ردود فعل ايرانية ظهرت في أعقاب نشر صحيفة القانون الإيرانية مقالا في 21 من يناير 2017، هاجمت فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس بأقسى العبارات والكلمات، حيث لم يسبق أن فعلت ذلك أي وسيلة إعلامية إيرانية حتى في أيام التوتر الذي حكم العلاقات بين إيران وحماس خلال السنوات الماضية.

الغريب في الأمر أن الهجوم الاعلامي هذا جاء في وقت عادت العلاقات إلى سابق عهدها، ما أثار استغراب الكثير من المراقبين والمحللين في الداخل الإيراني قبل الخارج، لذلك قامت شخصيات آكاديمية وكتّاب ورواد إيرانيين لشبكات التواصل الاجتماعي بالرد على صحيفة القانون.

البروفسور سيد هادي برهاني استاذ الدراسات الفلسطينية في جامعة طهران، عدّ في مقال نشرته وكالة فارس للأنباء في 26 من الشهر، الشتائم التي وجهتها القانون ضد حماس، قائلا: إن مقال صحيفة القانون يشبه رسالة سب وشتم قبل أن يكون مقالا علميا، وأن الشتيمة الوحيدة التي لم توجهها الصحيفة هي اتهام حماس بالانتماء إلى الصهيونية.

ويؤكد برهاني الذي نال شهادة الدكتوراة في الدراسات الفلسطينية في بريطانيا تحت اشراف المؤرخ الكبير "إيلان بابيه"، أن حماس كبقية اللاعبين لها أخطائها، كما نحن لنا أخطائنا، وهي ليست حركة مقدسة، لكن على الجميع في العالم الإسلامي أن يحترم هذه الحركة ويبتعد عن الإساءة لها أو هجوها.

ويعزو الدكتور برهاني أسباب هذا الاحترام إلى موقع حماس في النضال ضد الكيان الصهيوني، قائلا: لا شك أن حماس هي التي تتحمل اليوم العبء الاكبر في المقاومة ضد الاحتلال في فلسطين، وسجلها المشرق في هذا الصدد لا يقارن بانجازات بقية الفصائل الفلسطينية.

ويضيف أن حماس قادت انتفاضتين مباركتين، وثلاث حروب متلاحقة شنتها إسرائيل على غزة خلال العقد الأخير، وتحملت عقدا كاملا من أقسى حصار مطبق يشهده العالم المعاصر، ثم أنها قدمت جميع قادتها المؤسسين شهداء، وخيرة أبناءها في سبيل الدفاع عن أرض فلسطين.

ويواصل برهاني انتقاداته لصحيفة القانون، مؤكدا أن الرجولة ليست الاستشكال على الضعفاء، وهذا أمر سهل، لكن لا شك أن عدم رؤية مظلومين فلسطينيين تنكل بهم آلة نتنياهو الحربية، هو الذي أدى إلى اطلاق مثل هذه الأحكام محيرة العقول.

وشدد على أن حماس وفلسطين لهما المكانة التي تجعلهما محور وحدة الأمة الإسلامية، والتي اليوم نستشعر أهميتها أكثر من أي وقت مضى في ظل الغطرسة التي يمارسها نتنياهو وترامب.

وتابع يقول "إن صحيفة القانون تنظر إلى غيرها من برجها المشيد، وهي تفرح وتمرح لأخطاء غيرها، بينما الأفضل أن ننظر إلى أنفسنا أيضا، وحجمنا وموقعنا، فماذا فعلنا نحن؟ والمنطقة ماذا فعلت؟ فهل نحن نعيش في منطقة بين مجموعة ملائكة، ظهر فيها فجأة كائن غريب باسم "حماس"؟

ويتساءل أستاذ الدراسات الفلسطينية في جامعة طهران: ما هي انجازات بقية القوى في المنطقة؟ فلو كنا عملنا مقارنة بين حماس وغيرها، فما كانت توجه هذه الاتهامات لهذه الحركة.

ويختتم برهاني مقاله بالقول: أنا انحني أمام التضيحات الجسام لحماس واتقدم بالاعتذار إليها لهذه الاهانة المؤلمة التي قد تكون أكثر إيلاما مما تناله من الأعداء.

عداء صحيفة 

ومن جهة أخرى، رد الكاتب الإيراني "محمد محسن فائضي" على مقال صحيفة القانون عبر مقال معنون بـ "نقد على الهجوم الساذج للقانون على المقاومة الفلسطينية وحماس"، يستعرض فيه أمثلة عن عداء الصحيفة للمقاومة كخيار، وتبنيها حل الدولتين.

واتهم فائضي الصحيفة بجهل أوضاع المنطقة، وفلسطين، وحتى حركة حماس، مؤكدا أن الانتقام والحقد السياسي الدفين وراء نشر مثل هذه المقالات في صحيفة القانون التي تتشدق للعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية حسب قول الكاتب.

وفي معرض رده على اتهامات صحيفة القانون لحركة حماس بتعاونها مع داعش، يقول محمد محسن فائضي، إن ذلك دليل واضح على جهل الصحيفة وكتّابها بحقيقة الأوضاع في فلسطين والمنطقة، حيث لا يخفى على أحد العداء المستشري بين داعس وحماس، وأن الأخيرة تحارب هذا الفكر المنحرف منذ 2006 إلى اليوم.

المصدر : شهاب

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]