عن وجودهم فقط، بل أيضا عن يضا أالمدينة المقدسة، حيث هذه المعركة لها جانبان: الأول معنوي والمتمثل بصمود الأهالي ودعمهم، والآخر تطبيق نموذج إعادة البناء كما حدث في قريتي أم العراقيب وام الحيران اللتان تواجهان المصير ذاته.

دعم صمود الأهالي

وفي كلمته ممثلا عن تجمع الخان الأحمر، دعا محمود أبو داهوك إلى دعم صمود الأهالي بكافة الوسائل الممكنة، مؤكدا أنهم جزء من الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ممارسات الاحتلال.

وأوضح أن مخططات الاحتلال تهدف إلى تغييب الإنسان الفلسطيني وتذويب قضيته، لكن كل هذه الإجراءات لن تمر وستتم مواجهتها من قبل أهالي التجمع، مثمنا دور المتضامنين وكل الخطوات الداعمة لهم.

قوانين تعسفية 

وفي كلمته ممثلا عن محافظة القدس، أشار حمدي الرجبي إلى أن الاحتلال منذ عام 1967 يعمل على سن القوانين التعسفية بحق كل ما هو حي بالمدينة، قائلا "إن الاحتلال راهن على اقتلاعنا من أرضنا لكن هذه السياسات لن تثنينا من أن نبقى مرابطين على هذه الأرض".

واعتبر الرجبي أن ضم المستوطنات هو تجسيد لمخطط إسرائيلي تهويدي يستهدف أكبر مساحة من الأرض الفلسطينية لتوطين المستوطنين الجدد، وإحلالهم مكان الفلسطينيين الذين ورثوا الأرضً عن أبائهم.

وتطرق إلى ما تسمى "صفقة القرن" مؤكدا أنها سراب ووهم، و"لن يستطيعوا تطبيقها على أرض الواقع، لأن شعبنا سيتصدى لها".

نموذج يحتذى به 

من ناحيته، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عدنان غيث إن التجمع نموذج يحتذى به في المقاومة والصمود، و"هو كما أهلنا في النقب الذي يخوض تجربة نضالية تستحق التعلم منها".

وأضاف: "نحن أمام معركة يسعى من خلالها الاحتلال وأعوانه إلى تصفية قضيتنا الفلسطينية المتمثلة بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، إلى جانب ما يشرعنه من قوانين وتشريعات تستهدف بقاءنا، ولا بد أن تكون لنا كلمة وموقف ردا على كل هذا الطغيان".

وأكد غيث أن هناك تحد يعيشه تجمع الخان الأحمر وهو واحد من بين مئات التجمعات التي يهدف الاحتلال إلى الاستيلاء عليها وتهجيرها، ضاربا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية، بمساندة من الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها ترمب الذي يحاول الانقضاض على قضية الشعب الفلسطيني، من خلال ما تسمى "صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية قضيتنا.

اسطورة الصمود 

بدوره، اعتبر عضو الكنيست السابق طلب الصانع أن شعبنا يسجل أسطورة في الصمود والدفاع عن الأرض والهوية، من خلال الالتحام بين الشعب والقيادة، وهذا يدل على أننا منتصرون في النهاية.

وثمن اهتمام القيادة الفلسطينية بهذه القضية، مشيرا إلى أن إجراءات الاحتلال في النقب والعراقيب الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم لن تمر.

ودعا عزيز الطوري، ممثلا عن قرية العراقيب، أهالي تجمع الخان الأحمر إلى أخذ الحيطة والحذر من الإشاعات الفتن التي تحاول المخابرات الإسرائيلية بثها بين الناس، لإضعاف صمودهم وتسهيل تهجيرهم، من خلال تشكيكهم ببعضهم مثلما حاولت فعله في العراقيب.

وشدد محامي قرية العراقيب شحدة البري، في كلمته، على ضرورة الثبات والالتحام لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية ومخططاتها الرامية إلى اقتلاع العائلات من منازلها وتهجيرها، فيما أعلن رئيس جامعة القدس عماد أبو كشك عن تقديم منحة دراسية لأحد طلبة الثانوية العامة في التجمع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]