لاقت زيارة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية داخل إسرائيل انتقادا حادا من تيارات سياسية ووطنية مختلفة وأثارت تساؤلات عديدة خصوصا وان الزيارة تمحورت بالفعل وبحسب بيانات عممها المجلس الديني الدرزي حول أوضاع الدروز في سوريا ولم تتطرق الى مواضيع أخرى رآها المنتقدين بذات أهمية كبيرة وجب طرحها أيضا خلال الزيارة تتعلق بالأقلية العربية في الداخل والقضية الفلسطينية وقضايا عديدة أخرى، حتى ان النقد طال اجتماع الشيخ طريف أيضا بمنظمات يهودية تدعم الإرهاب في سوريا بحسب المنتقدين.

عروة سيف: من غير المعقول ان نتدخل في الشأن السوري باللجوء الى جهات متورطة بدعم المنظمات الإرهابية.

الناشط السياسي عروة سيف عقب قائلا على الزيارة: كما ظهر في الاعلام الإسرائيلي وكما تحدث بيان المجلس الديني بان الزيارة تمحورت حول دروز سوريا وليس أي موضوع اخر، وليس كما ادعى فيصل القاسم بان هناك محادثات حول إقامة دولة درزية، بيان المجلس الديني لم يتطرق الى هكذا فكرة، وعمليا خطوة الشيخ موفق طريف بالخروج للمجتمع الدولي والتحدث بالنبرة الطائفية اعتقد بانها خطوة فاشلة ولن تأتي بالفائدة الذي يتوقعها هو، كما انه من غير المعقول ان نتدخل في الشأن السوري باللجوء الى جهات متورطة بدعم المنظمات الإرهابية.

وأردف قائلا: إذا ما أردنا ان نلخص هذه الزيارة في كلمة فباعتقادي انها زيارة فاشلة لثلاثة أسباب، الأول ان الشيخ طريف اختار الخطاب الطائفي وليس السلمي والإنساني، ولم يتحدث أيضا عن احداث النكبة كما انه لم يتحدث عن أوضاع الجماهير العربية في داخل إسرائيل، كما انه لم يتحدث عن الأوضاع السياسية والجماهيرية في الداخل.

واستمر قائلا: الرأي المسموع في الشارع ان الشيخ موفق طريف كان ضمن بعثة معنية متعلقة بكل ما يخص امن الدولة، ولكن السؤال هنا لماذا انتهج الخطاب الطائفي، الشيخ موفق طريف هو رئيس الطائفة الروحية للدروز ومن المنطق بان يتطرق الى وضع الطائفة الدرزية ولكن الإشكالية انه لم يتطرق الى مواضيع أخرى كثيرة مثل السلام الإسرائيلي الفلسطيني، الضائقة التي يعيشونها الجماهير العربية، هو غيب عدة نقاط عن خطابه وظهر بنهج طائفي، السبب في ذلك لا اعلمه حقا، ولكن ما يظهر انه فعلا اختار النهج الطائفي لأنها بعثة دولية.

وتابع لـ "بكرا": أسئلة عديدة طرحت في اعقاب جولة الشيخ موفق طريف لكنه لم يجيب عنها: منها هل تم الحديث فعلا حول إقامة دولة درزية، وفعلا انا ليس لدى امر شخصي بيني وبين الشيخ موفق طريف ولكن هناك بعض التساؤلات التي أتمنى ان يجيب عنها منها لماذا لم يختار الحديث عن الازمة الاقتصادية وأزمة الأرض والمسكن التي تهدد الوجود، وكرجل دين لماذا لم يتحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خاصة وان الأديان هي عنوان التسامح، لماذا لم يطرح قضية معينة، هو فقط تطرق الى الموضوع السوري علما ان جهات عديدة تطلب بان لا تتدخل سياسيا وحتى انه في تدخله توجه للجانب الذي يدعم المنظمات الإرهابية في سوريا، هذه الأسئلة كلها طرحت على الشيخ طريف الا انه اختار بان لا يوضح او يجيب.

موفق طريف: المنظمات اليهودية في النهاية تدعم الأقليات العربية بملايين الدولارات

مراسلة "بكرا" توجهت للرئيس الروحي للطائفة الدرزية في البلاد الشيخ موفق طريف، والذي قال: هدفنا بالتأكيد ليست التفرقة، خلال هذه الجولة اجتمعنا مع كل المنظمات المعنية في أمريكا، كانت لدينا لقاءات في البيت الأبيض والأمم المتحدة والكونغرس، وتطرقنا الى ما يحصل للدروز في سوريا خاصة في الأماكن الموجود بها جبهة النصرة وداعش المناطق التي لا يوجد سيطرة لأي جهة غير داعش ما يفتح المجال امام مذابح، هدفنا هو التحذير، زيارتنا تخللت لقاءات مع كل المنظمات اليهودية في أمريكا وطرح الموضوع بما يتعلق بكل أقليات الشرق الأوسط فهل يعقل بأن لا نجيب؟ وركزنا على ادلب التي تحوي 16 قرية درزية يتم ملاحقتهم دينيا من قبل جبهة النصرة، يتم هدم أماكنهم المقدسة ودور العبادة ولا يوجد هناك من يساعدهم.

وتابع: اعتقد ان المنظمات اليهودية في النهاية تدعم الأقليات العربية بملايين الدولارات، لا يجب ان نستمر بالنظر الى القشور وليس الى الجوهر، اجتماعاتنا مع هذه المنظمات ليس خاطئ. كما ان الزيارة هي عامة للولايات المتحدة والأمم المتحدة كما طرحنا موضوع الأقليات المضطهدة في سوريا.

بيان للمجلس الديني حول الزيارة: زيارة عملٍ خاصة وبالغة الأهمية للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية

من ناحية أخرى كان المجلس الديني الدرزي قد عمم عدة بيانات حول زيارة الشيخ طريف ننشر احدها: يقوم فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بزيارة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وللعاصمة الامريكية واشنطن حيث يلتقي هناك بمسؤولين كبار في الأمم المتحدة والحكومة الامريكية لمتابعة الشأن السوري وأوضاع الدروز والأقليات في سوريا في ظل الحرب الاهلية الدائرة هناك، والمحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا للوصول الى حل نهائي في القضية السورية إثر الحرب الاهلية المستمرة منذ نحو 6 سنوات.

وتابع البيان: واجتمع فضيلة الشيخ طريف يوم أمس الثلاثاء في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنائب الأمين العام للشؤون السياسية جيفري فيلتمان حيث دار الحديث بينهم حول أوضاع الدروز في سوريا وطالبه بالعمل عن طريق قنوات الاتصال الدولية والمبعوث الاممي الخاص ستيفان دي ماستورا بطرح الشأن الدرزي على طاولة المحادثات وخاصة أوضاع القرى الدرزية في جبل السماق والتي لا تزال تقبع تحت سيطرة تنظيمات إرهابية وتتعرض لمضايقات عديدة. وبحث فضيلته مع نائب الأمين العام سبل إيصال مساعدات لهذه القرى. نائب الأمين العام فلتمان والذي شغل سابقا سفيراً أميركياً في بيروت ونائبا لوزير خارجيتها، أعرب عن قلقه إزاء أوضاع القرى الدرزية شمال سوريا وصرح بأنه سيطرح الموضوع مع الأمين العام للجمعية العامة أنطونيو غوتراش في وقت قريب.

وأوضح البيان: واجتمع أيضا الشيخ طريف يوم أمس في نيويورك بنائبة رئيسة بعثة الولايات المتحدة للجمعية العامة السفيرة ميشيل جي سيسون وتناولا المفاوضات الدائرة هذه الأيام بين الولايات المتحدة وروسيا حول القضية السورية وشدد فضيلة الشيخ على ضرورة إيجاد صيغة تحفظ الامن والهدوء لجميع المناطق الدرزية في سوريا، خاصة في منطقة قرى جبل الشيخ ومحيط قرية حضر بعد الاعتداءات التي تعرضت لها في الأشهر الأخيرة. وطالب فضيلته من السفيرة أن تعمل لدى حكومتها بوجوب المحافظة على حقوق جميع الأقليات في سوريا في كل اتفاق مستقبلي.

وعن اللقاءات التي عقدت خلال الزيارة كشف البيان: هذا وعقد الشيخ طريف أيضا لقاء مع رئيس البعثة الإسرائيلية للأمم المتحدة داني دانون حيث صرح الأخير وقوف دولة إسرائيل الى جانب أبناء الطائفة الدرزية. يذكر أنه يرافق الشيخ طريف في الزيارة السفير السابق بهيج منصور والذي يشغل منصبا رفيعا في وزارة الخارجية الإسرائيلية. إضافة الى ذلك اجتمع الشيخ طريف مع مجلس إدارة رابطة مناهضة التشهير والتي تحارب العنصرية والتمييز في دول العالم ( ADL ) وعرض أمامهم مداخلة أوضاع الدروز في الشرق الوسط عامة والأمور التي تواجههم كأقلية دينية تتعرض لملاحقات على أساس عرقي. رئيس مجلس جونثان جرينبلات صرح بأنه سيطرح موضوع الدروز على مكاتب الرابطة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وسيعمل قدر استطاعته على كبح جماح اضطهاد الدروز أينما كانوا. وعقد القنصل الإسرائيلي العام على شرف زيارة الشيخ طريف حفل استقبال خاص حضره العشرات من وجهاء نيويورك وأصحاب المناصب الرسمية والشعبية في المدينة، إضافة الى رجالات دين من طوائف أخرى.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]