أظهرت دراسات اجريت مؤخرا مدى ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع العربي، وبحسب الدراسات التي جرت فإنّ نسبة الطلاق من عام الى آخر، في ارتفاع ملحوظ!

وحول هذا الموضوع، حاور، مراسلنا المتخصص بالقضايا الشرعية وشؤون العائلة - المحامي سرور محاميد، الذي قال بحديثه مع بكرا، إن 
أسباب الطلاق والنزاع والشقاق بين الازواج في المجتمع العربي بالبلاد هي كثيرة ومتعددة وللاسف طرأ ارتفاع على استحكام النفور والبغضاء بين الازواج بالسنوات الاخيرة وهذا الامر يأتي بالتأثير على العشرة والمودة والرحمة والثقة بين الزوجين وللاسف نسبة الطلاق تزداد بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة. مشيرًا إلى الاستعمال السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي يؤدي باغلب الاحيان الى حدوث الطلاق والانفصال".

انتشار الطلاق لا يقل خطورة من انتشار العنف...

وتابع: " الطلاق يعد من الظواهر الخطيرة التي تنخر في مجتمعنا وهو لا يقل خطورة عن ظاهرة العنف، ساذكر لكم قسم من هذه الاسباب التي تؤدي الى الطلاق وذلك من خلال عملي في هذا المجال، القضايا الشرعية وشؤون العائلة، كما ذكرت انفًا فان شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية تعد من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى الطلاق حيث الشك واستعمال وسائل التواصل الإجتماعي بالشكل السلبي، وعادة ما تتسبب وبشكل كبير جداً في تنامي حالة الشك والاتهامات بين الزوجين، مما يجعل الطلاق أحد الحلول التي يُقدم عليها أحد الطرفين بالاضافة الى عدم التكافؤ المالي والاجتماعي وهذا احد اهم اسباب الطلاق وهو الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي بين الزوجين، وعادةً ما يُشكل هذا التباين هوة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تجسيرها بسهولة، فيكون الطلاق هو الحل، عدم التكافؤ يؤدي إلى اختلافات عديدة على الأولويات والاهتمامات والطموحات بين الزوجين، وعدم الوصول إلى نقطة التقاء واتفاق بين الطرفين قد يُنهي الحياة الزوجية مبكراً".

وأردف:" الحب هو من اهم العناصر الاساسية للعلاقة الزوجية فغياب الانسجام وفقدان الحب والذي يعد من أهم العناصر الأساسية والرئيسية لبناء العلاقة الزوجية، يؤدي غيابه وكذلك غياب الانسجام، إلى إحداث شرخ غائر في تلك العلاقة بما يمهد الطريق للطلاق الحتمي، وغياب الحوار وسرعة الانفعال، وعدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الزوجين يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات وتكثر اسباب الطلاق. ويؤدي ذلك إلى فجوة في التواصل بين الزوجين، فقد يكون للزوجة أو للزوج أسرار خاصة يخفونها عن بعضهما وهذا قطعا أمر غير مستحب في العلاقة الزوجية حيث أنها علاقة مبنية على الصراحة والوضوح، وعدم الالتزام بذلك يزيد من الفجوة والبعد فيما بينهما".

سبل سدّ الفجوة بين الزوجين

 ولسد هذه الفجوة أشار أنه يجب أن يحرص الزوجان على التواصل والتحاور الدائم وليس أي حوار بل الحوار الذي يعمل على تقليل الفجوات وتقريب المسافات بينهما وزيادة ثقتهما ببعضهما، حيث نجد بعض الأزواج يعانون من عدم فهم كل منهما للآخر والسبب في ذلك هو عدم القدرة والافتقار إلى طريقة الاتصال المناسبة فيما بينهما. ولتعزيز التواصل بينهما يجب أن يتشاركا في الأفكار والمشاعر والرغبات فعدم العمل على سد تلك الفجوة سوف يزيد من عمق البعد بينهما وقطعا يكون الطلاق هنا أمر طبيعي ، تدخل الاهل ، سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين هي من اكثر اسباب الطلاق شهرة. فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته تؤدي إلى الطلاق بشكل مباشر ، العنف وتحكم الازواج العدوانية سواء كانت لفظياً كالسب، والإنتقاد الدائم، والسخرية اللاذعة، أو جسدياً كالضرب، هي عدوان ينزع الحب والإحترام من العلاقة الزوجية ويجعله أقرب لعلاقة سيد ظالم بجارية مظلومة وهو من اسباب الطلاق المنتشرة في مجتمعاتنا".

وعن الخيانة الزوجية، يقول بحديثه مع بكرا:" الخيانة الزوجية هي احد اهم اسباب الطلاق في المجتمع، لأنها تُمثل شرخاً عميقا في هذه الشراكة التي تُبنى على الأمانة والإخلاص والثقة. وتصبح الضربة القاضية لأي علاقة زوجية هي الخيانة، فالخيانة يستحيل مغفرتها من قِبَل الطرف الآخر وحتى لو حدث ذلك وتجنب الزوجان الطلاق فستكون حياتهما أشبه بكابوس مدمر ، عدم التوافق في العلاقة الحميمية… احد اهم اسباب الطلاق هو عدم التوافق في العلاقة الحميمية بين الزوجين. فعدم التوافق هذا عادة ما يكون المسبب الرئيسي لأسباب الطلاق الأخرى بل ويؤججها أيضاً".

وانهى كلامه قائلا:" اتمنى التوفيق لجميع الازواج وان يعملوا كل ما في وسعهم لايجاد حل للخلافات الزوجية بطرق سلميه توافقيه بينهما والعمل وفق الاية الكريمة " فامساك بمعروف او تسريح باحسان".

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]