" عشرات الأمراض التي تصيب بالأساس جمهور النساء، هي أمراض موجودة على هامش اولويات سلك الصحّة والتأمين الوطني. 80% من المصابين بهذه الامراض هنّ من النساء اللواتي غالبًا ما يكتشفن اصابتهن بعد سنوات من الألم والمعاناة والتنقل بين عيادات الاطباء. ناقشنا سابقًا بعدة جلسات في اللجنة برئاستي، "العمى الجندري" لجهاز الصحّة، وكيف أن هذا الجهاز لا يتعامل بشكل كافٍ مع الامراض التي نسبة الاصابة بها لدى النساء عالية، وكيف أن سلك الصحة وسلّة الادوية لا تؤمن الامكانيات الكافية امام النساء من حيث العلاج"

بهذه الكلمات افتتحت النائبة عايدة توما سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة) ورئيسة اللجنة للنهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندرية، جلسة اللجنة اليوم (الثلاثاء) حول ألامراض التي تصيب غالبًا جمهور النساء ولا يتم توفير الخدمات الصحية الكافية لها – وكما سُميّت من قِبَل جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، "الامراض غير المرئية".

واضافت توما-سليمان " عندما تشتكي النساء من الام واوجاع، غالبًا ما يتم التعامل مع الامر كحدث عادي وكأمر نفسي وليس فيزيولوجي. نحن هُنا اليوم، لان الكثيرات منا تفتقر للمعرفة حول الاعراض والعلاجات وحول الاصابة. للأسف أنا اعي الان ان قلّة الوعي موجودة أيضًا لدى الكثير من الاطباء والطبيبات، مما ينعكس في شُحّ العيادات المتخصصة وقلّة الاطباء المتخصصين في هذه الامراض، وفي انعدام توفير الخدمات الكافية والتفهم الكافي للنساء المصابات من قبل التأمين الوطني"

أتت هذه الجلسة ضمن اليوم الخاص للصحّة في الكنيست والتي بادر اليه النائب د.دوف حنين (الجبهة القائمة المشتركة) ونوّاب اخرين، الذين شاركوا في الجلسة مشددين على اهمية عقدها وتسليط الضوء على تعامل سلك الصحة مع النساء والاحتياجات الصحية الخاصة المطلوبة من قبل جمهور النساء.

وأضافت توما-سليمان في بداية الجلسة " نحن نشهد أوضاع تكاد تكون كارثية في المشافي. الضغط وساعات العمل الشاقة والمتواصلة التي يعاني منها الاطباء والممرضين والممرضات غير معقولة وغير انسانية. الصورة التي نراها اليوم تعكس سلّم اولويات هذه الحكومة التي لا تهتم بتخصيص اموال كافية للاستثمار في الرعاية الطبية والصحيّة للمواطنين. فقط في الامس ناقشنا في الكنيست ميزانيات فائضة بقيمة ملياردات الشواقل، هذه الاموال لن تجد طريقها للحدّ من الكثافة والاكتظاظ في غرف الطوارىء المستشفيات، ولا لتطوير سلك الصحة وتدريب الاطباء، وأيضًا ليس لادخال ادوية وعلاجات لسلّة الصحّة، فحكومة الخراب لا ترى اهمية لاصلاح وتطوير سلك الخدمات الصحية"

هذا وعرضت عدّة مؤسسات وجمعيات تعنى بصحة المرأة المشاكل والامراض التي تعاني منها النساء، مشددة على الصعوبات والعوائق في ايجاد عيادات متخصصة تقدم الخدمات الطبية وتساهم في اكتشاف مبكر للاصابة. كما عرضت مندوبات الجمعيات العوائق التي تعاني منها النساء اللواتي اكتشفن الاصابة، في تمويل وتوفير العلاج والادوية الثمينة التي غالبًا ما لا تشترك الصناديق الطبية بتمويلها لعدم وجودها في سلّة الصحة، اضافة للصعوبات في تعامل التأمين الوطني مع المصابات وعدم استحقاقهن لمخصصات التأمين.

هذا وتطرق مندوبي وزارة الصحة للمشاكل التي عرضت امام اللجنة، معترفين بعدم توفر العيادات المتخصصة الكافية والاطباء المتخصصين في جميع المناطق في البلاد، ولكنهم أكدوا انه يجب العمل على توسيع الامكانيات الخدماتية وادخال قسم من الادوية لسلّة الصحة.

وبدوره قال المندوب عن التأمين الوطني انه في قسم من الامراض هنالك خدمات يقدمها التأمين الوطني، وانهم يسعون لتعديل البنود المتعلقة في مستحقات المرضى المصابين في بعض الامراض التي تم عرضها، مما سيسهّل امام المصابات الحصول على استحقاقات التأمين التي لا يحصلن عليها اليوم.

وفي نهاية الجلسة طالبت توما-سليمان وزارة الصحة والتأمين الوطني بالتطرق خطيًا وبشكل مفصل لكل الخدمات التي تقدم للماصابات بالامراض التي عُرضت امام اللجنة، مشددة على انها ستتابع الموضوع.

وأضافت " الرؤيا الجندرية في المواضيع الطبية يجب ان تكون من ضمن مناهج التعليم في كليات الطب والتمريض، حتى نضمن وعي كافي لدى الاطباء، وحتى يتم تسليط الضوء على مجالات ومواضيع طبية مهمشة."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]