انطلق صباح اليوم الخميس الأول من مارس/آذار، الدورة الثالثة عشر من "المؤتمر السنوي للمراجعة في طب الأطفال"، في العاصمة الأردنية عمّان، بمشاركة 16 متحدثا رئيسيا من الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، وبحضور المئات من الأطباء، والعاملين في القطاع الطبي من عدة دول عربية.

يطرح المؤتمر، الذي يعقد في فندق الرويال في عمان، أبرز المستجدات والأبحاث في مجال طب الأطفال، ويغطي هذا العام 12 موضوعا هي أمراض الغدد الصماء، والجهاز الهضمي، وحديثي الولادة، والجهاز العصبي، والقلب، والجينات، والامراض المعدية واللقاحات، وأمراض الدم والأورام، والعناية الحثيثة، وأمراض المناعة والحساسية، واضطراب التمثيل الغذائي، وأمراض الكلى.
انطلق المؤتمر عام 2004 بمجهود
شخصي من منظمه ورئيسه استشاري أمراض القلب للأطفال الدكتور خالد السلايمة، ومن خلال جمعية الأطباء خريجي الجامعات الأمريكية، وعلى مدى السنوات اللاحقة "شهد إقبالا لافتا، بسبب استضافته لمتحدثين ذوي خبرة، متخصصين في فروع نادرة من طب الأطفال، من الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيزه على المحتوى العلمي الحديث، الأمر الذي استقطب العديد من الأطباء المهتمين من الأردن والدول العربية مثل العراق وسوريا وفلسطين والسودان والجزائر" بحسب ما أوضح السلايمة الذي افتتح المؤتمر.
يقول د. السلايمة أن المؤتمر، الذي يشرف عليه حاليا مستشفى ومركز الخالدي الطبي، ومركز الحسين للسرطان، ومستشفى رايلي للأطفال الأمريكي، حريص على الالتزام بمعاييرعالية على مستوى التنظيم والمحتوى. "المحاضرون يعملون في مؤسسات طبية كبيرة ومهمة، ويقدمون في كل سنة خلاصات أبحاثهم على أمراض محددة، وآخر ما توصلوا إليه من طرق العلاج، لذلك يشكل المؤتمر فرصة ثمينة للعديد من أطباء المنطقة العربية للحصول على هذه المعرفة والتدريب لتطوير ممارساتهم العلاجية".
يشارك في المؤتمرهذا العام مجموعة من أبرز الأطباء في الأردن وفي الخارج منهم د. ويليام راسل، أشهر اختصاصي في سكري وغدد صماء الأطفال، والذي يقوم بأبحاث متطورة جدا في هذا المجال اقتربت من الوصول إلى حلول جذرية لمرض السكري. و د. مارك تارانتاين المختص بجراحة القلب للأطفال، ود. خافيير غونزاليس، الذي عمل رئيسا لأكبر قسم طوارىء للأطفال في شمال أمريكا في سينسيناتي، ود. يانس غوبل رئيس قسم الكلى بمستشفى دينفر للأطفال في أمريكا، ود. سكوت غاثري المختص بالخداج، ود. اديليد ايبرت التي عملت كرئيسة لجمعية أمراض الجلدية للأطفال، ود. سامر أبو سلطانة المتخصص في العناية الحثيثة للأطفال. ومن داخل الأردن يحاضر في المؤتمر أطباء منهم: د. إياد سلطان رئيس قسم الأطفال في مركز الحسين للسرطان، ود. إحسان الجندي طبيب الأمراض الصدرية، ود. حاتم الشنطي اختصاصي الأمراض الجينية وهو من أهم الأطباء الذين أنجزوا أبحاثا في هذا المجال في الأردن، ود. حسن هاشم اختصاصي الأورام السرطانية للأطفال، ود. المعتز غرايبة اختصاصي عيون الأطفال.
وبالإضافة إلى 38 محاضرة موزعة على يومين، تتضمن فعاليات المؤتمر ثلاث ورش عمل حول الخداج، واستخدام جهاز التنفس الاصطناعي، وطوارىء الأطفال.
يوضح د. السلايمة أن الهدف الرئيسي للمؤتمر "إحداث تطور ايجابي في مستوى الرعاية الصحية المقدمة للأطفال في الأردن والعالم العربي، فضلا عن إتاحة الفرصة للأطباء المحليين للاستفادة المباشرة من معلومات وممارسات الأطباء الخبراء في مجالاتهم، وفتح الأبواب أمامهم للتواصل والاستفسار عن فرص التدريب في الخارج".
ويشير إلى أن بعض المحاضرين الزائرين، الذين تكررت مشاركاتهم في المؤتمر، نسجوا بالفعل علاقات جيدة مع مؤسسات أكاديمية محلية مثل الدكتور ويليام راسل الذي أصبح "صديقا" للأردن، وقدم العديد من المحاضرات في الجامعة الأردنية، وقام بأبحاث مشتركة معها.
رغم ذلك يقر د. السلايمة بصعوبة قياس وتقييم الأثر الذي يتركه هذا النوع من المؤتمرات، التي تعقد سنويا في الأردن أو في المنطقة العربية بشكل عام، على الممارسات الطبية هنا، لكنه يلفت في الوقت نفسه إلى مؤشر إيجابي يتعلق بتزايد أعداد المتابعين للمؤتمر، وحرصهم على حضوره. ويقول: "مؤتمر من هذا النوع، ينقل صورة عما يقدم للمريض في الدول الغربية، ويسلط الضوء بالمقابل، بشكل غير مباشر، على ما نقدمه هنا لمرضانا، بحيث يدرك الأطباء مدى الحاجة المتواصلة للإطلاع على كل ما هو جديد ومتطور".
ويؤكد د. السلايمة أن مُحتوى المحاضرات المقدمة في المؤتمر على مستوى عال من الجدية والحداثة، والسبب أن المحاضرين الزائرين يعملون في مؤسسات طبية ضخمه ومنتجة للأبحاث، لافتا في الوقت نفسه إلى صعوبة الحصول على مستوى مماثل لها عربيا، بسبب ما تحتاجه هذه الأبحاث من " تمويل مالي ضخم، وتفرغ جزئي من الطبيب القائم عليها، وهو أمر يصعب تحقيقه في المنطقة العربية".
"المؤتمر السنوي للمراجعة في طب الأطفال" يأتي كمحاولة للارتقاء بالمستوى العام لممارسة هذا التخصص في المنطقة العربية، التي يرى د. السلايمه أنها محكومة بالكثير من العشوائية "حيث يتولى طبيب الأطفال العام منفردا تشخيص، ومعالجة، ومتابعة الطفل المريض، بعيدا عن استشارة الأطباء في التخصصات الفرعية في الحالات الصعبة". والأهم من ذلك بحسب ما يقول هو "غياب التشريعات والقوانين الملزمة والمنظمة لممارسة طب الأطفال، بالإضافة إلى غياب برامج مؤسسة للتدريب في التخصصات الفرعية، وغياب الإدارة الطبية الصحيحة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]