يعرف وادي رم، الذي هو أحد أهم المواقع السياحية في الأردن، بألوان جباله الصخرية الصفراء والبيضاء والحمراء والبنية والأشكال الجغرافية المميزة المليئة بالألوان وبالوادي العميق الذي يشق تلك الجبال، فيما تتميز أرض وادي رم أيضاً بأقواسها وجسورها الطبيعية والصخور التي تتخذ أشكال الفطر والمنقوشة طبيعياً بواسطة الرياح وعوامل الحت والتعرية على مر السنين.

ويتميز وادي رم بحياة نباتية وحيوانية فريدة ونادرة، وسلطت الأضواء على الحياة الحيوانية في وادي رم بعد أن تم اكتشاف وجود الذئاب الرمادية والوعول والثعالب من فصيلة "Blandford" الثعالب الحمراء النادرة والقطط الرملية، كما يوجد العديد من النباتات النادرة والأعشاب.
تنمو في الوادي أزهار شقائق النعمان الحمراء على جوانب الطريق وفي الأماكن الأكثر هدوءاً. يمكنك أن تجد أيضأ في بعض المناطق الجبلية بعض الأعشاب الطبية، والتي يستخدمها البدو للاستشفاء منذ عدة قرون.

ومن وسائل التنقل المتاحة للتجول داخل وادي رم، مركبات 4*4، والجمال، والمسير والتسلق.

وينجذب العديد من محبي التنزه على الأقدام الى وادي رم، والتمتع بتسلق الجبال المثيرة والتي يبلغ ارتفاع بعضها الى 1754 متراً. ومن أكثر أماكن تسلق الجبال جمالاً جبل الخزعلي وجبل رم. أما المتنزهون المبتدئون فيمكنهم التمتع بنزهة سهلة بين الهضاب الصخرية الملونة والصحراء الجافة أو الكثبان الرملية. 

وتعمل جميع الجولات السياحية من خلال مركبات 4*4 تعود للسكان المحليين في المنطقة وتنطلق من مركز الزوار، ويتم جمع رسوم دخول المنطقة المحمية على البوابات، ولذلك يجب على جميع الزوار تسجيل أسمائهم قبل المباشرة بالرحلة. وعلى الزوار المستأجرين لمركبات 4*4 تسجيل أسمائهم في المركز أيضاً. ومقابل جبل أعمدة الحكمة السبعة، يقع مركز الزوار الذي تم بناؤه حديثاً. الذي يعتبر البوابة الرئيسية للدخول الى المنطقة المحمية، ويوفر جميع المرافق والمعلومات والخدمات التي يحتاجها الزائر.

يضم المركز أيضاً مناطق للاستقبال، وقاعات للترجمة الفورية، ومطاعم، ودكاكين حرف يدوية، ومرافق ومكاتب للمؤتمرات لفريق ادارة الموقع.
وبالنسبة لمحبي الاكتشاف والمغامرة، فيوجد العديد من الأماكن الممتعة، والتي يمكن اكتشافها مشياً على الأقدام أو على ظهر الجمل، او باستخدام مركبات 4*4، ويدل المعبد النبطي الذي يعود الى القرن الأول الميلادي على فن العمارة المدهش الذي كان يشتهر به الأنباط.
يمكن رؤية سلسلة الجبال المعروفة بأعمدة الحكمة السبعة من مركز الزوار، والتي تمت تسميتها من قبل لورنس العرب، وكانت مصدر الهام دفعه لكتابة كتابه الذي يحمل نفس الاسم.
في جبل النفيشية، يمكن العثور على نقوش نبطية وثمودية، بالإضافة إلى صور حيوانات، انسان، وقوافل جمال. كما يمكن ان ترى نقوشاً تبين رأس لورنس العرب في الممر الضيق (سيق أم الطواقي).
أما الوديان المعروفة باسم بردة وأم الطواقي فهي طويلة وعميقة وتشق طريقها بين جبلين عظيمين وهما غاية في الجمال في الصباح الباكر ووقت متأخر من المساء، عندما تحول الشمس لون الصخور الى البرتقالي الداكن. ووادي الخزعلي هو مكان جميل أيضاً للاكتشاف، حيث يمكن للزائر المشي خلال شق ضيق في الجهة الجبلية ومشاهدة النقوش الصخرية التي تعود الى العصر الحجري والنقوش الثمودية والإسلامية.
ولعل من أهم ما يمكن للزائر تجربته في وادي رم هو قضاء الليالي محدقاً في النجوم المتلألئة في السماء، الجولات الليلية في الصحراء هي من أجمل النشاطات التي يمكن القيام بها هناك لإبرازها جمال الكثبان الرملية المضاءة بضوء القمر.
ويمكن للزائر حضور استعراض لحفل زفاف بدوي وتناول عشاء شهي من المشاوي أو الزرب (وهي طريقة بدوية تقليدية لطبخ اللحم ووضعه تحت الأرض) مقابل رسوم إضافية. أما للزوار الشباب، فيقدم لهم وادي رم الحدث العالمي الذي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لسماع أشهر الموسيقيين ودي جي يقدمون موسيقاهم ويرقصون في الليالي الصحراوية.
ومن أجل الحفاظ على أصالة وبدائية البرية في وادي رم، فلا يوجد فنادق في منطقة وادي رم نفسها، ويمكن اعتبار العقبة والبتراء مقراً للانطلاق الى وادي رم. ولعشاق المغامرة، يوجد العديد من مواقع التخييم في منطقة وادي رم.
تتوزع مناطق التخييم بطريقة استراتيجية للسماح للسياح الوصول بشكل سهل ومريح للأماكن المفضلة في المنطقة، وللحصول على نوم هادئ ومريح ليلاً بعد قضاء يوم طويل وشاق، يوجد ما يقارب 37 موقع تخييم داخل المحمية، وعادة ما تقدم مراكز التخييم هذه وسائل راحة أساسية مثل الخيم البدوية التقليدية المصنوعة من وبر الجمال، الوسائد، الفرشات، الأغطية، والطعام العربي التقليدي. أما بقية مواقع التخييم الكبيرة فتتواجد خارج المحمية. بعض مواقع التخييم تقدم عددا من النشاطات الترفيهية الليلية، مثل استعراض العرس البدوي مع الموسيقى العربية، أو تناول العشاء المكون من المشاوي أو الزرب.
تم إعلان منطقة وادي رم عام 1998 منطقة محمية، وتم تعيين الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بدعم من البنك الدولي، وهي منظمة غير ربحية تقوم على تحضير خطط للحفاظ على المنطقة وحمايتها، وتكوين فريق من المحليين لادارة المنطقة بأنفسهم. ويعمل هذا الفريق تحت رعاية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وتقوم بابتكار طرق لحماية صحراء وادي رم من ضغوطات الانسان المتزايدة.
تلعب القبائل البدوية العديدة التي تسكن منطقة وادي رم دوراً مهماً في اكتمال جمال المنطقة. مع أن بعضاً منهم يسكن الآن في بيوت اسمنتية حديثة، الا أن الأغلبية ما زالت تلبس الزي البدوي وتتمسك بالتقاليد البدوية، عن طريق العيش على الطريقة البدوية وتربية الجمال والماعز، وشرب الحليب، وحياكة الخيم من شعر الماعز طوال فصل الصيف. يعتبر العديد من المسافرين مشاركة الطعام أو شرب القهوة مع البدو من أفضل ذكرياتهم.

المصدر: الغد

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]