التقى يوم السبت الموافق 17/2/2018 طلاب وأهالي ثانوية بيت الحكمة مع الدكتور المتميز نادر بطو الذي قدم محاضرة شيقة بموضوع "الأزمات النفسية كمسبب للأمراض العضوية".

د. نادر بطو من مواليد مدينة الناصرة، أنهى دراسته الجامعيّة في تورينو إيطاليا في العام ١٩٨٣ في كلية الطبّ والجراحة. بعد ذلك عاد إلى إسرائيل، حيث تخصّص في الأمراض الباطنية ثم في أمراض القلب، في مستشفى "بيلينسون". سافر في العام ١٩٩٥ إلى فرنسا لاستكمال تخصّصه في أمراض القلب، وخصوصًا في عمليات القسطرة. في العام ١٩٩٨ أكمل تخصّصه في عمليات القسطرة للأوعية الدموية الفرعية والداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية ـ ولاية فينكس. يعمل حاليًّا في مركز رابين الطبّي أخصّائيّ قلب وعمليّات قسطرة.

خلال فترة دراسته للطب,بدأ بشكل موازٍبالبحث عن أهمية العامل النفسيّ والعامل الروحاني وتأثيرهما على صحّة الإنسان، إلى أن وصل إلى تطوير طريقة تشخيصيّة وعلاجيّة خاصة به. ترتكز هذه الطريقة على تطوّر الحاسة السّابعة.

يقول د. نادر: "ذات يوم أصدرت أمرا ما بعد التنويم المغناطيسي لشاب كان يعاني من الدمل الفيروسية في يديه. وبعد جلسة التنويم بعشرة أيام، كانت جميع الدمل قد اختفت. كيف اختفت بدون دواء؟ باشرت البحث عن إجابة، وكان ما عثرت عليه هو تأثير العلاج الوهمي – البلاسيبو. ولكن أحدا لم يكن يعلم كيفية تكون هذا التأثير. نعم، إن مصدره "الرأس"، ولكن كيف يعمل الرأس ليداوي؟ وإذا كان في الإمكان علاج الدمل، فلماذا يتعذر علاج الربو؟ أو الورم السرطاني في الثدي؟"

"أعتقد بأن هناك شعورا عند الناس بأن النظام الطبي القائم لا يقدم الحلول الكافية لاحتياجاتهم الحقيقية، فيبحثون عن وسائل بديلة تساعدهم. عند فحص المرضى الذين يصلون إلى قسم الطوارئ وهم يشكون من آلام الصدر، تظهر القسطرة أحيانا أن كل شيء طبيعي, ولكن الشخص يظل يعاني من آلام الصدر، لنقول نحن له أن الفحوص تظهر أنه لا يعاني من أي مرض".

ويؤمن نادر بأن مصدر الألم هو الروح، التي تصاب بالآلام قبل ظهور المرض الجسماني بفترة طويلة. إنها إشارة شبيهة بإشارة الإنذار التي تومض قبل أن تتوقف السيارة عن العمل. يقول: "تكمن المشكلة في أننا نغطي الضوء بدل أن نتساءل عما يوجد وراء الأعراض، وعن سبب شعورنا بالألم". وانطلاقا من هذا التبصر، بدأ تطوير نظامه العلاجي والذي اطلق عليه "الغسيل الطاقي"، القائم على نوع معين من الطاقة يبعث الحياة في الجسد بقوة التفاعل بين الطبيب والمريض. وحين تبدأ الطاقة بالسريان، تصادف الروابط النشاز، أما حين تعلق حيث هي، فيصبح الإنسان يعيد معايشة الأزمة التي سببت له هذا النشاز، سواء كان قد حدث قبل سنة، أو قبل ثلاثين سنة، أو وهو في الرحم. ويوضح قائلا: "يتمثل دوري في التدخل لإزالة التناقض القائم بين الحالة الطاقية النفسية للمريض وبين جسده".

ويتم العلاج بطريقة رف الجفون، حيث يتخيل الطبيب على سبيل المثال معدة المريض، فيضع يده داخل المعدة ويسأل "هل هناك قرحة؟" ويؤكد الدكتور نادر أنه حين يلمس الموضع الموجودة فيه القرحة، ترف جفون المريض، أما في حال لم توجد قرحة، فإن جفون المريض لا ترف. ويكمن سبب ذلك في أن رفرفة الجفون تحدث حين يوجد نوع من التصادي بين المرض وسؤال المريض.

وقد تطوع بعض الحضور من الاهالي والطلاب لخوض التجربة، وقامة طالبة تخاف الابر تلقي العلاج مباشرة على يد الدكتور أمام الحضور، وكذلك وإمرأة تعاني من ألم في الركبة منذ عدة سنوات.

لا شك اننا في هذه الايام نرى طرق علاجية فعالة مختلفة وما لا شك فيه ان العالم يبقى يتطور ويتقدم وهذا ما كانت تسمو اليه دائما ثانوية بيت الحكمة ان تقدم ما هو جديد ومثير للمعرفة لطلابها وأهالي الطلاب وعليه نشكر لجنة اولياء الطلاب ممثلة برئيس اللجنة السيد نائل بطو على تنظيم هذا اللقاء القيم.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]