بدأت القصة حينما قررت السلطات المصرية في 7 شباط/ فبراير الحالي فتح معبر رفح لمدة 3 أيام. توقّع البعض أن يحظى بالسفر في اليوم الثالث حتى أعلنت السلطات المصرية فجأة إغلاق المعبر. هذا الإغلاق غير المبرر تسبب باحتجاز مئات الفلسطينيين داخل مطار القاهرة. ومن تمكّن من الخروج من الجانب المصري، بقي محاصراً في سيناء بالتزامن مع انطلاق حملة عسكرية للجيش المصري في صحراء سيناء أسماها الأخير "عملية سيناء 2018" للقضاء على الإرهاب. احتجز هؤلاء الفلسطينين بسبب إغلاق معبر رفح، لكن احتجازهم هذا دام لغاية اليوم الأحد 18 شباط/ فبراير، ما يعني أنهم "عالقون" على مدى 12 يوماً.

اللافت أن السلطات المصرية سمحت أمس السبت بفتح معبر رفح البري لإدخال عدة شاحنات محملة بالسلع التجارية، ما دفع أحد رواد مواقع التواصل للقول إن "الإرهاب يستهدف المسافرين الغزييّن وتارك البزنيس"!.


منظمة حقوقية تناشد مصر بالسماح بعودة العالقين لغزة

أحد المحتجزين في مطار القاهرة والذي طلب عدم ذكر اسمه قال في حديث لـ الميادين نت إن المحتجزين في المطار هم من مختلف الدول وبعضهم كان موجوداً في مصر، مضيفاً أنه بعد أن فتح المعبر استثنائياً وصلنا إلى مطار القاهرة ثم إلى "كمين بالوظة" الذي انتظرنا فيه 4 ساعات ليخبرنا ظابط في الجيش المصري أن المعبر قد أُغلق.

وقال إن "مندوب السفارة تمنّى علينا الرجوع لكننا رفضنا فطلب منا العودة إلى القاهرة حيث وعدنا بالسماح لنا بالدخول إلى حين فتح المعبر، قبلنا. لكن بعد وصولنا إلى المطار قال لنا مندوب السفارة الفلسطينية "يا بتنزلوا بالذوق وحنحجزكم في المطار أو حجيب قوات الأمن تدخلكم السجن بالقوة".

وأشار المحتجز الذي رفض ذكر اسمه إلى أن السلطات المصرية ترفض دخولنا إلى مصر لأن هناك أشخاص لم تتخط السنّ القانوني، وممنوع الرجوع إلى غزة بحجة أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، ومن غير المسموح المغادرة إلاّ بتصريح أمني، معتبراً أن ما يحصل انتهاك واضح لحقوق الفلسطينيين، واستغلال لهم. وسأل (متهكماً) عمّا اذا كانت السلطات المصرية تطلب من المحتجزين البقاء في مطار القاهرة 4 أشهر لحين فتح معبر رفح مجدداً؟؟

لم تكن أيّ جهة رسمية فلسطينية أو مصرية تحرّكت حتى اليوم الأحد لمعرفة مصير "سكّان" مطار القاهرة! حتى أصدرت سفارة فلسطين بالقاهرة بعد ظهر الأحد بياناً أعلنت فيه عن تشكيل خلية أزمة برئاسة السفير ذياب اللوح لمتابعة أزمة العالقين.

وقالت سفارة فلسطين بالقاهرة إنها "بذلت جهداً متواصلاً مع الأشقاء في السلطات المصرية لفتح المعبر بشكل استثنائي لإعادة العالقين في المطار من مصر إلى قطاع غزة، وقد تلقّت وعوداً بدراسة هذا الطلب وتخفيف معاناة المواطنين العالقين".

وأكّدت السفارة توفير الرعاية الصحية والعلاجات الطبية لبعض الحالات من العالقين وعرضها على الطبيب بشكلٍ عاجل، معتبرة أن هذه القرارات سيادية مصرية تقدّرها السفارة والعمل جار لمعالجة وإنهاء وضع العالقين بالمطار.

في السياق، قالت وكالات فلسطينية إن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا ناشدت السلطات المصرية إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي، والسماح لجميع الفلسطينيين العالقين بمطار القاهرة الدولي بالعودة إلى قطاع غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على السلطات المصرية لفتح معبر رفح في الاتجاهين بشكل دائم.

وكان المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان حذّر من الحالة السيئة التي وصلت إليها أوضاع العالقين والمحتجزين الفلسطينيين على جانبي معبر رفح البري وداخل مطار القاهرة بعد قرار السلطات المصرية إغلاق المعبر أمام المسافرين من وإلى قطاع غزة بشكل مفاجئ.

معبر رفح "يفرِّق" بين إمرأة وزوجها!

من على شاشة هاتفها ودّعت الكاتبة والصحفية الفلسطينية دنيا الأمل إسماعيل عبر حسابها الشخصي على شبكة التواصل الإجتماعي "فايسبوك" زوجها، وذلك بعد أن حرمها حصار غزة ومعبر رفح من إلقاء "نظرة الوداع الأخيرة عليه".

وفي حديث لـ الميادين نت قالت دنيا إن السلطات المصرية لم تسمح لها بمغادرة القاهرة حتى بعد معرفتها بوفاة زوجها، ووعدتها بالسماح لها بالعودة في حال ذهب وفد من حركة حماس إلى غزة الأسبوع المقبل.

ولامت الصحفية إسماعيل السلطات الفلسطينية على عدم التحرّك وتحملّ مسؤولية مواطنيها بالرغم من مناشدتها المسؤولين في مصر وفي السلطة الفلسطينية تمكينها من العودة لوداع زوجها إلا أن مناشداتها لم تجد تفاعلاً يذكر.

واعتبرت الكاتبة والصحفية الفلسطينية دنيا الأمل إسماعيل أن ما يحصل دليل على أن كرامة المواطن الفلسطيني مهدورة داخل بلاده وخارجها.



كيف يسافر سكان مدينة غزة عادةً؟

يعدّ معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة الخالي من أيّ سيطرة أو تواجد إسرائيلي عليه. يقع المعبر جنوب قطاع غزة على الحدود الفلسطينية المصرية، واستخدم مرّات عدة للتضييق على الفلسطينيين، وحرمانهم من السفر.

وبحسب إحصائيات فلسطينية، فقد كان عام 2017 هو الأسوأ على صعيد عمل المعبر، إذّ كانت أيام عمله خلال العام المذكور 14 يوماً فقط. سافر خلالها ما يقارب 2624 فلسطينياً، وهو المعدل الأقل لأيام فتح المعبر خلال السنوات الأخيرة. في حين شهد عام 2016 سفر 26 ألفاً، وفي عام 2015 سافر 14 ألفاً بعد أن فتح المعبر 32 يوماً.

الجدير ذكره، أن عام 2012 كان مختلفاً بالنسبة لسكّان القطاع، فقد عمل المعبر لمدة 310 يوماً، سافر خلالها 210 ألف مواطن فلسطيني.

المصدر: الميادين نت
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]