أُقيمت فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، حيث إفتتحها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة بينات من الذكر الحكيم بصوته الشجي على مسامع المصلين مع الصلاة على النبي مما زاد أجواء مفعمة بالخشوع، وقد تعطرت شذى النفحات الإيمانية الروحانية وطيب التجليات عشية قرب قدوم شهر رمضان المبارك.
وبعد رفع الآذان الثاني إستهل الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع الخطبة بحمد الله سبحانه وتعالى وإستعانته وإستغفاره وهدايته والشهادة به وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتناول التحدث عن تزامن إمتحانات النهائي البجروت في شهر رمضان المبارك كونه يعمل في سلك التربية والتعليم ويعلم ما يدور منذ أكثر من 30 عامًا ومر بمئات بل بآلاف المواقف مع الطلاب ومع الإمتحانات ومع الدراسة ومع المعلمين ومع سلك التربية والتعليم.

وذكر فضيلته ثلاث حلقاتٍ في التربية كل منها متعلق بالآخر إذا فقدت حلقة إنتهى الموضوع.
الحلقة الأولى الأهل البيت، من حق كل طالب أن يوفروا له ظروفًا مواتية وبيئة حاضنة من هدوء وإستقرار نفسي وذهني.
الحلقة الثانية ولا تقل أهمية، المدارس التي تشمل الهيئات التدريسية بكافة أنواعها ومراتبها لهم حصة كبيرة في تنشئة هذا الجيل في تنشئة هذا الطالب الذي نحن نرجوا أن يغير الله على يديه مستقبل الأُمة، وأشار أنه في الماضي عندما كان يدخل المربي إلى الصف كان يقول (أنتم أجيال المستقبل)، مر الزمن لحظات 30 سنة ترى الأجيال منهم رئيس بلدية رئيس مجلس والمدير والخطيب والعالم وصاحب الصنعة أصبحوا رجال المجتمع مؤكدًا أنه إذا صلحنا أصلحنا المجتمع وإذا فسدنا أفسدنا المجتمع ويجب أن نذوت هذا الكلام في نفوس الطلاب، نعم هم رجال المستقبل واللبنة الأساسية، لافتًا إلى دور التربية والتعليم أن يكون المعلم رفيقًا ويوجد قاعدة ذهبية في التربية تقول (لا تكن لينًا فتعصر ولا صلبًا فتكسر)، إذا يريد إصلاح إمتحان أن يتقي الله وأن يكون وسطيًا (إن الله يحب الوسطية في كل شيء) أن يكون رفيقًا يرحم من يعلم وعدم القسوة، وبين الرعب الذي يدخل الطالب في الإمتحان رعب رهيب ويجب تخفيف وطأته وحر الإمتحان عليه، موضحًا أن هناك أدعية ليس فقط للطالب بل لكل إنسان أن يقولها (يا نارًا من جعلتي بردًا وسلامًا على قلب إبراهيم إجعلي الإمتحان بردًا وسلامًا على قلبي)، (علمني إن نسيت وذكرني إن تذكرت)، (اللهم إشرح صدري ويسر لي أمري وفك العقدة من لساني يفقه قولي)، التفاؤل بالخير.
الحلقة الثالثة الطالب نفسه، الوالدان حريصان أن ينجح الطالب، اليوم الطالب يوجد لديه جميع الوسائل المتاحة المكيف الحاسوب غرفته هاتفه وأن ينجح لأن الوالد لا يقصر لكي ينجح إبنه ويكرمه، ويجب على الطالب أن يتقي الله في نفسه وفي والديه وفي المجتمع، وفي هذه الفترة خاصة يجب أن يحرم الطالب من هاتفه في فترة الإمتحانات ويجب عليه أن يدرس وينظم وقته كما قال الإمام الشافعي (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) أن يحرص الطالب على ترتيب الوقت، لا يكفي 6 ساعات على الهاتف ونصف ساعة على الدراسة لا يعقل، معدل دراسة الطالب الثانوي 5-6 ساعات، مراقبته عن بعد وعدم قطع حاجز الثقة، لمسة حنان على رأسه تقبيل جبينه وليس بالقوة والضرب.
وتطرق قصة صديق كان مبدعًا رسامًا والده يريد أن يصبح طبيبًا وبعد أن أنهى دراسته نجح حصل على شهادة الطب وأحضرها إلى والده وعاد إستمر في الرسم كما يريد هو وليس كما يريد والده واليوم يعتبر فنان كبير جدًا في إيطاليا ويسكن هناك ونجح في حياته.
منوهًا أن الإبن هو يتعلم الموضوع الذي يحبه وليس كما يحبه الأب وأن يختار أي موضوع يرغبه ويبدع به وعدم إرغامه.
وإختتم: "آثرت أن أخوض في هذا الموضوع لأن يوجد الكثير من الضغوطات على الطلاب الأهل من المساعدة التي تقدم للطالب وهذه العوامل لا بد أن تساهم في رفع معنويات الطالب أولًا وتوفر له الظروف وبالتالي ما يقدر أن يكون أُمرنا أُخذنا بالأسباب، عدم اليأس، (لا تيأسن إذا كبوتم مرة إن النجاح حليف كل مثابر)"، وعدم القنوط من رحمة الله.
ودعا الله سبحانه وتعالى أن يكونوا الطلاب علماء لعل الله عز وجل أن يخرج هذه الأجيال من يغير واقع الأُمة المر من إنشقاق وإختلاف وقتل ويرزق الجميع علمًا نافعًا ولسانًا ذاكرًا وقلبًا صابرًا ورزقًا واسعًا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]