نددت سوريا بـ"العدوان البربري الغاشم" على أراضيها بعد الضربات التي وجهتها واشنطن وباريس ولندن ضد مراكز ومقرات عسكرية فجر السبت، رداً على هجوم كيميائي مفترض في مدينة دوما اتُهمت دمشق بتنفيذه.

وأوردت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية "سانا"، أن "توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا. يهدف أساساً إلى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح أكاذيبهم وفبركاتهم".

واعتبرت أن الضربات جاءت "نتيجة الشعور بالإحباط لفشل المشروع التآمري على سوريا ورداً على اندحار أدواتهم من التنظيمات الإرهابية أمام تقدم الجيش العربي السوري". واضافت "لن يكون مصير الأصلاء أفضل حالاً من الأدوات وإن الهزيمة والفشل والعار بانتظارهم".

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت ضربات عسكرية على اهداف للنظام سوريا ردا على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في دوما قرب دمشق.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خطاب توجه به إلى الأمة من البيت الأبيض "تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا"، مضيفا "أمرت القوات الأميركية المسلحة بتنفيذ ضربات محددة على قدرات الدكتاتور السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية".

في الوقت ذاته، تردد دوي انفجارات متتالية في العاصمة السورية، وأعلن الاعلام الرسمي السوري بعد وقت قصير ان "الدفاعات الجوية السورية تتصدى للعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا". فيما أفاد شهود أن سحبا من الدخان تصاعدت في شمال شرق دمشق، وسمع صوت تحليق الطائرات.

واعتبرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "العدوان الثلاثي ضد سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر لإرادة المجتمع الدولي وسيكون مآله الفشل". وقالت ان "العدوان يظهر احتقار دول العدوان للشرعية الدولية"، مطالبة المجتمع الدولي "بإدانة العدوان الثلاثي حفاظا على الشرعية الدولية والأمن والسلم الدوليين".

واعتبر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف أن الضربات العسكرية الغربية في سوريا تُعتبر "إهانة للرئيس الروسي"، مشددا على ان تلك الضربات ستكون لها عواقب. وتؤكد دمشق أنها دمرت ترسانتها في 2013 بموجب قرار اميركي روسي جنبها ضربة أميركية في ذلك الوقت إثر اتهامها بهجوم اودى بحياة المئات قرب دمشق.

وفي نيسان/ابريل 2017، نفذت واشنطن ضربة عسكرية محدودة استهدفت قاعدة الشعيرات في وسط البلاد ردا على هجوم كيميائي اتهمت دمشق بتنفيذه في شمال غرب سوريا.

وقتل أكثر من اربعين شخصا واصيب 500 آخرون في مدينة دوما قبل اسبوع جراء قصف، قال مسعفون وأطباء إنه تم باستخدام سلاح كيميائي واتهموا قوات النظام بالوقوف خلفه، الأمر الذي نفته دمشق مع حليفتيها موسكو وطهران.

وصعد ترمب منذ ذلك الحين تهديداته ضد النظام. تأتي العملية العسكرية الغربية في وقت يفترض ان تبدأ بعثة من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وصلت الى دمشق الجمعة عملها اليوم للتحقيق في التقارير عن الهجوم الكيميائي في دوما.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]