افتتحت مؤخرا جمعية الخير يجمعنا في كوكب ابو الهيجاء، مركزا طبّيا ليليا.

مراسل "بكرا" حاور احد الأطباء الفاعلين في المركز وهو محمود يوسف عزّات الذي قال بحديثه:" لا شك ان الاراء السياسة الداخلية والخارجية أدت الى تمزق الروابط الاجتماعية في مجتمعنا وانعدام الثقة بين الناس بشكل كبير.وجدنا انه من الضروري العمل على تقويم وتحسين هذه الروابط والحفاظ على ما يميز مجتمعنا عن المجتمعات الاخرى الا وهو الترابط الاجتماعي القوي.لذلك قمنا بإقامة جمعية "الخير يجمعنا" في بلدنا كوكب ووضعنا عدة أهداف الجمعية، من اهم الأهداف هو مساعدة العائلات المحتاجة ليس عن طريق مبلغ شهري إنما عن طريق إيجاد فرص عمل لهم، العمل على مساعدة طلاب الجامعات وهذا العمل مكمل لجمعيات اخرى موجودة بالبلدة، العمل على توعية الناس للمخاطر المختلفة المحيطة بمجتمعنا مثل آفة العنف والمخدرات والصحة. العمل على بناء مشاريع لخدمة اهل البلد بمساعدة الجهات المختلفة.ولذلك الجمعية تعمل بشكل مشترك مع جميع الجهات المختلفة بالبلدة من ضمنها المجلس المحلي".

اشار محمود يوسف الى ان:" فقدت الناس الثقة تقريبا بكل شيء، ولذلك من اجل إرجاع الثقة قررنا ان نبني مشروع لا يختلف عليه احد من اجل استعادة ثقة الناس. فقررنا افتتاح عيادة ليلة مجهزة مع سيارة اسعاف اولي لخدمة اهل البلد، فكل شخص يحتاج الى طبيب في ساعات الليل المتأخرة يسافر الى البلدان المحيطة بكوكب وأحيانا يكون الامر شاقا على بعض الأشخاص خاصة كبار السن ولا بد ان كل شخص فقد شخص عزيز عليه بسبب تاخر سيارة الاسعاف او الطواقم الطبية لذلك نرى ان وجود مثل هذه الخدمة في بلدنا قد ينقذ حياة الكثيرون. قمنا بالمبادرة والاتفاق مع المجلس المحلي الذي وفر لنا المكان لإقامة العيادة وان عبارة عن مخزن قديم وقمنا نحن أعضاء الجمعية بالبدء بالعمل بالمشروع مع مشاركة اهل البلد، فأصحاب محلات البناء تبرعوا بكل المواد اللازمة واصحاب الحرف تبرعوا تطوعوا للعمل على بناء المركز والعديد من اهل البلد تبرعوا بالمال لشراء المعدات الطبية اللازمة وقامت عائلة بالتبرع وشراء سيارة الاسعاف الأولي".


أكمل محمود حديثه قائلا:" لا شك ان هذا المشروع جعل البلد تعمل بشكل واحد والجميع أراد ان يساهم ويشارك في هذا المشروع لاهمية وجوده في بلدنا.من احد الأهداف السامية للجميع كان تعزيز روح التطوع لدى الشباب، فنحن في مجتمعنا نفتقد لروح التطوع والعطاء ولكن من خلال هذا المشروع حفزنا الناس على التطوع والمشاركة في بناء العيادة".

حول العيادة، يقول:"مع بداية شهر شباط قمنا بافتتاح العيادة وتشغيل سيارة الاسعاف، تقدم العيادة خدمة الاسعاف الأولي على مدار ٢٤ ساعة وتقدم كذلك خدمة الطبيب المناوب في الليل الذي يبدأ من الساعة ٨ مساءً حتى ٧ صباحا. بالاضافة الى ذلك قمنا بمشاركة المدرسة الثانوية والمجلس المحلي بتدريب العديد من طلاب الثانوية بدورة الاسعاف الأولي وحاليا الطلاب يتطوعون في العيادة ويقومون بالمساعدة خاصة عند خروج سيارة الاسعاف لمهمة، الهدف هنا أيضا زرع روح التطوع في الشباب من احل خدمة بلدهم واهلهم.بالاضافة الى ذلك أقمنا طاقم طبي طورائ بالبلد الذي يشمل تقريبا جميع الأطباء والمسعفين من كوكب، وفِي حالة حدوث اي امر طارئ ترسل رساله الى هواتف الطاقم ومن يتواجد بالقرب من مكان الحادث يقوم بتقديم المساعدة والإسعاف الأولي حتى وصول طاقم العيادة".


عن عمل العيادة، يحدّثنا:" من اجل استمرار العمل بالعيادة قمنا بجمع اشتراكات شهرية من اهل البلدة وقمنا بزيارة جميع البيوت وكان التقبل للمشروع كبير حتى ان معظم القرية اشتركت بالعيادة.خلال شهر شباط كانت تقريبا ١٠٠ زيارة بالليل للطبيب، بعض الحالات كانت خطيرة مثل نوبة قلبية والتي تم علاجها فورا في العيادة ونقل المريض الى المستشفى.تكمن أهمية العيادة بمثل هذه الحالات الخطيرة مثل النوبات القلبية التي تكون بها الدقائق الاولى هي الدقائق الحاسمة وتقديم الخدمة بأسرع وقت تنقذ حياة الشخص
وخلال ساعات النهار يتواجد المسعف بالعيادة وغالبية الحالات التي تتوجه تكون إصابات عمل وجروح والتي يقوم المسعف بتقديم الاسعاف الأولي لها وإذا احتاج الامر يقوم بنقله الى المستشفى".

واختتم كلامه قائلا:" يقوم طاقم سيارة الاسعاف بتغطية جميع الفعاليات في القرية مثل مسيرة او يوم رياضي. بالاضافة الى ذلك نعمل على توعية وتعليم الطلاب بالمدارس عن طريق الفعاليات المختلفة.نتمنى من الله التوفيق في هذا المشروع وتقديم الخدمة لأهل بلدنا الطيب الذين هم اجدادنا وجداتتنا وابائنا وأمهاتنا واطفالنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]