تناولت وسائل إعلام إسرائيلية العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا اليوم السبت، فاعتبرت أن خطاب الرئيس الأميركي دونالد الترامب "أشد وطأة من صواريخه"، مشيرة إلى عدم رضاها عن نتائج "الضربة". وسائل الإعلام نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن أطلعت إسرائيل على الهجوم على سوريا مسبقاً.

وفي أول تعليق لوزير إسرائيلي على الاعتداء الأميركي، قال عضو المجلس الوزاري المصغر يوآف غالنت على صفحته على موقع "تويتر" إن "الهجوم الأميركي تلميح هام لمحور الشر-إيران وسوريا وحزب الله"، وفق تعبيره.

محلل الشؤون الدولية في "قناة كان" الإسرائيلية موآف فاردي قال إن الكلام الهجومي من ترامب الليلة يغطّي على عملية "حد أدنى"، و"موضعية" لا تتناسب وتصريحاته، مشدداً أن "الولايات المتحدة لم تستهدف الليلة بصورة مهمة بنى تحتية عسكرية للأسد أو مراكز ثقل النظام باستثناء ضرب قدرة تطوير وإنتاج سلاح كيميائي وبيولوجي".
وأضاف فاردي أن الهجوم "لم يغير موازين القوى فيها ولا مكانة الأسد، ولا مكانة إيران وروسيا كراعيتين له".

بدوره، قال اللواء احتياط عاموس غلعاد لإذاعة الجيش الإسرائيلي "كان من المهم للرئيس الأميركي إرسال رسالة مدوية على استخدام الكيميائي لكنها لا تغير الصورة الشاملة".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلاً عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله إن "الضربة الأميركية ذات مغزى لن تجر المنطقة إلى معركة شاملة"، مشيراً إلى أن "إسرائيل لا يمكنها التسليم بقيام إيران بنصب منظومات أسلحة متقدمة في سوريا".
وشدد المصدر نفسه على أن إسرائيل على أهبّة الاستعداد لأيّ سيناريو، معتبراً أنها "تزيل القناع عن الإيراني لتؤكّد أن وجوده في سوريا يستهدف المسّ بإسرائيل وليس المتمردين أو داعش، وفق ما يعتبر.
مراسل الشؤون الخارجية لموقع "والاه نيوز" الإسرائيلي أشار إلى أن تقارير في وسائل إعلام أميركية ذكرت أن ترامب أراد عملاً واسعاً يعاقب روسيا وإيران لكن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس وقادة الجيش حذّروا من أن ذلك قد يقود لحربٍ واسعة.
أما محلل الشؤون العسكرية في "القناة العاشرة" الإسرائيلية ألون بن دافيد فرأى أن الهجوم الأميركي أقوى من سابقه، لكنه من دون أي أهمية عسكرية.
محللة الإعلام والشبكات الاجتماعية في الشرق الأوسط في مركز هرتسيليا أوريت برلوف علقت من جهتها بالقول إنه بخلاف محور إيران – روسيا – سوريا، فإن الولايات المتحدة ليس لها استراتيجية في سوريا سوى الرغبة القوية لترامب بالخروج منها، لذلك كان من الواضح أن الأهداف لن تكون استراتيجية بل تكتيكية.
معلق الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي قال دوره، إن "بشار الأسد يستطيع تنفس الصعداء هذا الصباح وكذلك شركاءه الروس والإيرانيين لأن الهجمة التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على منشآت السلاح الكيميائي في سوريا كانت محدودة في أهدافها"، معتبراً أن "الأهداف التي تضررت ليس فيها ما يهدد بقاء النظام، ولا قدرته على مواصلة حملة انتصاره على المعارضين".

واعتبر يشاي أن السلاح الذي استُخدم في الهجوم كان حديثاً وذكياً وجميلاً، كما غرد ترامب، لكن "مفعوله الردعي كان صفراً".

وعن الدور الإسرائيلي في العدوان الأميركي على سوريا، قال مراسل موقع "دفار ريشون" أوريل ليفي إن "إسرائيل تشارك في هجوم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على منشآت الأسد كمزودة معلومات له.

الجدير ذكره، أن العدوان الثلاثي على سوريا سبقه عدوان إسرائيلي على مطار "تي فور" العسكري السوري في ريف حمص في 9 نيسان/ أبريل الجاري. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن البيت الأبيض قوله إن إسرائيل أبلغت الأخير مسبقاً بأنها سوف تقصف المطار.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]