العنف، سلاح فتاك استخدمته سلطات الاحتلال لتنهب وتنهش بأجساد أبناء المجتمع العربي في البلاد، فلم يكن العنف الا وليد الأمس، ظهر على حين فجأة ليصبح وباء ينتشر في قرانا وبلداتنا العربية كي يفتك ويمزق ما تبقى لنا من نسيج الكرامة على هذه الأرض .

نزار جهشان الذي شُيّع اليوم الاثنين كان أحد ضحايا العنف الذي ما زال مرتكبه طليقا دوان حساب، وفقط قبل أقل من أسبوع شهدت بلدة ام الفحم حادثة مأساوية ومقتل شابين في خيمة الفرح، وغيرها من الاحداث اليومية التي نرى ونسمع عنها، والرابح الأساس هو البطل المسمى " شرطة إسرائيل" التي باتت العين الساهرة على تنفيذ وتخطيط جرائم بحق أبناء المجتمع .

الشرطة تزرع الفتنة

حول قضية العنف وعقب جنازة المرحوم نزار جهشان احد ضحايا الجريمة، تحدث مراسلنا الى النائب أيمن عودة من القائمة المشتركة حيث قال:" نحن نعلم جيدا، لو ان هذا السلاح المنتشر في المجتمع العربي وجه نحو مواطن يهودي وان الضحايا من الوسط اليهودي، لكان الدنيا قامت ولم تقعد، لوجدنا ان الشرطة استنفرت بكل ما لديها من أجهزة ومعدات ومخابرات من اجل كشف الجريمة والقات ، وخلال وقت اقل من القصير ستتمكن الشرطة من الإمساك بالمجرم، ولكن طالما الضحية هو انسان من المجتمع عربي فأن للشرطة كلام آخر وموقف آخر للأسف".

وقال النائب عودة: "نحن نعلم ان غاية الشرطة هي ان تزع الفتنة داخل المجتمع ، وتنتهج سياسة فرّق تسد، لكي نبقى ضعفاء ونبقى مشتتين وهذه هي حصة الشرطة وعليها يجب ان تكون معركة حقيقة لنواجه هذه الآفة الخطيرة" .

وأضاف عودة :" كلنا نعرف سياسة الشرطة تجاه قضايانا في المجتمع العربي وخاصة في قضية العنف والجريمة، لذلك لا نستطيع التعويل عليها بان تكون شريك في محاربة العنف، لانه لا يمكن لمدبر ومرتكب الجريمة ان يكون جزء من الحل، ولكن يجب علينا بالأساس ان نحاسب انفسنا أولا ، كيف نربي ، وماذا نعلم أبنائنا ، وكيف ننهض بمجتمع أكثر وعي وان نحارب العنف بأنفسنا".

التكاتف

وفي حديث آخر مع مرشح الجبهة لبلدية الناصرة الشاب مصعب دخان قال :" في كل يوم نسمع عن جريمة قتل او اطلاق نار في بلدنا وفي مجتمعنا ، هذا يزيدنا احراجا باننا لم نستطيع ان نحمي نزار ومن كانوا ضحايا العنف ، واننا لم نقم بدورنا كما يجب من اجل محاربة هذه الظاهرة الخطيرة".

وقال دخان: "أولا نحن بحاجة لأن نتكاتف ونتوحد جميعنا كقوى وأحزاب بمختلف مسمياتها لكي نستطيع التصدي بهذه الظاهرة ، نحن بحاجة الى ان نقف وقفة موحدة جدية كي نحمنا انفسنا من الخطر القادم الينا ، ولكي نستطيع الضغط على الشرطة بان تتعامل مع قضايا الجريمة المتفشية بجدية وان تعيد حساباتها جيدا في قضايا العنف .

وأضاف دخان :" انا احمّل الشرطة بالأساس مسؤولية تفشي الاجرام في المجتمع العربي، كونها لا تبدي أي نوع من الجدية في التعامل مع ظاهرة السلاح والجرمية ، ونحن نتحدث عن العشرات من حالات القتل التي ما زال مرتكبها مجهولا وطليقا دون لائحة اتهام".

وتابع قائلا :"نحن نتوجه برسالة الى كل من يحمل السلاح ويمارس الاجرام بحق أبناء بلده وأبناء شعبه انه امامه احتمالين، إما ان يلقي سلاحه ويعود الى أحضان شعبه او انه على مجتمعنا عزله وعدم التعامل معه بأي شكل من الاشكال". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]