أثارت لافتات علقت في الطيرة وبلدات المثلث استياء عدد من المواطنين، كونها تدب الرعب في قلوب الناس وخصوصًا الأطفال، رغم أنها تدعو للصلاة - وفق أقوالهم.

والحديث يدور عن لافتات تدعو للصلاة، وفيها صور لقبر او لشخص ميت في محاولة لدعوة الناس للصلاة.

البروفيسور رياض اغبارية قال بحديثه مع بكرا:"عندما يفلس رجال الدين، يقومون بتنصيب انفسهم وكلاء الله على الارض فيقومون بالتبشير بالجنة للبعض وبتكفير البعض الاخر بعيدا عن اصول الدين وممنوعاته، هؤلاء سوى اللحية لا تربطهم اي علاقة بالدين واصوله وعلومه وما يرضي الله ورسله".

واختتم كلامه قائلا:" فهذه اللافتات، هي ذراع ترهيب وتجهيل وتؤدي بالنهاية للبغيضة وبعد الناس عن القيادة الدينية.... الدين والايمان بالترغيب وليس الترهيب! ".

سخافة 

الناشطة الطيراوية سمر سمارة قالت بحديثها مع بكرا:" لا تعليق فهذه سخافات والسؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا الوقت الذي يجب فيه ان ننشغل بترهات".

وأنهت كلامها قائلة:" على ما يبدو ان هناك من يحاول جرّنا لنقاشات ليس وقتها ونحن لسنا بحاجة لها".

الذوق 

المحامي الطيراوي فؤاد سلطاني كتب على صفحته بالفيسبوك منشورًا عن الموضوع قال: فوضى اللافتات ! تنتشر في شوارع البلد لافتات من الحجم الكبير تحمل صورة لقبر مفتوح كُتب عليها "هنا لن تتركك صلاتك". وأخرى صورة يد ممدودة لانسان ميت كُتب عليها "مات فلان!! هل كان يصلي ؟". المقصود طبعاً من هذه اللافتات هو الترهيب وتوجيه تهديد واضح لغير المصلين ببئس المصير وبالعذاب الذي ينتظرهم في القبر. وهنا يُسأل السؤال. أولاً، أليس من حق الناس أن يعرفوا من هي الجهة التي تقف وراء هذه اللافتات ولافتات غيرها شبيهه تملأ البلدان العربية ؟ فهي عادة غير موقعة من قبل أحد ؟ثانياً، هل يوجد رقابة من قِبَل أحد بكل ما يخُص موضوع اللافتات، مكان نصبها وحجمها وفحواها والهدف التربوي الذي تحمله ؟".

وجاء في المنشور:"ثالثاً، من قال أن بئس المصير وعذاب القبر ينتظر الغير مصلين فقط ؟ ولماذا يُعلمنا صاحب اللافتات بأن السؤال الوحيد الذي يجب أن نسأله عندما يموت أحد هو إن كان يصلي أم لا ؟ ألا يوجد أسألة أخرى كثيرة يجب أن تُسأل عدا عن الصلاة ؟ مثلاً هل فلان الميت كان خيّراً أم شريراً ؟ هل كان نصاباً ومنافقاً وخائناً لشعبه ووطنه، أم كان مستقيماً عادلاً وخلوقاً ؟رابعاً، مَن أعطاكم الحق بالإستيلاء على دَور الخالق في الحكم على البشر وما أدراكم بمعادن الناس وبما يدور بداخلهم من خير أو شر ؟ ألا يوجد من هم مصلون وفي نفس الوقت هم مرائون ومنافقون ؟ والله أعلم بهم طبعاً وهو العليم بذات الصدورة.

وانهى كلامه قائلا:" برأيي لا مكان لمثل هذه اللافتات التي تملأ الشوارع كونها تتخطى الحد الأدنى من الذوق المقبول لنصب اللافتات في الأماكن العامة، على ما تحمل من إخافة وترهيب للناس وخاصة للأطفال منهم الذين يشاهدوا يومياً وهم في طريقهم للمدرسة، صورة الميت والقبر المفتوح. كيف لا وقد علمتونا دائماً وتعلمنا أن الدين الإسلامي دين تسامح ورأفة ومودة. دين ترغيب وليس ترهيب وأن الله غفور رحيم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]