فقد عينه بسبب إصابته برصاصة قنّاص أثناء احدى المعارك التي كانت في مدينة حلب بسوريّا، ولم يمنعه فقدانه لعينه، أن يستمر بنقل ما تراه العين الأخرى للعالم، إنه المصوّر السوري زَكَرِيَّا عبد الكافي الذي يقطن حاليًا في باريس.

يعمل الكافي لصالح وكالة الأنباء الفرنسية منذ أكثر من عامين.

مراسل "بكرا" أجرى لقاءً خاصًا مع الكافي حول موضوع إصابته وعمَّا يجري في سوريا وعن صورة الشرطي الفرنسي الذي أضرمت فيه النيران.

وأضاف:" قلّة الصحافيين في مناطقنا وقلّة المصوّرين فرضت علينا ان نكون مصوري حرب وننقل الواقع السوري. اعمل مع مصورين مشهورين واشتركنا بعدّة دورات وتابعنا بالمجال بحرفية ونقل الخبر الصحيح".

عن سبب لجوء السوريين، يحدّثنا:"كشعب عاش الحرب والقصف والدمار لم يتبقى لديه أيّة وسيلة غير اللّجوء، عندنا الوضع في سوريا صعب للغاية، فأنت لا تعرف متى ستموت ومتى ستصاب بجروح والحياة شاقّة ولهذا يضطرون للذهاب لتركيا أو لبنان أو الاْردن أو أوروبا عن طريق التهريب ووسائل اخرى".

فقدت عيني بالمعارك


حول فقدان عينه، يقول:" أنا أؤمن بهذه المهنة فكنت بإحدى المعارك اغطّي واصوّر واصبت بعدة إصابات وآخرها اصابة قنّاص افقدتني عيني من أجل إيصال الصورة الحقيقية للناس والصورة الصحيحة ليعرفوا ما يحدث بسوريا.. فقدت عيني من أجل إيصال الحقيقة".

الإنخراط بالصحافة الفرنسية


تطرّق المصوّر السوري لمصاعب استيعابه بالصحافة الفرنسية قائلًا: "في البداية كان الأمر صعبًا لأنني جئت بهدف الخضوع لعملية في منطقة العين ومن ثم العودة لسوريا، لكنّني احببت الحياة في فرنسا وتعرّفت على الكثير من الناس الذين ساعدوني وكذلك حظيت بمساندة من قبل وكالة الانباء الفرنسية وحاليًا اطوّر نفسي أكثر وأكثر".

لوحة الشرطي الفرنسي الذي أضرمت فيه النيران


عرّج عبد الكافي لصورة الشرطي الفرنسي المحروق بحديثه مع بكرا: "من المعتاد أن يذهب الفرنسيون لباريس للاحتفال بالأوّل من أيار وكنت اعرف أنه سيكون هناك صدام بين المتظاهرين وعناصر الشرطة وحينها كنت أعدُّ تقريرًا شاملًا لصالح الوكالة ومن باب الصدفة في مكان معيّن، حدثت اعمال شغب من الطرفين والشرطة تضرب قنابل الغاز ليتم الردّ عليهم برشق الحجارة وكنت التقط صورًا للطرفين وفجأة احترق شرطي وتداولت هذه الصورة، العديد من الصحف العالميّة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وكانت صورة تاريخية انه في باريس و2017 يحترق شرطي فبالنسبة لي كانت تاريخية واستطعت فعل شيء في باريس".

أنهى كلامه موجّها رسالة عبر "بكرا": "انا متفائل رغم كل شيء حدث معي في الأعوام الماضية وسوريا ستنتصر وستكون أقوى من السابق وأفضل وهناك اختلاف ما بين سوريا وباريس فنحن تعلّمنا ضمن ظروف صعبة وضمن حرب وضمن قصف ولا تعرف متى ستموت وكنّا نتعارك ولا نستطيع التحرّك لعدّة أيّام بسبب الدمار والقصف وشعرت في فرنسا أن الأمور طبيعية وسهلة وهنا المصوّر يرتاح من ناحية كلّ الظروف وأعاني بعض الصعوبات بسبب عدم معرفتي المطلقة للفرنسية مع انني وصلت لمرحلة جيّدة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]