زياد ابو الهوا، الملقب بـ "زيزو" شخصية مثيرة للجدل، فعدا عن كونه مثلي الجنس، معروف بآرائه ومواقفه الحادة في هذا الجانب وجوانب أخرى كثيرة على مستويات عديدة في المجتمع الإسرائيلي، السياسي الاجتماعي وغيرها. صحفي وناشط في مجالات عديدة.

ابو الهوا شارك في مسيرة الفخر التقليدية السنوية للمثليين التي جرت أمس في تل أبيب، ولكن بتحفظ، لا سيما وأنه يرى بهذه المسيرة تبييضا لصفحة إسرائيل امام العالم كله واظهارها على أنها الدعم الاول للمثليين وحقوقهم ما يتناقض مع ما قام به الكنيست الاسرائيلي قبل يومين والذي انعكس برفضه التصويت مع قانون يدعم زواج المثليين، فاعتمد ابو الهوا خلال مسيرات الفخر اسلوب خاص به يحاول من خلاله إبراز الوجه الحقيقي لإسرائيل.

ابو الهوا قال لـ "بكرا" في حوار خاص: أنا كمثلي فلسطيني ضد مسيرة الفخر في تل ابيب، علما أنني أعتقد أن مسيرة الفخر أمر مهم جدا بالنسبة للمثليين ولكن في اسرائيل يتم استخدامها لأغراض سياسية شأنها شأن امور كثيرة في هذه البلاد وهذا ما ارفضه، إسرائيل تحاول من خلال مسيرة الفخر في تل أبيب أن تظهر العالم بانها دولة ديمقراطية ومنفتحة وتعطي حقوق الإنسان وحقوق للمثليين كغطاء عن الجرائم التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ما يعكس امام العالم الغربي بأنهم يدعمون حقوق الإنسان ويساندون المختلف ولكن بذات الوقت لا يعطون للفلسطينيين حقهم الأساسي المتمثل بحريتهم ودولتهم وعدم احتلالهم واضطهادهم.. لذلك لم اكن ارغب بأن نتحمل جزء من المسيرة وان نساعد الدولة بتحسين وتبييض صفحتها امام الرأي العام العالمي.

الكنيست الاسرائيلي يصوت ضد زواج المثليين!

وأوضح: المسيرة ليس فقط من شأنها أن تعكس أن إسرائيل تعطي حقوق انسان ولكن أيضا تبيض صفحتها بكل ما يتعلق بحقوق المثليين لا سيما وأنه جرى قبل يومين في الكنيست الاسرائيلي التصويت ضد زواج المثليين، وذات الأشخاص الذين صوتوا ضد زواج المثليين واعطاء الحقوق للمثليين نفسهم من يخرجون إلى خارج البلاد ومن على المنابر يعرضون صور المسيرة بغرض اظهار إسرائيل على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، للأسف في النهاية الدولة تستخدم المثلية لتحسين سمعتها خارج البلاد لكن في النهاية لا يعطونهم حقوقهم كما يجب.

وتابع ابو الهوا: خلال المسيرة نحن بالفعل نتطرق إلى امور سياسية ومثيرة للجدل، العام الماضي أجرينا جدار وهذا العام حاولنا أن نضيف على المسيرة جدار وسياج أمني مثل الموجود في غزة، المسيرة كل عام تحصل على ردود فعل اكبر ويتقبلها المجتمع الإسرائيلي بالمقابل فإن السياسيين يرفضونها، مثل أمور كثيرة تجري في العالم حاليا، التغيير أصبح الى أسوأ والعالم أصبح أكثر عنصريا ومخيف، فقط قبل يومين قاموا بالاعتداء على شابة متحولة جنسيا في مركز تل أبيب، الوضع ليس جيد كما يحاولون إظهاره لنا.

هدفي هو أن اكشف للعالم بأنه احيانا يتم استخدامهم وان لا يكونوا جزء من محاولات إسرائيل تبييض صفحتها وأن يتظاهروا ضد السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وان تتوقف إسرائيل عن قتل المتظاهرين في غزة وتكف عن حصارها، سنستمر سنويا بهذه المظاهرات في المسيرة حتى يصبح الوضع افضل على كافة الجوانب، واتمنى أن يجتمعون العرب واليهود ضد تبييض صفحة إسرائيل.

لو تواجدت في الدول العربية كمثلي لقتلت!

أما على المستوى الشخصي عقب ابو الهوا قائلا: معاملة البيئة المحيطة بي في المجتمعين العربي واليهودي متغيرة وغير ثابتة خصوصا وأن كثير من الإسرائيليين لا يتقبلون النقد الذي أوجهه ضد إسرائيل، بذريعة انني كمثلي لو تواجدت في الأراضي الفلسطينية أو في دولة عربية كنت قد قتلت منذ زمن، هذا أمر غير صحيح، معظم الدول العربية لا يقتلون المثليين، مثل لبنان والاردن، علما أن وضعهم ليس جيد خصوصا في الدول الإسلامية ولكن كل ذلك يتغير شيئا فشيئا.

واضاف: انا مثلي عربي فلسطيني هذا لا يعني انني لا املك الحق باظهار آرائي وان انتقد سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين وحتى ضد المجتمع العربي داخل إسرائيل.

وقال: جزء من المجتمع العربي يدعم ما اقوم به وجزء آخر يرفضه ويدعي بأنني من السهل أن اكافح واناضل من أجل الشعب الفلسطيني وانا موجود في تل أبيب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]