قال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريبا وتمضي فيها مع أو بدون الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتكشف هذه التصريحات عن الانقسامات العميقة بين واشنطن والقيادة الفلسطينية والتي تزايدت منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول ونقل السفارة الأمريكية إليها.

واتهم المسؤولون الفلسطينيون، الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، كوشنر بمحاولة إضعاف عباس وما يصفونه بالمعسكر المعتدل لزعيمهم.

وشكك كوشنر، الذي يعقد اجتماعات مع زعماء في المنطقة ليس بينهم عباس، في مقابلة نشرتها صحيفة القدس الفلسطينية اليوم الأحد في رغبة عباس بالتوصل إلى اتفاق أو قدرته على ذلك.

وقال كوشنر وهو أيضا صهر ترامب ”إذا كان الرئيس عباس مستعدا للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية“.

وتابع ”مع ذلك، فإنني أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، أن يميل إلى إنهاء الصفقة. لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت“.

ووجه كوشنر حديثه إلى الشعب الفلسطيني مباشرة مصورا عباس (82 عاما) على أنه زعيم يعيش في الماضي.

وقال ”لقد وقعت أخطاء لا حصر لها وفرص ضائعة على مر السنين، ودفعتم أنتم، الشعب الفلسطيني، الثمن“. وتابع كوشنر الذي يقوم بجولة في المنطقة مع جيسون جرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط ”لا تدعو قيادتكم ترفض خطة لم ترها بعد“.

ويرفض عباس الاجتماع مع فريق ترامب منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس متهما واشنطن بالانحياز لإسرائيل.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ”الإدارة الأمريكية الحالية تحاول في الواقع تدمير المعسكر الفلسطيني المعتدل. يريدون دفعنا للفوضى“.

من جانبه قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس لرويترز ”الطريق للوصول إلى السلام واضح. هو الالتزام بحل الدولتين. دولة فلسطينية على حدود عام 67 والقدس عاصمة لها. هذا هو الطريق الى أي مفاوضات أو لقاءات“.

وأضاف ”المطلوب الالتزام بحل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية“.

وتابع ”المعادلة واضحة. لا حل بدون أن تكون هناك دولتان. دولة فلسطينية مستقلة القدس عاصمة لها وفق قرارات الشرعية الدولية. هذا هو الطريق الواضح للسلام. بدون ذلك لن يكون هناك سلام“.

 تفاصيل

وزار كوشنر الأردن والسعودية وقطر ومصر قبل إجراء محادثات يومي الجمعة والسبت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال كوشنر إن القادة العرب ”أوضحوا بأنهم يريدون رؤية دولة فلسطينية“ وهو ما كان الأساس للسياسة الأمريكية في المنطقة لفترة طويلة.

وردا على سؤال عما إذا كانت خطة السلام الجديدة ستتضمن ذلك أكد كوشنر ”سيكون الأمر متروكا للقيادة والشعب من كلا الطرفين لتحديد ما هو مقبول كحل وسط“.

ويتولى كوشنر إدارة الملف الإسرائيلي-الفلسطيني إضافة لمهام كبيرة أخرى منذ تنصيب ترامب قبل عام وخمسة أشهر.

ويتشكك معظم المحللين في قدرة كوشنر وجرينبلات وكلاهما لا يمتلك أي خبرة دبلوماسية سابقة على التوصل إلى اتفاق في واحد من أعقد الصراعات في العالم.

وخلال المقابلة رفض كوشنر مجددا أن يخوض في تفاصيل خطة السلام ”لا أريد التحدث عن تفاصيل الصفقة التي نعمل عليها“.

وقال نتنياهو يوم الأحد إنه ناقش مع المبعوثين الأمريكيين العملية الدبلوماسية وقضايا إقليمية مع ”التركيز بشكل خاص على الوضع في غزة“ حيث تردت الأوضاع الاقتصادية وتزايد العنف على طول الحدود مع إسرائيل.

وقال نتنياهو في تصريحات خلال اجتماع للحكومة ”طرح سؤال عن كيف نحل الأزمة الإنسانية في غزة دون تقوية شوكة حماس“.

وأضاف ”هذه الأمور واضحة.. أولا كيف نحافظ على الأمن، وثانيا كيف نمنع تصعيدا أكبر - إذا كان هذا ممكنا“.

ومن المتوقع أن تقترح الخطة حلولا مفصلة لقضايا الخلاف الأساسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين مثل الحدود ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية ومصير اللاجئين الفلسطينيين والأمن.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة خلال حرب عام 1967. وانسحبت القوات الإسرائيلية والمستوطنون عام 2005 من قطاع غزة الذي تديره حاليا حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي عام 2014 انهارت محادثات السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]