أقيم مساء الخميس 8 آذار 2018 بمناسبة يوم المرأة العالمي إحتفال "آذار الشعر والمرأة" في مركز محمود درويش الثقافي البلدي، تحت رعاية دائرة المراكز الجماهرية- بلدية الناصرة.

إفتتحت الأمسية عريفتها المربية إيمان بكر حمدان بكلمات رقيقة:
" اللغة يا صديقي أنثى كالشمس والحرية أنثى والحياةأنثى.. أتسمع يا هلال الليل النائم؟
ولتاء التأنيث إعراب وان كانت ساكنة ،والا لما قلت نامت الرجال عن بلادها كما نامت النّواطير في مصر والسعودية وسورية والعراق .. عن ثعالبها ..
أين النواطير ؟ أين النواطير ؟ ضاع الكرم وانكبت النواطير المذكرة على وجوهها ترتشف من جراح الأرض نبيذها المستباح ..
سكرت النواطيرُ، غفت النواطيرُ، غابت النواطير والثعالب أحرار، تنهش الحرائر، حرائر الأرض، حرائر ينتهك سندسها وقزّها ويفضّ على الملأ معلنا على صفحات التاريخ مفاهيم جديدة للقيم والبطولة .
والصفّحة مؤنثة والهامش الذكر فيها متروك تركته يد الأديب طوعًا...
لا تحزن يا شريكي، فالحبُّ ذكر، إخوته العشق والتّيم، والتيه، والهيام والغرام والوله، أخواتهم الصّبابة والرقة والألفة..
تمخضت دون أبيدورال فولدتهم بالألم والعزم جميعا وما زالت تلد هي أمهّم المحبّة .
من رحم المحبّة وُلدت المرأة ومن رحم المرأة ولدت الإنسانية جمعاء".


وقد تشكلت لوحة الاحتفال بالمرأة بشتى ألوان الفن، من موسيقى وغناء، وشعر ورسم ..
وفاتحة الأمسية كانت وصلة غنائية من الطرب الأصيل قدمها الشاب الواعد أسامة جمعة رافقه بالعزف على العود الفنان خضر شامة،
تلتها قراءة شعرية مميزة للشاعر مفلح الطبعوني،الذي سافر بالجمهور إلى ماضٍ كاد يغيب لولا حضورعبق الليمون والزيتون الطاغي فيه .أعادنا إلى الماضي عشر سنوات مضت ليخاطب الراحل محمود درويش،
بكلام حرك الغياب والحزن والغضب على الواقع ،في الحضور المتعطش لخطاب الشاعر الراحل.
ثم حلقت فراشات آذار في فضاء الشعرالرحب لتطربننا بقصائد فاح عطر النسوية من ثناياها، فأبدعت الشاعرات: عبير نصار، أمل سليمان، آمال أبو فارس، سهاد بني ربيعة.
فحلق الحضور مع قصائدهن في قصائد الحب والعطاء..الأرض والفضاء..الإلتزام والثناء والعطف ووحد السماء، قصائد انبعثت من شرايين الإبداع الصادق لتقول للمتلقين أن الإبداع الشعري ما زال بخير، وسيظل مع خيره الذي هو من خير هذه الأرض وناسها.
وكان من أرق المشاركات التي لفتت الحضور العرض الذي قدمته نخبة من طلاب مدرسة بئر الأمير الجماهيرية الذين أبدعوا بإلقاء قصائد لشعراء كبار ،بمرافقة عزف رقيق على الكمان بإشراف المربية إيناس زعبي.. حضورهم مبشرّ بجيل واعد متمسك بتراثه الأدبي والفني.
ولم تكتمل لوحة الإبداع هذه إلا بألوان الريشة التي تمثلت بمعرض الفن التشكيلي للنوادي النسائية في الناصرة بإشراف الفنانة التشكيلية والمدربة بالفن خزيمة حامد، وقد أكدّت خزيمة حامد عن أهمية مثل هذه الورشات والإبداعات.
ومن أجمل ما أضفى البهجة على الاحتفال هو الحضور الراقي الذي تميز برقي الاستماع والشغف للابداع ..
وكان مسك الختام قراءات لقصص قصيرة جدًا لإيمان بكر حمدان.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]