عقدت سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في البلاد، مؤتمرا خاصا في ولاية نيو يورك الأمريكية، حول ظروف الجماهير العربية في إسرائيل، والنضالات التي تخوضها ضد سياسات التمييز العنصري.
وكان قد شارك في المؤتمر العشرات من النشطاء والمهتمين الأمريكيين، فيما شارك من البلاد: المديران العامان لجمعية سيكوي، رونق ناطور ورون جرليتس، عيدان رينغ، مدير قسم السياسات المتساوية في سيكوي، وكارك بيركل، مدير تطوير الموارد في سيكوي، فداء نعرة، المديرة العامة المشاركة لجمعية تغيير-مهباخ، بروفسور تمار أريآف، رئيسة كلية بيت بِرل، المحاضرةوالمديرة السابقة لجمعية "أجيك"، د. أمل الصانع-حجوج والمحاضر بروفسور جاي جروسمان.
رونق ناطور، كانت قد افتتحت المؤتمر بالتأكيد على أن رسالته المركزية هي أن ضمان المساواة للجماهير العربية لا يكون من خلال المساواة المادية فحسب. وأوضحت بأن الخلفية لهذه الرسالة تأتي ردا على الترويج الحكومي للخطة الاقتصادية 922 والتي نعتبرها خطوة هامة بالاتجاه الصحيح ولكننا نرفض الترويج لها وكأنها الكفيلة بوضع حد لمشاكل الجماهير العربية في البلاد، فهي أولا ورغم أهميتها غير كافة، وثانيا علينا أن نوضح للرأي العام الإسرائيلي والعالمي بأن تطوير البنى التحتية والاقتصاد وتوفير الموارد هي جوانب مصيرية وهامة نحو المساواة للمواطنين العرب، لكنها لا تعفي الدولة من مسؤوليتها بوضع علاج جذري لقضايا عميقة مثل العمل على بناء مجتمع مشترك من خلال تكثيف حضور اللغة العربية في الحيز العام وتوفير المساواة الرمزية، واستئصال التحريض المؤسساتي ضدنا كمواطنين عرب ومحاولات نزع الشرعية عنا ومحاولة تشويه هويتنا الوطنية وانتمائنا القومي لشعبنا العربي الفلسطيني واحترام الرواية الفلسطينية والثقافة العربية. على الحكومة تحمّل المسؤولية، ووقف التهجّمات السياسية المتواصلة على القيادة والمواطنين العرب ووقف التحريض المتواصل الذي يُخرّب العلاقات بين المجموعات."
من جهته قال رون جرليتس: "المواطنون العرب وقادتهم السياسية بالأخص، يتعرضون في الآونة الأخيرة لهجمة تحريضية غير مسبوقة من قبل رئيس الحكومة بنفسه ووزراء مركزيين في الحكومة، وقد وصل التحريض إلى مراحل بالغة الخطورة، تنذر بتدهور خطير للعلاقات ما بين المواطنين اليهود والعرب، فاليوم هنالك سهولة لا تحتمل باطلاق اتهامات خطرة تصل حد اباحة الدم للمواطنين العرب من خلال وصفهم بالعدو الداخلي المتعاون، وهذه تطورات لم نسمح لنفسنا بتجميلها وطرحناها على طاولة المؤتمر بكل حدة ووضوح للتأكيد على خطورة الأوضاع الراهنة في إسرائيل." ووصف جرليتس هذا التحريض بأنه "غير أخلاقي ولا يمت للواقع بصلة".
د. أمل الصانع-حجوج قالت أن جهود الحكومة في التطوير الاقتصادي لن تنجح ما دامت الحكومة تواصل المسّ بحقوق المواطنين العرب الفلسطينيين كمواطنين اصلانيين، وأكدت بأن تشكيك المواطنين العرب بأي خطة تقوم بها هذه الحكومة العنصرية هو أمر طبيعي، وينبع من اسباب عدة وعلى رأسها منها سياسات التحريض المتواصل.
بروفسور تمار أريآف، تطرّقت لأهمية إحداث تغيير في منظومة جهاز التعليم في إسرائيل، داعية "الحكومة إلى ترسيخ مضامين وقيم المساواة والمجتمع المشترك في برامج التعليم، من اجل بناء مستقل أفضل."
بروفسور جاي جروسمان من جامعة بنسلفانيا تطرّق لأهمية المواصلات العامة في تطوير المساواة في التشغيل، بناءً على بحث جديد والأول من نوعه، الذي أجراه حول تأثير تطبيق الخطة 922 على تطوير التشغيل في المجتمع العربي، حيث يثبت البحث أن زيادة كل 10 خطوط مواصلات عامة لبلدة عربية، ترفع معدّل التشغيل في البلدة بـ%1.7.
فداء نعرة، شددت في مداخلتها على ضرورة النضال العربي اليهودي المشترك كأداة لتغيير الواقع واستعرضت التحديات أمام النضالات المشتركة والخطوات اللازمة لتعزيز هذه النضالات. كما اكدت على أهمية العمل مقابل المجموعات غير المقتنعة والعمل على تجنيدها للنضال المشترك من اجل المساواة والمجتمع المشترك.
ومن جهته، أشار عيدان رينغ إلى نشاط سيكوي قائلا: "في السنوات الأخيرة، كثفت الجمعية بشكل كبير نشاطها من أجل تعزيز حضور ومكانة المواطنين العرب ولغتهم العربية في الحيز العام، وحظينت بالكثير من الردود الإيجابية، رغم الظروف السياسية الصعبة. حتى في ظل حكومة يمينية في إسرائيل ورغم كل المصاعب فإننا نتمكن من تسجيل الإنجازات الهامة ومصرون على مواصلة العمل من أجل المساواة وتقليص الفجوات.
كما شهد المؤتمر ندوة حول العلاقات مع المنظمات الخيرية اليهودية في شمال أمريكا أكّد خلالها المشاركون الثلاثة –جاك جورمن، جوش آرنو وبرندا بودنهايمر –التزامهم الراسخ بتطوير مساواة حقيقة بين المواطنين العرب واليهود في إسرائيل ومصادر إلهامهم للعمل، والدعم المتواصل لسنوات لتقليص الفجوات وانعدام المساواة بين اليهود والعرب في إسرائيل، وفي كلمته، أكد جف شونفلد، رئيس صندوق الفيدرالية اليهودية في نيويورك، على أهمية دعم المساواة في بين المواطنين العرب واليهود في إسرائيل، رغم كل التحديات.
من الجدير بالذكر بأن سيكوي تعمدت خلال المؤتمر اثارة قضية التمييز ضد المواطنين العرب بقضايا الأرض والتخطيط، حيث عرضت فيلم "يوم الأرض 2018" الذي كانت قد أعدته وأصدرته على شرف ذكرى يوم الأرض الأخيرة وقامت بترجمته للانجليزية خصيصا لهذا المؤتمر، وقد حظي الفيلم بردود فعل إيجابية لما يحمله من معلومات أساسية حول قضايا الأرض والمسكن وانعكاساتها على حياة المواطنين العرب في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]