أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل حالة من الاستياء العربي والغضب، وتمثل هذا الغضب بمظاهرات حاشدة في فلسطين وصلت حد الاشتباك ببعض المناطق وأدت إلى إصابات عديدة إضافة لاستشهاد 4 فلسطينيين في غزة، ومظاهرات في معظم الدول العربية ودول العالم.

في الشارع الفلسطيني بالإضافة إلى المظاهرات والوقفات عبر ناشطون عن رفضهم التام لهذا القرار مؤكدين أن القدس كانت وستبقى عربية فلسطينية.

وقالت الناشطة ميسان صبح بحديثها مع بكرا:" تاريخيا اعترفت 161 دولة من اصل 192 دولة في الامم المتحدة في اسرائيل دولة شرعية، رغم كونها كيان غاصب، سرق ونهب وطهّر قرانا ومدننا عرقيا واعتمد قانون الطوارئ والاعدامات الميدانية نهجا متكررا له على مر الحقب والازمان".

واضافت:"اعتراف العجوز الابله في القدس عاصمة لدولة الاحتلال مساء اليوم، لن يغير في واقع الاحتلال وفاشيته وممارساته العنهجية أبدا، منذ العام 1948 لم ننتظر أي حراك دولي يدعم نضالنا المشروع، فقد واجهنا مصاردة الاراضي، الملاحقات السياسية، التطهير العرقي، المجازر، سياسات هدم البيوت، تهويد الجليل، الاستيطان على كافة ارجاء فلسطين والقوننة العنصرية وحدنا ودفنّا شهداءنا وحدنا وننتظر اسرانا وحدنا.. الاستنكار الدولي والعربي لا يمكنني الا ان أنظر له بسخرية وتهكمية! نحن من حافظ على هويتنا منذ 70 سنة من الاحتلال وحتى يومنا وسنفعل ذلك ونبقى كما نحن عشرون مستحيل نحافظ على عروبتنا وفلسطينيتنا ونحمي تاريخنا وحضارتنا".

واكدّت ان:" الاعتراف في القدس عاصمة لدولة الاحتلال، جاء ليدعم حل الدولتين باعتقادي وهنا علينا أن نؤكد أجندتنا التي نؤمن فيها: الجليل، المثلث، النقب ، الساحل، الغور، غزة، الضفة والقدس، كل فلسطين تحت احتلال وكل فلسطين لنا".

واختتمت كلامها قائلة:" ونحن لا ننتظر اعترافات دولية بنا، فنحن لم نأتي عبر المراكب الى فلسطين، كنا هنا قبل البحر".

لا جديد

ايهاب جبارين قال بحديثه مع بكرا:" انا شخصيا لا أرى أي جديد في الموضوع، بل على العكس يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها لكي نكون واقعيين ونستطيع التغيير من حالنا.القدس ومنذ عام 67 لم تعد عربية ولا فلسطينية، حالها كحال أي مدينة أخرى وقعت تحت إحتلال وتغير حاكمها، كحال الكثير من المدن الفلسطينية التاريخية، بل وضعها أسوأ، ففي حيفا يمكنك التحرك دون قيد ودخول أي مسجد تحديدا دون قيد، على عكس المسجد الأقصى والقدس - القديمة، الشرقية والغربية. العاصمة تحتاج لدولة، وليس لسلطة ما فوق لوائية. ما نحتاجه قبل أي شيء في هذه المرحلة بناء الأنسان، الثقافة والحضارة. الدفاع عن تاريخنا وعدم تهميشه وطمسه".

وحول قرار ترامب، يقول:" قرار ترامب لم يأتي بأي جديد فحتى لو لم تعترف دول العالم بالقدس كعاصمة، الا أن إسرائيل مارست سيادتها من على القدس، كل مركبات حكمها تواجدت بالقدس، السفراء مارسوا الديبلوماسية امام الهيئات الرسمية في القدس، كذلك الزيارات الرسمية تمت في القدس.الأعتراف بتل ابيب العاصمة ما هو الا امر شكلي تماما كعدم الاعتراف بالقدس العاصمة، وأنا شخصيا لا أرى أي بعد سياسي في قرار الأعتراف هذا، بل على العكس تماما قراره ما هو إلا إقرار رسمي بعدم نفاق ترامب على عكس سابقيه، ففي هذا هو يقول ما لم يجرؤا سابقيه على التفوه به لكنهم مارسوه ونعم نحن لسنا وسيط للسلام، نعم نحن الداعم الأكبر لإسرائيل ونعم نحن لا نضع أي إعتبار لأي حاكم عربي".

واختتم كلامه قائلا:"وأكبر دليل على ذلك المتاجرة بهكذا موضوع حساس، كزوبعة إعلامية لصرف النظر عن التحقيقات التي تدور حوله وحول نتانياهو".

ما بيحرث الارض إلا عجولها

الناشطة الشبابية ردينة كوري قالت بحديثها مع بكرا:" هناك مثل يقول"ما بيحرث الارض إلا عجولها "،قرار ترامب عبارة عن دق طبول الحرب وهو طبعا قرار مرفوض فالقدس خط احمر . واذا كانت السلطة ستصمت كما فىي خطاب عباس على الشعب والامة العربية التحرك الان وعدم الانتظار للغد".

واختتمت كلامها قائلة:"فخطاب ترامب اتى لينهي اي استمرارية لعمليات التفاوض للسلام حتى انه لم يحدد حدود القدس وهذا يعني بانه يلغي وجود فلسطين او اي حل لدولتين".

استقالة عباس

الناشط الفلسطيني المغترب في الولايات المتحدة الامريكية - موسى بشير، قال بحديثه مع بكرا:" على مستوى الداخل يجب إجراء مظاهرات امام السفارة الامريكية وبالقدس، يجب توجيه رسالة من أعضاء الكنيست تدعو عباس للاستقالة والشعب الأمريكي لا يهمه ما يحدث بالقدس أو الفلسطينين، بالنسبة لهم هذا أمر غير مهم".

وتابع:" يجب إجراء مظاهرات امام السفارة الأردنية والمصرية و انا شخصيا بمنطقة بعيدة عن الجاليات العربية فلا اعرف ماذا سيكون. يجب التظاهر أمام السفارة التركية، فأردوغان وعد بقطع العلاقات والسلطة أنهت حياتها، أثبتت انها عاجزة ولم تحقق أي انجازات للشعب، يجب حل السلطة".

وانهى كلامه قائلا:"يجب على شعبنا أن ينضج وينبذ الخلافات التافهة وينبذ القيادات الفاسدة، لان الفاسد يصبح عميل أو عاجز، أن يعرف من يدعمه، ويعرف من يعاديه، المساعدات المالية من بعض الجهات لن تغطي على غدرها بشعبنا".

الامريكيّون يرتكبون حماقة 

الناشطة هدى صلاح الدين عريدي قالت بدورها: هذه عملية استفزازية امريكية بتخطيط إسرائيلي، نتنياهو وحكومته منذ زمن ينسّقون ويعملون مع بعض ويخططون لهذه الأمور وكل تصريحات ترامب تكون بتنسيق مع حكومة نتنياهو العنصرية والفاشية.الامريكيّون يرتكبون حماقة ويجرّون الشعب الفلسطيني والسلطة للحلّ المعاكس للسلمية فهم يحاولون وضع السلطة بالزاوية وكما يقولون، سقطت ورقة التوت لم يعد هناك شيء نقايضهم فيه".

وزادت:"هذه الاستفزازات والتصريحات ستقود الشعب الفلسطيني للانتفاضة، والحجارة وليس للمفاوضات والقدس لبّ الصراع ويجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية وانا لا افهم القدس الشرقية أو حتى الغربية، القدس وحدة ونحن يجب ان نكون ضد التقسيم كما قال ياسر عرفات".

وأنهت عريدي:"انا لا ارى انه سيأتي اليوم الذي تكون فيه دولة واحدة، انا ارى امامي فقط حرب أو انتفاضة للأسف وورقة التوت سقطت منذ سنين وكل البلاد حتى الضفة تحت سيطرة اسرائيل وما يحصل فقط استفزاز لنا".

ما ينتظرنا أسوأ

الناشطة ميساء منصور قالت:" شعوري الآن وأنا أُتابع الأخبار حول إعلان ترامب للقدس عاصمة " لإسرائيل " المزعومة، ونقل السّفارة الأمريكيّة إلى القدس، يتبادر إلى ذهني كافّة أنواع الشتائم على الحكّام الذّين سلّموا بلادنا وأخرسوا الشّعوب بالحروب والجوع والركض خلف رغيف الخبز وغلاء الأسعار والمعيشة، في زمن أحد حكّام السّعوديّة جعل الشّعب يركض خلف رغيفه فحسب ولا يجدهُ، لكنه في يومٍ صافٍ حين فتح مضافته وجد أحد عامّة الشّعب قد دخل وأطلق الرصاص واغتاله.
ما ينتظرنا أسوأ، ما سيحصل أسوأ وأشدّ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]