قرعت أبواب الحياة من جديد، بعد ان توقف قلبها ثلاث مرات، وفي الرابعة قررت العودة الى الحياة لتكون خير شاهد على عمق التخلف والجهل الذي يعيشه المجتمع العربي في البلاد تجاه المرأة.

الطالبة الجامعية ابنة قرية العزير 19 عاما (الاسم لدى التحرير)، والتي تدرس في الجامعة الامريكية في جنين، تتحدث لموقع بكرا عن ألمها الذي عاشته خلال حادثة الطعن الجنونية وتؤكد أنّ السكانين التي اصابتها من المجتمع كانت أصعب من الطعنات الفعليّة.

الطالبة الجامعية، هي طالبة سنة ثانية في موضوع التمريض، طالبة احبت الحياة ، وكل حلمها ان تكون فتاة سعيدة تمارس حق الحياة كأي فتاة ، عاشت مع والدها منذ كانت طفلة حتى أصبحت فتاة ابنة 19 عاما وطالبة في الجامعة .

الطالبة، ترقد اليوم في غرفة العناية المشددة، حيث نجح مراسلنا بعد عناء بالوصول اليها الى داخل الغرفة والحديث معها ،اذ أكدت انها الان بصحة جيدة وانها عادت للحياة بعزيمة وإصرار ، وسيتم تحريرها من غرفة العناية المكثفة صباح غدا الجمعة كي تكمل رحلة الشفاء .

وتحدثت الطالبة: ما عشته يوم الحادثة كان اشبه بأفلام الرعب والخيال، لم يكن امرا سهلا بان اتلقى عدة طعنات بالسكين والتي كانت قاتلة ، ولكن بمشيئة الله كتب الله لي الحياة من جديد ، سأكملها مع امي واعود لحياتي قوية أكثر .

اتقوا الله

وقالت: افهم تماما اننا مجتمع متسرع في الحكم على النساء اللاتي يتعرضن لما تعرضت الية ، ويتسارعون بالحكم عليها ويتهمونها بشرفها، وكنت اعرف جيدا اني سأصبح عرضة للإشاعات المريضة التي لم يبخل أبناء مجتمعنا بتلفيقها لي، لذلك أراد الله لي ان اعود للحياة واواجه هذه الالسن وأقول لهم اتقوا الله في اعراضكم ، وكفاكم افتراء وظلما .

وأضافت: لم يهزّني كلام الناس، ولن يحبط من عزيمتي، فأنا بحمد لله مرتاحة الضمير اني لم اقترف ذنبا ولم أمسّ شرفي وثقة اهلي التي منحت إياها، حين اخرج من المشفى سأبدأ حياتي من جديد، وشخصية أخرى ، سأكمل مشواري التعليمي من حيث بدأت مع قليل من الاختلاف .

وتابعت: انا سعيدة جدا اني عانقت الحياة من جديد، وسعيدة اكثر حين عرفت ان هناك كثير من أبناء شعبي اهتموا لأمري ، وقلقوا بشأني ، وجاؤوا من كل مكان للاطمئنان على صحتي ، واشكرهم جميعا ، أعضاء كنسيت ، أصدقاء ، حتى أناس لم اعرفهم لكن اصروا ان يحمّلوني رسالة القوة والتحدي . حتى بدأت استعيد صحتي ومعنويتي وثقتي بنفسي من هذا الكم الكبير من الحب الذي منحني إياه أبناء شعبي .

تخلف

والدة الشابة السيدة رانيا تحدث أيضا لمراسلنا وقالت: أولا نحمد الله انه اعادها الينا من الموت المؤكد ومنحها الحياة لتولد من جديد ، ما اردت قوله ان ابنتي عاشت ما عاشته من الم جراء تلك الحادثة، ولكن هذه كان بداية حياتها التي ستنطلق لحظة خروجها من المشفى واقفة على قدميها بإذن الله .

وقالت الوالدة : سمعنا الكثير من الاشاعات تطلق هنا وهناك ، وللأسف هذا حال المجتمع الذي لم يرحم ابنتي واي امرأة عاشت ما عاشته ابنتي التي كانت ضحية اجرام مخطط له ، لا ادري متى سيأتي اليوم الذي ينجلي فيه مرض التخلف في مجتمعنا ، ولكن بدعم من أصحاب الوعي ستعيش ابنتي بحصة جيدة وعزيمة كبيرة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]