نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، في ملحقها الخاص بنهاية الأسبوع، مقاطع مختارة من الكتاب الجديد الذي سيصدر قريبا في إسرائيل، للكاتب والصحافي، بن كسبيت، عن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

كيف كان نتنياهو يستعد قبيل تصويره لفيديوهات الانتخابات؟ ما الذي دفعه إلى قطع علاقته مع ابنته نوعا من زوجته السابقة (رمز بسيط: سارة)؟ ولماذا وافق على التفاوض مع حماس لإتمام صفقة شاليط رغم أنه نادى دائما إلى عدم التفاوض مع الإرهابيين؟ كتاب "نتنياهو.. سيرة" لبن كسبيت.

يجدر الذكر أن بن كسبيت الذي يعد من الصحافيين الكبار في إسرائيل اعتمد لإنجاز كتابه على لقاءات مع أصدقاء نتنياهو وأشخاص عملوا معه على مر السنين.

الابنة المخفية عن الإعلام


حين يدور الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن عائلة نتنياهو يكون التركيز على نجلي نتنياهو من سارة وهما: يائير وأفنير. لكن لنتنياهو ابنة من زواج سابق، اسمها نوعا وتبلغ 39 عاما. وحسب رواية بن كسبيت، علاقة نتنياهو الأب بانته نوعا تدهورت بعد لقاء سارة، فقد أصبحت معظم اللقاءات بين الاثنين سرية، وذلك لتفادي سارة.

ويكتب كسبيت أن نتنياهو حاول بادئ الأمر الحفاظ على العلاقة مع انبته وكان يلتقي بها بصورة دائمة في مقهى في تل أبيب، في مكان مخفي عن الأنظار. وقد روى صديق نتنياهو لبن كسبيت أن نتنياهو كان يصل إلى هذه اللقاءات ويبدو عليه الاضطراب خوفا من أن يعلم أحد أنه يقضي وقتا مع ابنته، ويصل الخبر إلى سارة. ووصل الحال بنتنياهو أنه كان يتكلم مع صديقه من أماكن مخفية، مثل أثناء وجوده في المراحض، خشية من سارة.

وروى الصديق حسب الكتاب أن نوعا عاشت ضائقة مالية وكان قدم لها العون مرة. وبعد أن تزوجت اقتربت من الدين وأصبحت متدينة متشددة، من فئة "الحاريديم". ويشير بن كسبيت إلى أن نتنياهو لا يتحدث أبدا عن أولاد نوعا، وهو في الواقع جدهم. وغير صورة له في حفل الختان لأحدهم، فهو لا يقضي معهم وقتا أبدا. حتى أن الأحفاد لا يعرفون أن نتنياهو جدهم الحقيقي. ويدعي كسبيت أن رجال نتنياهو والمقربين منه يحرصون على عدم ذكر زوجة نتنياهو السابقة وابنته.

ويضيف الصحافي الإسرائيلي في الكتاب أن ابنة نتنياهو مرّت بصدمة نفسية وأن زوجة نتنياهو في السابق، واسمها ميكي فايسمن هرن، تحافظ على الصمت، وتأبى أن تنشر تفاصيل هذه الصدمة لأنها "لا تريد أن تمس بنتنياهو" حسب كسبيت.

الطقس السري لنتنياهو

كشف الكتاب أن نتنياهو الشاب يستعد على نحو غير مألوف قبيل تصويره لدعايات انتخابية. فقد كان يقوم بحركات قتالية (كراتيه) أو يقلّد رجال "الغرب المتوحش" في أمريكا، برفعه مسدس خيالي في الهواء وذلك بهدف التأهب للظهور أمام الكاميرا. ويكتب كسبيت عن ذلك أن خصوم نتنياهو في حزب الليكود أدركوا حين شاهدوا السياسي الشاب يقوم بهذه الحركات غير المألوفة بأنه سياسي من نوع آخر.

الحملة لإسقاط رابين

يكشف كتاب بن كسبيت أن نتنياهو كان وراء الاحتجاجات والمظاهرات ضد رئيس الحكومة في السابق، يتسحاق رابين، بهدف إسقاطه بعد توقيع اتفاقات أوسلو مع الجانب الفلسطيني. ويورد الكاتب أن الشعارات التحريضية مثل "رابين خائن" ولدت خلال هذه الاحتجاجات. وكان رئيس الشاباك في السابق قد استدعى نتنياهو إثر ازدياد المظاهرات، وطلب منه أن يهدأ الأرواح لأن الشاباك حصل على معلومات تفيد بوجود تهديدات على حياة رابين، إلا ان نتنياهو لم يعمل بحزم ضد هذه المظاهر ولم يواجه حاخامات المستوطنين الذين حرضوا ضد رابين على نحو خطير، وإنما سمح للأجواء المشحونة أن تستمر حتى النتيجة التراجيدية.

نتنياهو مقتنع بأن الجميع يتنصت عليه

"نتنياهو يعاني من هوس جنوني بأن الجميع يتنصت عليه. خاصة الأمريكان الذين يملكون قدرات هائلة. لذلك كان يحب الاجتماعات في مقر الموساد في تل أبيب. حيث كان يضمن أن لا أحد يتنصت عليه. وكان هناك سبب آخر يشد نتنياهو إلى مقر الموساد وهو "الويسكي الفاخر" الذي كان يتجرعه مع وزير الدفاع في السابق، إيهود باراك.

إحضار طائرة إطفاء عملاقة من أجل صورة

يكشف كسبيت أن نتنياهو أصرّ على استئجار خدمات طائرة إطفاء أمريكية عملاقة، "سوبر تانكر"، لكي يلتقط صورة وهي تحلق في السماء أثناء اندلاع الحريقة الكبرى في جبل الكرمل عام 2010، والتي حصدت أرواح 44 سجانا علقوا في ألسنة النار.

وأصدر نتنياهو الأوامر التي وصفها الكتاب بأنها "غريبة ومتهورة"، رغم توصية مسؤولي الإطفاء الذين قالوا إن جلب الطائرة ينطوي على تكاليف ليست ضرورية، وإن القوات استطاعت السيطرة على الحريق من دونها. لكن سعي نتنياهو وراء التقاط "صورة النصر" مع الطائرة، حسب كسبيت، غلب الاعتبارات الأخرى. وفي نفس سياق الأحداث، يكشف الصحافي أن رئيس الحكومة أجهش بالبكاء أثناء لقاء مع عائلة إحدى ضحايا الحريق.

خفايا صفقة شاليط لتبادل الأسرى


كتب كسبيت أن نتنياهو الذي تمسك طوال حياته السياسية بمبدأ "عدم التفاوض مع الإرهابيين" وأسس عليه شهرته السياسة، واجه واقعا إسرائيليا عام 2011 دفعه إلى التنازل عن هذا المبدأ من أجل بقائه السياسي. ويكشف الصحافي أن صفقة الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط الذي وقع في أسر حماس لمدة 5 سنوات، وتمت بالتفاوض مع الحركة التي سماها نتنياهو بأنها إرهابية، كانت بمثابة "الغاية تبرر الوسيلة".

فقد شهدت إسرائيل في الفترة القريبة من إتمام الصفقة احتجاجات عارمة ضد سياسية نتنياهو، وألحقت المظاهرات ضد غلاء المعيشة في إسرائيل ضررا بشعبية كبيرا نتنياهو، لذلك قرر التنازل عن مبدأ "عدم التفاوض مع الإرهابيين" من أجل كسب شعبية الجماهير مجددا، خاصة في أوساط أولئك الذين خرجوا للتظاهر ضده من اليمين ومن المستوطنين.

وكشف الصحافي الإسرائيلي أن نتنياهو وباراك الذي كان وزير الدفاع وقت الصفقة، تنازعا على الصورة التي سيلتقطانها مع الجندي المحرر بعد هبوطه في إسرائيل. وأضاف أن الطائرة التي أقلت شاليط من مصر إلى إسرائيل أطالت مشوارها في الجو لأن شاليط فقد وعيه، لكن المفاوض، دافيد ميدان، الذي كان على متن الطائرة أدرك أن نتنياهو وباراك لن يتنازلا عن الصورة التاريخية، فأصدر أمرا بإطالة الرحلة الجوية إلى أن يستيقظ شاليط بدل نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

المصدر: موقع المصدر

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]