عقدت بكلية الشهاب المقدسي في القدس ندوه حول نشر ثقافة التسامح والسلم الاهلي و نبذ العنف الذي اصبح ظاهرة تاخذ منحنى تصاعدي مقلق بتنظيم من منتدى الفكر الفلسطيني ونادي الموظفين بالقدس ,وبدأ الشيخ الدكتور عكرمة صبري مداخلته حول أهمية التسامح كقيمة خلقية تسمو فيها النفس البشرية, وأن السلام هو الاساس في ديننا الاسلامي ,مؤكدا أن ظاهرة العنف التي يشهدها المجتمع المقدسي خاصة و المجتمع الفلسطيني عامه هي ظاهرة وقتية تتصاعد في شهر رمضان المبارك الذي هو شهر التسامح و الصبر. ويعتبر الصوم تهذيب و مدرسة للسلوك السليم , مضيفا أن المسؤولية الاولى تقع على عاتق الاهل وعلى طريقة تنشئة الاولاد و التعامل معهم , و الابتعاد عن العنف الذي يولد في الاولاد حب الانتقام والتوجه للمشاكل مذكرا بايات القران الحنيف والاحاديث النبوية .وشرح اهمية معالجة هذه الظاهرة عن طريق التربية والتنشئة السليمه حسب اصول وتعاليم ديننا الحنيف.

وتحدث الدكتور عبد الرحمن الخوجا عن أهمية التطرق للموضوع بالشهر الفضيل مؤكدا على ضرورة أستخراج الطاقات الايجابية والنفس الهادئة المستقرة من أجل تحقيق المحبة والتسامح بين افراد المجتمع المقدسي . مضيفا على ضرورة عمل جلسات مع العائلات والاصدقاء وتبادل الاراء لفهم مشاعر الاخر من اجل خلق جو من الالفة .

داعيا الى دعم المبادرات الهادفة وملئ الفراغات للوصول الى انجازات قيمة تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.

وقال الاستاذ محمود ابو غزالة رئيس نادي الموظفين الذي ادار الندوة ان ظاهرة العنف التي يشهدها مجتمعنا عامة والقدس خاصة تقض مضاجعنا وتؤرق جفوننا الذي يتعارض كليا مع روح الاسلام.

وضمن المداخلات العديدة التي شهدتها الندوة تحدثت الكاتبة ديما السمان عن وجود العنف وخاصة بالمناطق التي تعاني من اكتظاظ سكاني والنظرة الخاطئة باعتبار قوة الشخصية تكمن بالعنف والتسامح ضعف تحتاج لتوعية من قبل اخصائيين لاثبات عكس ذلك.

واضاف د عبد الله كمال ان المنظومة الاخلاقية تاثرت منذ احتلال المدينة المقدسة عام 67 بشكل كبير مما ادى الى تبديل القيم وقلب المعاير .

وفي مداخلة لمصطفى ابو زهرة الذي ركز على خطورة انفتاح شطري المدينة (الغربية والشرقية) على الشباب مما ادى الى زعزعة اخلاقيات الشباب وتداخلت انماط جديدة لم نكن نعرفها كالمخدرات والسلوكيات السلبية.

وأختتم النقاش الدكتور أمجد مدير كلية الشهاب المقدسي شاكرا جميع الحضور على تلبية الدعوة والاهتمام بموضوع الندوة الذي يؤلم المجتمع المقدسي ويخلق مجموعة من التناقضات السلبية مؤكدا على ضرورة فهم وتشخيص ومعالجة ظاهرة العنف والاقتتال بشكل جذري.

وصدرت في نهاية الندوة عدة توجيهات من اهمها :العمل على توحيد المرجعيات وتنشيط فعاليات المراكز الثقافية واقامة فعاليات للجان الشبابية لمتابعة الحالات الخاصة التي تؤدي الى العنف وتهديد السلم الاهلي.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]