احتشدت قاعة نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 01.02.18 بجمهور غفير من حيفا وقرى المثلث والشمال والجليل لحضور أمسية إشهار وتوقيع إبداع "رماد ساخن"- شذرات فكر وأدب للفنان الكاريكاتير نهاد بقاعي ابن قرية شعب.

استُهِلّت الأمسية بلمسة وفاء لطيبة الذكر مريم هاشم، رائدة الحركة النسائية في نابلس. وذلك من خلال شريط قصير مُصور عن حياتها.
أما الافتتاحية فقدمها رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة. فرحَب بالحضور والمشاركين وبعد أن قدّم صاحب الأمسية وإبداعه "رماد ساخن" واصفا إياه بتحفة فنية، تناول كتاب "عراق ما قبل التاريخ" للباحث العراقي د. خزعل الماجدي مشجعا على قراءته.

استعرض بعدها أمسيات النادي المقبلة داعيا لحضورها.
أدار الأمسية وتولى عرافتها بمنتهى اللباقة والمهنية والانسيابية، الإعلامي الكاتب نادر أبو تامر. فكان له تقديم موفق لموضوع الإعلام العربي المحلي وفن الكاريكاتير والفنان نهاد بقاعي واصفا "رماد ساخن" برماد ساخن وساخر وساحر، مضيفا أن ذروة الجمال تكمن بالبساطة، ونهاد ملك البساطة. وفي تظهيره للكتاب، كتب الإعلامي نادر أبو تامر "إن لوحات الفنان الكاريكاتير نهاد بقاعي الغنية بالخيال والمفعمة بالحياة والمتوهجة بالوجدان تنطلق بسرعة السهم نحو دائرة الهدف بإصرار على أن تحفر فيه بصمته وبسمته".
في باب المداخلات كانت محطتنا الأولى مع بروفيسور أسعد غانم، فتحدث عن الكاريكاتير نهاد بقاعي وفنه، حيث أنه يكتب الحقيقة دون مواربة أو مراءاة. وقد امتلك ناصية الفكرة واستطاع أن يركزها في رسمة كاريكاتير.
نهاد بقاعي الفلاح، اللاجئ، الانسان الفلسطيني، الأممي، هو مثقف يقف بجرأة شاهدا على عصره دون مداهنة القيادات. يعرف التوفيق بين الشخصي والعام ولا يؤمن بالقدر بل هناك سبب ونتيجة.

هو ليس مجرد قارئ وكاتب، ولا مثقفا عاديا، بل يعصر دماغه لخدمة قضايا شعبه من خلال كتاباته ورسوماته.
وهو- نهاد بقاعي- الوارث الحقيقي في شعبنا لإدوارد سعيد، ناجي العلي وإسماعيل شموط وغيرهم من روّاد الثقافة الفلسطينية الذين التحموا بالواقع وصنعوا التغيير.

تلاه الخطاط ورسام الكاريكاتير سعيد النهري فتحدث عن جمالية وخطورة فن الكاريكاتير وأضاف أن موضوع الانتماء هو شرط ضروري وحتمي لهذا الفن. وطالب بدعم موضوع الكاريكاتير لإظهار الصورة الحضارية لشعبنا.
أما المداخلة الأخيرة فكانت من نصيب الكاتب العكّي إياد البرغوثي، فجاء فيها أن اختار رسام الكاريكاتير نهاد بقاعي أنّ يكون صوتًا، أو للدقة، رسمًا واضحًا ضد الظلم، وقد أخلص لدوره. وقد تكون شذرات النصوص التي اختارها وعدد الأعمال التي تحكي عن القضية الفلسطينيّة، خير تأكيد على أنّ الهاجس المركزيّ الذي شغله هو القضية الفلسطينية كقضية شعب مظلوم تعقّدت وطالت أيامها، فنجده يرسم حول المفاوضات، والانقسام، والأسر، وحق العودة، والجدار، والاحتلال، والمجازر، كما يوجّه انتقادات لاذعة ضد السلطة الفلسطينية، كما نجد لديه اهتمامًا واضحًا بالقضايا العربيّة الإقليميّة: الأنظمة الاستبدادية- الطغيان، الزعماء العرب وخضوعهم للإمبريالية وتبعية الأنظمة، الحركات الإرهابية، قضايا الشعوب العربية- لبنان والعراق اليمن وسوريا. كما يتطرق بالنقدية ذاتها لقضايانا في الداخل: العنصرية، هدم البيوت، العنف المجتمعيّ، وينتقد لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست، ونجد أيضًا نقدًا للإعلام ودوره، واهتمامًا بقضايا حياتيّة مختلفة. ثم ختم قائلا إنه في كلّ إنتاج إبداعيّ ثقافيّ مثل هذا الكتاب هو كتابة للتاريخ، انتصار ما، رغم كلّ الهزائم.
وليكون الختام مسكا، كانت الكلمة لصاحب الأمسية، فتحدث عن بداية حكايته مع موضوع الكاريكاتير قبل 25 عاما متأثرا بناجي العلي باعتباره أشهر فنان كاريكاتير فلسطيني. أما حكايته مع كتابه "رماد ساخن" فهي حكايته مع الانسان العربي، تركيبة تجمع بين التناقضات، الوهم والحقيقة، الضحك والبكاء وغيرها..
وأضاف، أن موضوع الكاريكاتير هو توثيق لحكاية شعب المبنية على المواقف الشخصية والجماعية.
وهو فن يبدو بحاجة لأمور بسيطة لكنه بحاجة إلى الفكرة. الفكرة قبل الأسلوب الفني. تلك الفكرة التي تترجم رسمة الكاريكاتير والتي تبني الحضارة. ورهاننا هو رهان على الأفكار.

وبالتوقيع والتقاط الصور اختتمت الأمسية على أن نلتقي يوم الخميس 08.02.2018 في أمسية شعرية عكاظية 13 مع المشاركين الشعراء: د. عدالة جرادات، ساهرة سعدي، كمال ملحم ود. عناد جابر، بعرافة الإعلامية سماح حسنين بكرية. يتخللها فقرة فنية ومعرض لوحات تشكيلية للفنان الشاعر كمال ملحم.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]