الأمسية الثانية على التوالي من امسيات اذار الثقافي الفلسطيني الكناوي سوسنة الجليل، فما بين الهوية الجاثية في لغتنا الأصيلة الى التغريبة الفلسطينية، سوسنا جبليا نثر عطره في حرم المكتبة العامة، وفي ليلة ظهر بها القمر متجليّا بحسنه داعب سناه شموع مكتبتنا، دغدغها بوشوشات كوشوشات المحار، ولم تفلت من مشاكسته زهورنا فتمايلت غنجا وازدادت بهاء.

ناطور عطّر طيبتك ثنايا امسيتنا مثلك يستحق لان تخلد ذكراه فقد حملت القضية والهوية ولم تتقهقر متراجعا عن مبادئك وايمانك الصارخ بأهمية تعميق امتدادنا وجذورنا فقد كنت حارسا للهويه والذاكرة.

ابتدأت امسيتنا ببوح شفيف للعريفة المتألقة الشامخة الحائزة على جائزه اللوتس للقصة القصيرة السيدة اسمهان خلايله المجدلاوية عضو الأمانة العامة للاتحاد القطري للادباء والشعراء الفلسطينيين الكرمل، فأبدعت بوحا وحضورا، وفي تقديمها رحّبت بالحضور وشكرت سائر المشاركين في إنجاح هذه الأمسية، ومن ثمّ قرأت أمام الحضور بعضًا من كتابات ناطور الأدبيّة، وقد دعت في ديباجة الأمسية إلى تكثيف القيام بهذه النشاطات التثقيفيّة، وتوجيه الجمهور وبخاصّة الشباب إلى حضورها وإلى جني الفائدة منها. وقدمت رئيس البلدية:
السيد #مجاهد_عواودة، الذي القى تحيته وسلامه للجمهور المثقف أولا وللضيوف من البلدة وخارجها وخير ما نطق به لسانه كان: "هكذا تورت الابل وهكذا نقوي اوصال الروابط الاجتماعية وننشر المحبة وأود والاحترام بتعميق ثقافتنا وتكريم أدباءنا وتخليد ذكراهم العطرة فتجمعنا هذه الامسيات بمن نحبهم تحت سقف واحد، كما أردف: نشر المحبة يأت من ينبوع العمل والعطاء ولا يأت من خلق الشعارات الرنانة، ومحاربه العنف لا تأت من وراء منابر واهيه والتي اراها تتقهقر تراجعا حين الجد والعمل".
من ثم تقدمت مديرة المكتبة العامة في كفركنا السيدة ميساء عواودة السعدي مشيدة بقانا الراسخة الشامخة العنيدة في مهب الريح وأثنت على الجمهور المثقف المنتمي وبحق للبلد والوطن، وقامت بالترحيب لعائلة ناطور الكريمة الزوجة ام اياس ونجلها السيد ميراس ناطور وشقيقته، فقدمت باقة من الشعر لروح الكاتب الراحل سلمان ناطور وكانت القصيدة بعنوان "ناطور في الذاكرة".
وتقدم نجل الاديب الراحل السيد ميراس ناطور بكلمه مؤثره حيّا فيها اهل قانا وكرم اخلاقهم ورقي اسلوبهم في تخليد ذكرى والده، وذكر نضال والده المشرف ومعاناته عند تضييق الخناق عليه، وسلبه حريته في التنقل كسائر الناس وكل ذلك جاء لايمانه بالهوية والثقافة العربية، حيث ناشد الشارع العربي سنينا طويلة للحفاظ على جذورنا وامتدادها.
وتقدم السيد جعفر فرح بكلمه دعا فيها الناس للخروج من وراء منابرهم الزائفة والحذو لمثل هذه النشاطات التي تحافظ على ارثنا فتقوم بتعميقه في النفوس، كما تحدث عن تراجع نشاط القوى الوطنية عن نشر الثقافة بين الناس من خلال النوادي والمؤسسات التي كانت المقر الثقافي لسنوات طويلة، وقال فرح في حديثه لو أن كل المؤسسات تتبنى تخليد ذكرى علم من أعلام ثقافتنا لما وصل فينا الحال الى ما نحن عليه، وتابع قلة من يفعلون وكثر هم من يقولون، وعرض فرح فيلم قصير من انتاج وإخراج مساواة عن حياه ناطور.
وقام الشاعر اسامه مصاروه عضو الاتحاد القطري للادباء والشعراء الفلسطينيين الكرمل، بوصله شعر رائعة زاخرة المعاني والمضامين أدهشت حضور الأمسية، وتقدم السيد حاتم حسون بكلمه ذكر من خلالها ادق التفاصيل التي عاشها مع الكاتب الراحل سليان ناطور، فتحدث عن حياتهم الجامعية التي ابتدأ فيها ناطور مسيرته النضالية
أما الدكتور محمد هيبي عضو الادارة للأمانة العامة للاتحاد القطري للأدباء والشعراء الفلسطينيين الكرمل، فقد قدم مداخلة لدراسة رائعة قصّ فيها ماهية ناطور ومبادئه وايمانه بالهوية والثقافة العربية وأتحفنا اذ أشاد بأساليب ناطور في طرح القضية فقد كان وان أراد تحريك الغضب في النفوس استعمل أسلوب السخرية، كما وتطرق الى كتاب الذاكرة الذي دعا به ناطور الشارع العربي للحفاظ على الذاكرة حيث قال: "ستأكلنا الضباع ان بقينا بلا ذاكره".
واتى مسك الختام لفقرة تسمّرت أمامها أقدام الحاضرين، ودمعت لها مآقي الناس الطيبين، وكانت المفاجأة بإزاحة الستار عن زاوية مكتبية باسم سلمان ناطور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]