ملامح متعبة أنهكها انتظار الرزق، هكذا يبدوا معظم التجار وأصحاب المحلات في سوق الناصرة، خلال جولة قامت بها مراسلة "بكرا" اليوم، في منتصف شهر رمضان حيث يجب ان يعج السوق بالمشترين من اهل الناصرة وخارجها، الا ان الوضع عكس ذلك تماما، معظم المحلات مغلقة والحركة التجارية شبه معدومة..

هذا من جانب.. ومن جانب آخر يدور الحديث حول اخلاء لبعض المحلات والبيوت في سوق الناصرة وبيعها لغرباء بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي وصل اليها أهالي السوق دون ان يحاول أحدا إنعاش سوق الناصرة مجددا ما يضطرهم التخلي عن شغفهم ومحلاتهم وتركها الى ايادي غريبة من خارج السوق تعبث بها.

مبادرات جميلة ولكن.. السوق لن يعود كما كان سابقا!

ظاهر زيدان قال بدوره لـ "بكرا": بلدية الناصرة عليها ان تقوم بدور اقوى لدعم السوق، زقاقات السوق أصبحت شارع ومليئة بالسيارات ولا يوجد مكان للبشر ان تتحرك، حتى ان المحلات الموجودة في السوق، أصحاب المحلات بشكل يومي يختلفون مع أصحاب السيارات الموجودة امام محلاتهم.

وتابع: نشهد مؤخرا حركة تجارية، حيث افتتحت عددا من المحلات في السوق وصممت على ذلك متحدين الأوضاع الاقتصادية، والسبب هو محبتهم للسوق وللناصرة وشغفهم وعشقهم لها، السوق لن يعود كما كان سابقا، اليوم هناك مقاهي ثقافية ومحلات تذكاريات وانتيكا، يجب إضافة بعض التغييرات على السوق ودعم افتتاح محلات بمبادرات جديدة ومختلفة لمحاولة اعادة احيائه من جديد.

الخوف والمجمعات التجارية قتلت سوق الناصرة!

تغريد شيتي صاحبة محل خياطة في السوق قالت لـ "بكرا": هناك تحسن ملحوظ في سوق الناصرة على مستوى السياحة ولكن لا يوجد حركة تجارية نشطة بسبب وجود التجمعات الكبيرة التي يتوجه المستهلك للشراء منها وأيضا جنين حيث يفضل المواطن النصراوي الذهاب واقتناء حاجياته من هذه المناطق وعدم دخول السوق، بسبب الخوف وعدم وجود موقف سيارات والطرق الضيقة.

وأضافت: كثيرا حاولوا ان يغيروا الوضع في سوق الناصرة ويحيوه من جديد لكن دون فائدة، معظم المحلات مغلقة عدا عن محلات الذهب التي تعمل ولكن بصورة خفيفة جدا.

مشروع الناصرة 2000 قتل السوق!

مصطفى عامر صاحب بسطة خضراوات في سوق الناصرة قال لـ "بكرا": لا يوجد أي تحسن في الوضع التجاري والاقتصادي في سوق الناصرة وخصوصا في شهر رمضان، كل ثلاثة ساعات يمر زبون، الحركة التجارية معدومة ولا يهتم أحد بوضع السوق ودعمه.

مواطن، صاحب محل نجارة في الناصرة رفض الإفصاح عن اسمه قال لـ "بكرا": السوق ميت والضرائب اثقلت على السكان والتجار، مشروع الناصرة 2000 قتل السوق ولا احد يدعمنا كل شخص يبحث عن مصلحته، حتى اننا توجهنا للبلدية ولم تساعدنا، أهالي السوق يهاجرون منه بسبب الضراب الهائلة والأوضاع الصعبة وشح الحركة التجارية.

بيع السوق وايادي غريبة تشتري من السوق!

محمد أبو رحال رئيس لجنة التجار والحرفيين في سوق الناصرة قال لـ "بكرا": المبادرة التي أطلقت قبل أسبوع لم يتم التشاور حولها مع لجنة تجار السوق او اخذ رأيهم ومشاركتهم في هذه الفعالية، رأيت بأنها مبادرة ضيقة ركزت على اشخاص معينين وكان الهدف منها سياسي ضد فئة أخرى من التيارات الموجودة.

وتابع: نحن نفتقر في الناصرة الى ثقافة الانتماء لها، لا يعقل بان عدد سكان أهالي الناصرة تسعين ألف انسان وتسعين شخص لا يدخلون الى السوق والبلدة القديمة، نحن نناشد المواطنين بان يشتروا من سوق الناصرة وان لا يتركون اهل السوق عرضة للإغراءات، لأنه يشاع بانه تم بيع السوق وهناك ايادي غريبة تشتري من السوق، علينا دعم السوق ورفع اقتصاده حتى لا يبيع أهالي السوق املاكهم لأشخاص غريبة ودخيلة.

ونوه: نحن نوجه أصابع الاتهام الى اهل الناصرة، خلال الكريسماس ماركت يدخل الناصرة ما يقارب 200 ألف سائح و150 الف يتواجدون في البلدة القديمة في حين العدد الذي يزور السوق هو قليل جدا وخصوصا العرب لا يتواجدون اطلاقا في السوق لذلك المسؤولية الكبرى تقع على اهل الناصرة لتركهم البلدة القديمة عرضة للإغراءات واحمل الأحزاب والتيارات السياسية الموجودة في الناصرة مسؤولية بيع السوق وهم المجرم الأكبر بحق السوق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]