يحيي الفلسطينيون في مختلف اماكن تواجدهم بالعالم، اليوم ذكرى يوم الاسير الفلسطيني. ويعيد الفلسطينيون في هذا اليوم، قضيّة الاسرى لتتصدّر المشهد العام.

اسرانا قضية اساسية من قضايانا

حول هذا الموضوع، حاور مراسل "بكرا" المحاضر الجامعي في الجامعة العربية الامريكية بجنين والمتخصّص بالحركة الاسيرة، د.فادي جمعة اللذي قال:" هذا اليوم المتعارف عليه فلسطينيا وعربيا وعالميا وفيه يرجع الشعب ويعيد تسليط الضوء على قضية الاسرى، انّ اسرانا قضية اساسية من قضايانا ، هم جنرالاتنا وقادتنا وجنودنا في معركة التحرر وبالأصل لا توجد دولة ونظلم يترك جنوده خلفه - الاسرى- ويتناسى قضيتهم فهذا يوم لتكريس واعادة تسليط الضوء على قضية الاسرى وهي تهمّ كل الشعب الفلسطيني ولا سيّما ان جزء كبير من الشعب القلسطيني كان جزء منها واذا استعرضنا تاريخ الحركة الاسيرة وجدنا ان حوالي 800 الف فلسطيني تعرضوا لعملية الاعتقال وهذه نسبة لا يستهان بها، كانت تضم كافة فئات المجتمع وكافة شرائح المجتمع بمن فيهم15 الف اسيرة فلسطينية ولم تقتصر فقط على الرجال وكان هناك اطفال قصّر وشيوخ ولا يزال هناك شيوخ بالمعتقلات".

هنالك شهداء معتقلين وهذا لم يحدث عالميا

أكمل د.جمعة حديثه قائلا:" هنالك معاقون من الجرحى المصابين اللذين اعتقلوا وهم معاقين او اصابتهم اعاقات نتيجة الاهمال الطبي وتعذيبهم داخل السجون وما زال هناك صيادون من غزة رهن الاعتقال وهذه شريحة لا يستهان بها وهنالك اكاديميون مثقّفون ومتعلّمون يحملون شهادات عليا وهنالك اعلاميون واطباء ومهندسون ، في مجتمعنا هناك اناس ايضا يمتلكون الحصانة الدبلوماسية والشعبية مثل الوزراء واعضاء المجلس التشريعي ولا يزالوا الى الان تحت سقف السجون وداخل زنازين الاحتلال".

اشار مدرّس مساق الحركة الاسيرة بحديثه مع بكرا الى ان:" هنالك شهداء معتقلين وهذا لم يحدث عالميا، عالمياً كل العالم ينبذ هذا التصرف الفريد من نوعه الاجرامي الغير انساني، ان يقوم الاحتلال باعتقال شهداء في مقابر للارقام، هذا اجرام بحق الانسانية واذا كان هناك دواعي امنية، ما هي الدواعي لاعتقال جثامين لشهداء، اي ذنب ارتكبوه؟؟ جزء كبير من الشهداء اللذين كانوا في اشتباكات ما يزالوا في مقابر الارقام وهنالك اناس يرفض الاحتلال ان يطلق سراح جثامينهم لانهم استشهدوا داخل السجون ونتيحة اخطاء طبية ولكيّ لا يكتشفوا هذه الجريمة فهم كانوا حقل تجارب لمصلحة السجون".




حول مستوى الفعاليات التضامنية، يقول:" الأمر الاساسي نحن لم ولن نوفي الاسرى حقهم، هم لم يبحثوا عن حق، عندما قدّم الاسير زهرة شبابه هو لم يبحث عن المقابل ونحن كذلك لم نقم بكامل واجبنا ومهما فعلنا سنبقى مقصّرين مقابل عملقة نضالاتهم الكبيرة وهناك محاولات لتقديم ما نستطيع من حملات تصامن ومسيرات ولقاءات وفعاليات في كل المواقع وقضية الاسرى من القضايا المجمع عليها عربيا وعالميا".

اكدّ المحاضر الجامعي على انّ:" هنالك بعض التقصير ، ولكن، عندنا مشكلة بعملية النضال بأسرها، هناك حالات من التخبط في تحديد الهدف ووسائل المقاومة وهناك تخبط نوعا ما في عملية احياء مناسباتنا الوطنيّة وهذا شيء ممكن او مقبول في ظل الازمة السياسية اللتي نعيشها من استهداف للقضية الفلسطينية ومن حالة انقسام وتشرذم فلسطيني فلسطيني".

عن سبب تغييب قضية الاسرى عن المشهد العام في فلسطين، يقول:" الأمر الاساسي ان الاحتلال يبذل كل جهده لمحاولة القضاء على قضيّة الاسرى ومعاقبة المتضامين مع قضيّة الاسرى والاحتلال في عمليه اسره لهؤلاء الاسرى كان يسعى لتحقيق ثلاثة اهداف، اولاً القضاء على العمل الوطني لهذا المعتقل بالاضافة للقضاء عليه ثقافيا واجتماعيا وانسانيا وانهاء مسيرته الانسانية بحيث اللذي كان يحكم بالمؤبدات فالمراد هو ان تموت داخل السجن وان ينتهي وجودك داخل السجن، لكنّ حوّل الاسرى هذا السجن الى ايقونة بقاء ونضال وثقافة، هناك اسرى يقيموا ثقافيا واجتماعيا فهم يحيون المناسبات ويحصلوا على شهادات علميّة ونشروا ثقافة الاسر من السجون الى خارج السجون ونحن نرى ان هناك مواد تدرّس قضيتهم وهذا نتيجة استمرار الاسرى بتوصيل رسالتهم الثقافية".




وأنهى كلامه قائلا:" قضيّة الاسرى خلاقة لوسائل المقاومة والنضال وفي يوم الاسرى سنعيد عملية التفافنا حول اسرانا وهم الابطال في المراحل القادمة وهم جزء اصيل من عملية المقاومة وهذا الاحتلال سيزول لأن كل الاحتلالات زالت".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]