تعمّ المجتمع العربي حالة من السخط والغضب ازاء جرائم المتعددة والمتكررة وآخرها التي كانت مساء أمس في يافا، حيث دخل وُجدت السيدة فادية قديس من يافا مقتولة في بيتها.

تجدر الاشارة الى ان المرحومة هي ارملة رئيس الجمعية الخيرية الارثوذكسية السابق في يافا، المرحوم چابي قدّيس الذي لاقى حتفه قبل 6 اعوام اثر طعنه على يد شخص متنكّر بزيّ بابا نويل خلال مسيرة العيد في يافا.

لا بصيص أمل حتى

وفي حديث لها، قالت ردينة كوري لـبكرا:" ما اقسى (اقدس) دم الانثى، ما احقر شرف الذكر ، ما اتفه المجتمع ، ما ابعد الدين لا اعلم ما هو ذبنها سوى انها تعيش بمجتمع عقيم ولماذا قتلت وهي حية بهذا الشكل لذنب لم تقترفه ؟ ومن اعطى المجرم الحق بوضع حد لحياتها .. نحن نعم نحن فخلال شهر قتلت ٤ نساء نسينا وتناسينا حتى اننا في شهر فضيل ٤ نساء ويزداد صمتنا وخوفنا البارحة اللد واليوم يافا وغدا انت وهي وانا طالما تمسكنا بالصمت، صمت اصبح عارنا الوحيد ونزينه بالخوف وكيف لا ونحن في مجتمع كهذا اذ سمع بأي قضية عن امرأة ينسبها على الفور بأنها قضية شرف مجتمع يبحث ماذا فعلت وماذا لبست ومع من كانت ويلومها في مقتلها و يبتعد كل البعد عن القاتل ولا يوجه له اي اصبع اتهام بالعكس اصبحنا نسمع كلمة انها تستحق من هذا المجتمع العقيم ".

وأنهت كلامها قائلة:" الى متى والى اين لا اعلم فنحن اليوم بمسيرة الى الهاوية ما دمنا نلقي اللوم على الضحية دائما ولا ننسى دور الشرطة فهي لا تهتم بالوصول الى الحقي بمثل هذه القضايا والسبب نحن .. نحن من قرر وضع لاصقة على افواهنا خوفنا واغمضنا عيننا حذرا ولا نود سماع شيء لنضمن ان نتنفس بامان فلم يعد السير في الشارع هو المشكلة وانما اصبحت البيوت ايضا غير امنة . ولا ارى حتى من بعيد ان هناك بصيص امل للحد من هذه الظاهرة للاسف فهي في تزايد".

أصبحنا جميعا علامات مستهدفة امام قناصة النساء من حملة السلاح والخناجر

اما الناشطة النسوية في المركز من جمعية نعم - سماح سلايمة قالت بحديثها مع بكرا:" قتلت السيدة الرابعة من يافا خلال هذا الشهر فقط .
قتلت اختان في منزلهما، وأردت الرصاصات سمر خطيب في الشارع العام وهاي هي السيدة فادية قديس تدفع ثمن الانحلال الاخلاقي والاستوحاش ضد النساء بجسدها ، في بيتها وخلف باب اقتحمه مجرم جاء ليتم مهمة إنهاء حياتها، سبع سنوات بعد تصفية زوجها في مسيرة الميلاد في يافا، فلا بيت يرحمنا، ولا اخ يعتق خواته، ولا قاتل مأجور يدفع شره عن نساء هذا البلد".

واضافت:" أصبحنا جميعا علامات مستهدفة امام قناصة النساء من حملة السلاح والخناجر. لا شرطه تحرك ساكناً ولا مرافق حكومية تهتز لها ابدا".

خلُص تعقيب سلايمة بالقول الى انّ:" الحد من ظاهرة القتل عامة وقتل النساء خاصةً لم ولن يتم دون تعاون كامل وجاد بين المؤسسات الحكومية من المعارف وأقسام الرفاه والشؤون ، القيادات السياسية والنسويه واهم من هذا كله اداء الشرطه لعملها الأوحد والأساس وهو الحفاظ على أمن المواطن ، وعقاب كل معتدي قاتل، أو رجل عنيف وفِي هذا المجال فشلت الشرطه فشلا مدويا ودموياً، فشل ندفع كلنا كمجتمع ثمنه بارواحنا".

يا ترى من هي القتيلة التالية

بدورها، قالت الناشطة حوريّة السعدي من الرملة بحديثها مع بكرا:"للاسف الشديد خلال ثلاثة اسابيع قتلت ٤ نساء فقط في مدينة يافا امر بغاية الخطورة وعار على المجتمع الرجولي ان صح القول بكلمة "رجولي" لانه لا بطولة ولا رجولة في القتل عامة وقتل النساء خاصة عار كبير على مجتمعنا فلا يحترمون ولا يأبهون بالمجتمع وقيمه واخلاقه ضاربين به عرض الحائط، يقتلون دون ان يغمض لهم جفن وييتمون اطفالا لا حول لهم ولا قوة ناهيك على ان القتل تم في شهر رمضان الكريم الذي يدعو التسامح والسلام والطمأنينة والاهتمام بالغير هؤلاء المجرمون ما زالوا يسرحون ويمرحون ويعيثون فسادا واجراما لاستضعافهم للنساء ".

وزادت:" يقتلون وينعمون بالحياة والحرية دون رادع او وازع لا بهابون المجتمع ولا يعملون حساب للشرطة المتقاعسة التي لم تلق القبض على اي مجرم منهم وطبعا لكون الضحايا نساء عربيات هذه الظاهره المشينة المتفشية في مجتمعنا تزداد يوما بعد يوم لانه لم يتم عقاب اي منهم والقائهم في غياهب السجون ويحاكمون بأقصى العقوبه حتى لو كان الاعدام حادثة القتل الاخير اثارت الرعب وتركت الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب اذ ان حوادث القتل لم تقتصر على ملة واحدة وطالت الجميع".

وأنهت كلامها قائلة:" لقد يأسنا وسئمنا من حوادث القتل المريبة الشنيعة ولم يبق اي اداة نستعملها للحد من هذه الظاهرة قمنا بتظاهرات كثيرة في شوارع المدينة وايضا امام مركز الشرطة والتي بعد القتله المجرمين نشير بأصابع الاتهام لها لتقصيرها في عملها والقاء القبض على القتلة اولا وتساهلها في عملية انتشار السلاح الغير مرخص وعدم جمعه مع العلم بأن الشرطة تعلم علم اليقين تواجد الاسلحة وبأي بيت ولا تقم بالمداهمات لجمعه، اضعف الايمان بالحد من هذه الظاهره هو شن الضغوطات على الشرطة لتقم بواجبها كما يجب والاستمرار بالتظاهرات وان نطلب من ائمة المساجد ان تكون خطب الجمعة حول ظواهر القتل، نعزي انفسنا ونعزي عائلة قديس واتمنى ان تكون الضحية الاخيرة مع اني اشك بذلك لاننا فقدنا الامن والامان في هذا المجتمع، كل قتيلة نستغرب مقتلها ونستصعب التصديق وما يتوارد الى اذهاننا يا ترى من هي القتيلة التالية هذا الوضع وضع جميع النساء دون استثناء في قوقعة الخوف والرعب".

ظاهرة قتل النساء اصبحت ظاهرة طبيعية

من جانبها، قالت سمر سمارة بحديثها مع بكرا:" سئمنا من التعقيب على جرائم القتل، هذه الاسئلة يجب ان لا توجه للنساء اللواتي ابدين موقفهن حيال كلّ ما يتعلّق بالعنف، نحن ضدّ كل ما يحدث من عنف وجرائم بالمجتمع بشكل عام وضد النساء بشكل خاص وانا بتت اشفق على المجتمع لأنه فقد كل المعايير الانسانية والاخلاقية، فقد معنى الحياة، مجتمع شرس يتعامل مع نفسه بشراسة وعدوانية مخيفة".

وتابعت:" للأسف ظاهرة قتل النساء اصبحت ظاهرة طبيعية نتعايش معها كأي ظاهرة اخرى، لا توجد بحوزتنا عصا سحريّة لمكافحة هذه الظاهرة"

وأنهت كلامها قائلة:" التوجه يجب ان يكون للذكور، لشريحة الشباب التي تعتبر نفسها الاقوى، للأسف المجتمع يمرّ بوعكة صحية وعلاجه يتطلب الكثير من المركّبات من اخلاق وتربية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]