هل يصمت الأرثوذكسيّ عن قول الحقّ؟!
(نداء الكنيسة الأم لأبنائها المؤمنين)
((إذا ظهر منكم أسقف أو رئيس دَيْر قد حوّل جزءًا من أراضي الأسقفيّة أو الديْر الزراعيّة إلى أيدي الأمراء (الحكّام) الزمنيّين وغيرهم، فعملُهُ هذا يُحسَب باطلًا، لا يُعمَل به حسب قوانين الرسُل القدّيسين القائلة: "لِيعتنِ الأسقف بأملاك الكنيسة ولْيَقُمْ بإدارتها مفكّرًا أنّ الله يراقبه. ولا يجوز له أن يحوّل قسمًا منها لنفسه أو أن يعطي أقرباءه ما يختصّ بالله أو بالكنيسة. وإذا كانوا فقراء فلْيساعدْهم على مثال غيرهم من الفقراء، على أنّه لا يجوز أن يتّخذهم حُجّة لتهريب أملاك الكنيسة، وإذا احتجّ أحدهم أنّ ذلك الحقل يشكّل خسارة ولا يُنتِج نفعًا فلا يجوز أن يكون هذا سببًا لتسليمه للحكّام الزمنيّين في الجوار، بل يسلَّم إلى إكليريكيّين أو فلّاحين، وإذا لجأ البعض إلى استعمال الحيلة كأنْ يبتاع الحاكمُ الحقلَ من الفلّاح أو الإكليريكيّ فهذا النوع من البيع يُعتبر أيضًا باطلًا ويجب أن يُرَدّ الحقلُ إلى الأسقفيّة أو إلى الدير. وإذا لجأ أحدهم إلى مثل هذه الحيلة فالأسقف يُخلَع من أسقفيّته ورئيس الديْر من دَيْره لأنّه بَدَّدَ ما لم يَجْمع")) [القانون 12 المَجْمع المسكونيّ السابع، الشرع الكنسيّ، ص 819-820] 

ترى، هل ينطبق هذا القانون على المدعوّ ثيوفيلوس الثالث، أم إنّه فوق قوانين الرسُل؟
هل نام أبناء الكنيسة عن لصوصها؟! هل نام أصحاب "الإيمان المستقيم" عن حقوقهم؟! كيف يمكن أن تكون أرثوذكسيًّا وتصمت عن قول كلمة الحقّ في وجه مستعمِر ظالم؟! كيف يمكن أن تكون وطنيًّا ولا تقف شامخًا في وجه محتلّ اغتصب أرضك وكنيستك؟! كيف يمكن أن تكون تلميذًا للسيّد المسيح وتسمح لمستعمِر بأن ينكر عليك تاريخك وأصلك؟! كيف يمكن أن تكون مؤمنًا وتسمح للتجّار أن يلبسوا ثوب الكهنوت فيدنّسوه ويبيعوا أوقاف كنيستك؟! كيف تسمح لمن لا يستحقّون أن يكونوا مَجْمعًا يسمّونه "مقدَّسًا"، وهو في الحقيقة مَجْمع لصوص وتجّار أوقاف ودِين؟! كنيستكم الأمّ تناديكم! فهل من مجيب؟
مع تسارع الصفقات، وتزايد الرشوات، وإصرار العصابة اليونانيّة العنصريّة على احتقار حقوقنا وكهنتنا ورهباننا العرب، وصلنا إلى مفترق طرق مصيريّ: فإمّا أن نكون أو لا نكون؛ إمّا أن نستعيد حقوقنا أو نخسر وجودنا إلى الأبد؛ إمّا أن نستعيد سيادتنا على كنيستنا أسوة بباقي الكنائس الأرثوذكسيّة في العالم، أو أن نقبل العبوديّة والاحتقار فنُورثهما لأولادنا. نحن في الحراك الوطنيّ لمجموعة "الحقيقة" لن نقبل بالعار والذلّ، ولن نرضى بهما لأولادنا أيضًا، وإنْ رضيَ بهما المنافقون. من هنا، فإنّنا عازمون على استرداد حقوقنا، ونعلن عن السادس من كانون الثاني القريب (6/1/2018) يومَ تحرير كنيسة المهد من الفاسدين والمفسدين، من العنصريّين وتجّار الدين والأوقاف، وندعوكم للتوجّه إلى بيت لحم المقدّسة، لنكون سدًّا موحَّدًا منيعًا في وجه غير المستحِقّ المدعوّ ثيوفيلوس الثالث وعصابته، لمنعهم من دخول كنيسة المهد، لأنّها كنيسة طاهرة ويجب أن تبقى كذلك، ولنعلن أنّ نضالنا لعزل هذا التاجر ومَجْمعه غير المقدّس مستمرّ مَهْما كثرت المُعيقات، ومَهْما تَطاول المنافقون والمنتفعون. إنّنا نؤمن إيمانًا راسخًا بصدق مسيرتنا، وحتميّة انتصارنا، وميلاد عصر جديد تستعيد فيه كنيستنا هُويّتها وطهارتها. أخي المؤمن! لا حياد في هذا النضال: فإمّا أن تكون مع شعبك وكنيستك، أو أن تكون مع الفاسد الخائن، غير المستحقّ؛ إمّا أن تكون مستقيم الرأي، أو أن تبايع الخائن وتقف إلى صفّه أو في استقباله. لك أن تختار... يسوع يناديكم: من يحرّر كنيستي فليَقُمْ! لقد طال نومكم.

نحن إذ نحتفل بعيد الميلاد المجيد إنّما نحتفل بانتصار النور على الظلام، وانتصار الحقّ على الباطل، وانتصار المظلومين على الظالمين. من يؤمن بميلاد السيّد المسيح إنّما يؤمن بالعمل على تطهير الكنيسة. 

وكلّ ميلاد وأنتم بخير...
لا يكتمل العيد إلّا بتحرير الكنيسة من الفاسدين والعنصريّين وتجّار الدين!

 

الحراك الوطني الارثوذكسي /مجموعة "الحقيقة"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]