اكدت د. آمنه بدران رئيسة دائرة العلوم السياسية في جامعة القدس ومديرة معهد الدراسات الاقليمية ان قرار الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران جاء بناءا على الوعود التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية , حيث ان مرجعيته هو جمهور اليمين المسيحي والمسيحية الصهيونية الذين يؤمنون بالمواقف الحازمة على الصعيد الدولي في اطار الهيمنة الامريكية , واعادة الاعتبار للقوة الامريكية في المنطقة.

وقالت لـ بكرا ان هذا يتماشى تماما مع المطالب والسياسة الخارجية للحكومة الاسرائيلية التي تعتبر ايران الخطر الاكبر في المنطقة كقوة صاعدة من الممكن ان تشكل قوة منافسة لها في منطقة الشرق الاوسط.

واشارت الى ان التقاء مواقف اليمين الامريكي مع اليمين الاسرائيلي يمثل اليمين الذي يتبناه الرئيس ترامب مع العلم ان شخصيته لا تكترث في التفاصيل ولا بتبعات الامور كما حصل عندما اتخذ قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس وغيرها من القرارات.

الهيمنة

واوضحت د. بدران ان الرئيس ترامب ينطلق من منطلقات تقوم على الهيمنة لذا تلاقت الرؤى والمصالح الامريكية اليمينية في هذا الاطار, وهذا ينسجم مع مطالب بعض الدول في منطقة الخليج العربي التي تتطلع الى تحقيق مكاسب لها مقابل ما تقدمه للولايات المتحدة.

وقالت ان هذه الدول الخليجية ترى ان ايران اليوم تشكل الخطر الاول على امنها القومي وليس من دول اخرى في المنطقة مثل اسرائيل, لذا ارى ان القرار جريء له تبعاته على المستوى الدولي والاقليمي والفلسطيني على اعتبار ان الفلسطينيين هم الحلقة الاضعف في المنطقة.

الاقتصاد الايراني

ورات ان القرار سيؤثر على الاقتصاد الايراني رغم الخطط التي وضعت للتعاطي مع اي سيناريو والدعم الروسي موضحة ان اوروبا تحاول احداث توازنات ما بين مصالحها وكونها جزء من العالم الغربي فيما يسمى بالمحور الحر وما بين مصالحها في المنطقة والتي لا تتماشى مع مصالح ايران, لذا اوروبا تحاول ان تمسك العصا من الوسط وفي نفس الوقت تحاول روسيا والصين دعم ايران.

جر ايران الى الحرب

واعربت د. بدران عن خشيتها من ان يتم جر ايران الى الحرب فقد قامت اسرائيل بعد دقائق معددوة من اعلان ترامب بضرب مواقع في سوريا.

وقالت انه سيكون خطأ اسراتيجي اذا وقعت ايران في الخطأ التي وقعت فيه العراق قبل عقود, اليوم على ايران ان تحافظ على قوتها والا تنجر الى الحرب.

ورات د. بدران ان ترامب لم يطرح البديل حيث قال انه سيفاوض من خلال شركائنا الاوروبين وتحسين شروط الاتفاق. ترامب يريد تحجيم ايران في سوريا واليمن ووقف تطوير صواريخها البالستية.

الايرانيون اذكياء

وردا على سؤال اذا كانت ايران سترد على الهجمات الاسرائيلية قالت د. بدران اعتقد ان الايرانيين اذكياء وتاريخيا لم يهاجموا بشكل مباشر بل من خلال اذرعهم. ولكن السؤال المطروح الى اي مدى ستبقى ايران تتحمل بتلقي الضربات في سوريا بدون رد؟ وهذا من الصعب الايجابة عليه.

وتوقعت ان لا تقوم ايران برد على اسرائيل, لكنها ستحاول ان تحجم الضربات الاسرائيلية عليها في مواقع خارج ايران, اما ان تجرها اسرائيل فايران اذكى من ان تعطي خصمها هذا المبرر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]